ظاهرة انتشرت في وقتنا الحاضر حيث أن الكثير من الأهالي يختاروا لأبنهم التخصص الجامعي الذي يرغبون هم أن يدرسه أبنهم متجاهلين رغبت أبنهم أو لا مبالين بموهبته مدعين أنهم أعلم بمصلحته .
ومصلحته غالبا بنظرهم أن يدرس الطب فإن لم يساعده مجموعه فالهندسة وإن لم يكن فالأدنى ثم الأدنى
وكأن الطب أبو العلوم وأمها !!
وهذه فكرة خاطئة لأنه لو لم يكن في الدنيا إلا علم الطب لما استمرت .
كل العلوم سواء وكل مختص في مجاله لا يقل عن الآخر
ثم ما فائدة الطبيب في وقتنا بدون اختصاصي التكنولوجيا الذي اخترع ويخترع له الأجهزة .. من أين أتى مختص التكنولوجيا .. ألم تكن بدايته من الثانوية الصناعية أو الهندسة المعلوماتية ..
تخيلوا أن طالب علمي حصل على مجموع يؤهله دخول كلية الطب وقرر أن يدخل الهندسة المعلوماتية أو الهندسة الصناعية .. ستشن عليه حرب هوجاء من قبل الأهل !!
في حين تقوم الدول المتقدمة بمراقبة ميول الأطفال منذ المراحل الدراسية الأولى لتحديد هواياتهم وتحويلهم لدراسة التخصص الذي يميلون إليه .
ومما لا شك فيه أن أغلب الدراسات تشير إلى أن الطالب عندما يدرس فرع جامعي معين وفق رغبته تكون نسبة نجاحه فيه ونتاجه العلمي أكبر مما لو درس فرع لا يوافق رغبته .
وهذا ما تؤكده العلوم النفسية حيث أجريت عدة بحوث حول موضوع الرغبة واتفقت كلها على أن توفر الرغبة لدى الإنسان في أي مجال يؤدي لزيادة كبيرة في إنتاجه وخاصة في الدراسة .
وفي العمل كذلك حيث أثبتت الأبحاث أن إنتاجية العامل تتضاعف عندما تتوفر رغبة لديه في تأدية عمله .
والأسئلة التي تطرح نفسها :
هل ستختار لأبنك التخصص الجامعي ليدرسه أم ستترك له حرية الاختيار ؟
لو أختار ابنك فرع لا يروق لك أبدا هل ستجبره على دراسة فرع آخر أفضل ؟
هل أنت مع أن تختار لأبنك أم أن يختار هو لوحده ؟
أترك للآباء الإجابة على هذه الأسئلة وللشباب أيضا