syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
سوريا وحروب لن تهزمنا...بقلم : بقلم : لمى عبد الكريم

منذ بداية الاحداث التي تجري في الجمهورية العربي السورية والتي في جوهرها تعبّر عن سياسة " الفوضى الخلّاقة" والتي من أهم أهدافها : تدمير بنية الدولة وتفكيك الوحدة الوطنية والقضاء على القدرة القتالية للجيش العربي السوري، وصولا إلى كسر إرادة المقاومة وتحطيم جوهرتها الغالية" سوريا". وهذا كله بدأ في دول عربية قبل أن يبدأ في سورية، والهدف الأهم كان ومازال هو الجمهورية العربية السورية بسبب مواقفها الوطنية والقومية والتي تمثل قلعة العروبة الحضارية، ومهد الأديان بمفهومها الإنساني الشامل الحضاري المتطور، ولأنها المثال الراقي للعيش البشري المتنوع في ثقافته، وانتماءاته، وتنوعه الفريد وهي بذلك تمثل النقيض لتلك القوى الظلامية من المسيحيين الجدد، والصهيونية، والتيارات العنصرية الاوروبية، وكذلك الأعراب الذين هم أشد كفراً ونفاقاً، والذين ظهروا حديثا مع ظهور النفط والغاز في تلك الدول التي يحكمونها نيابةً عن أولياء نعمهم في الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الكيان الصهيوني العنصري.

 


إن كل ما يجري في سورية هو لخدمة هدفين أساسيين: أمن دولة اليهود في فلسطين كما تسعى لها تلك الأطراف وكذلك لبسط السيطرة الأمريكية الصهيونية في الاقتصاد والسياسة والقرار وفي كل مجالات الحياة. ولذلك نفسر شراسة الهجوم على الدولة العربية السورية، وعلى شعبها، وحضارتها، وثقافتها، ومقاومتها، لقد حشدوا لها من جهات الارض الاربع

 

- لم يتركوا مجرماً متخلفاً قدماً من خارج التاريخ، إلا واستقدموه

- لم يتركوا شيخاً وهو أشبه بالمستحاثات في فهمه للدين إلا وجندوه.

- لم يتركوا كلمة كاذبة منافقة إلا واستخدموها.

- لم يتركوا مرتزقاً ساقطاً في أخلاقه، وسلوكه، وتربيته إلا ودفعوا له الأموال، وأغروه بالمخدرات، واتجهوا إلى السماء وصوّروها – كما يفهمون- بيت دعارة وجنس وحوريات و...

 

لقد تطاولوا على: دم شعبنا، وثقافته ، وتراثه، ودينه، وترابه.

وما تركوا فاحشة إلا ارتكبوها، وبرروا ذلك بالديمقراطية التي هي وجه أخر للبربرية وارتاب الفظائع

ما تركوا فعلا قبيحا إلا وأقدموا عليه معتمدين على فهم وهابي مجرم للإسلام. لانهم وجدوا في هذا الاتجاه الوهابي ما يبرر وحشيتهم، وتخلفهم، وعمالتهم، وخيانتهم.

 

ومع الاسف فلقد وجدوا عند بعض الناس السوريين رؤوساً ملأى بالخرافات والجهل ونفوساً قابلة للبيع والشراء واستخدموها لأبشع أفعال الخيانة وساقوها كالانغام بل أضل سبيلاً، لتدمير سوريا حجراً وبشراً وحضارة وتاريخاً

إن بقراءة متأنية لتاريخ هؤلاء الأعراب الفجرة يترك انطباعاً عميقاً في النفس، يؤكد أن هؤلاء ليسوا مارقين وخونة وعملاء فقط بل هم حاقدون على العروبة الأصيلة، التي تخفق في إنجازات وحضارة شعب بلاد الشام، ونعني بذلك شعب سورية الطبيعية وتشكل دمشق قلبها ونبضها الأصيل.

 

وهم أيضاً يتمزقون غيظاً من الاسلام المقاوم الإسلام الذي يستمد شرعتيه من صفائه، وانحيازه للحياة الحرّة الكريمة. إن التاريخ الشامي الذي يتحدث عن إنجازات معركة اليرموك، وعين جالوت، وحطين، وميسلون، والمعارك التي حققت الجلاء، والثورات السورية، وقوافل الشهداء في حرب تشرين وانتصارات المقاومة في العام 2000م وحرب تموز الخالدة، هذا يجعل هؤلاء الساقطين يفقدون أعصابهم، فهل نفسر جانباً من مواقفهم ضد سوريا بناءً على قراءة التاريخ وإنجازات شعب سوريا؟!! وإذا كان تاريخنا وإنجاز شعبنا السوري العظيم وبطولات جيشنا تجعلهم يشعرون بالقماءة والعار فهذا لا يبرر لهم التآمر على سوريا، وتسخير كل طاقاتهم المحليّة والعالمية الماديّة والمعنوية لتمزيق أرض سوريا وقهر شعب سوريا.

 

ولكننا نعرف من التاريخ الذي هو ذاكرة الأمة، أن هؤلاء الصغار الصغار في مكانتهم، الكبار الكبار في حقدهم وخيانتهم وكذبهم، أنهم احفاد أبي رغال ، وجدّهم أبو لهب لذلك فهمهم للإسلام يشبه مكانتهم وحجمهم.

أما بلاد الشام فباقة تحمل راية الحريّة شماً للبشرية، وسلاماً للخلق جميعاً، وإبداعاً متدفقاً في الدين السمح، والعيش الكريم.

ترددّ دائماً: المجد لسوريا المقاومة، الغار للشهداء، والخلود لشعبنا الذي يعرف كيف يعبر دروب التضحية والنصر.

2013-08-28
التعليقات