syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الزواج المدني ... بقلم : سامي حلياني

ان فكرة الزواج المدني من منطلق الاديان هي فكرة مرفوضة مع أنها تلامس صلب الدين و حقيقته فالمرجعية في الايمان بالنهاية هي لله الذي ارسل الانبياء ليبشروا به و ليس للأنبياء بحد ذاتهم , فالله عندما خلق آدم و حواء لم يميز بينهم في شيء سوى انهم كانا ذكراً و انثى و هي رواية تتفق عليها جميع الطوائف و الاديان , نحن اليوم نجد صعوبة كبرى في تقبل اختلاف الآخر عنا لأننا نوعاً ما توارثنا هذا الرفض منذ زمن الحروب الدينية (دين على دين و طائفة على طائفة )التي قامت لأهداف سياسية لم تخدم أي هدف انساني في وقتها


 أما اليوم ففكرة رفض اختلاف الآخر قد تطورت لتتمركز حول فكرة الاحساس بالذات عن طريق التمييز بالمعتقد الأصح و الأكثر انتشاراً بمعنى كل دين يعتقد بأن تعاليمه هي الأهم و الأكثر فعاليةً في الحياة الواقعية  و الدليل على ذلك كثرة انتشارها واعتناقها و كل ما يخالف هذه التعاليم هو غريب عنا و يهدد وجودنا ,وللأسف اليوم اصبحنا مستسلمين لهذه المعتقدات لدرجة أننا فقدنا الامل بالتراجع او العودة للخلف ففرض علينا التأقلم معها , تعاليم الدين لاتمثل حقيقته بل هي فكرة تشير للحقيقة اي المحبة هي مفهوم اتفقنت عليه جميع الاديان و لكن لا يمكننا ان نحب دون مسامحة او دون غفران فيقتصر حبنا على من يجمعنا به مصالح مشتركة فقط الحب هو الفكرة و لكن المسامحة و الغفران هما الحقيقة

 

فكرة الزواج المدني لا تقف عند مستقبل شخصين احبا بعضهما البعض من دينين مختلفين و لم يستطيعا الزواج بل تتوقف عند مأساة مجتمع بأكمله فعندما نكسر حواجز الدين المزيفة بين البشر سنبني جسور التوافق الحقيقية وعندما نبني اسرة تنشأ قوامها على الاخلاقيات الانسانية و احترام الآخر لن ننكر الدين ولن نفرق بين البشر بل على العكس رفضنا لهذا الفكر سيخلق خلايا اجتماعية منغلقة التفكير لا ترضى بالتنوع او الاختلاف و بالتالي ستكون غير قادرة على التطور فنحن بحاجة لإيجاد نظام هجين يجمع بيننا بدوافع انسانية اخلاقية دون التمسك بأفكار لا روح لها تفرق و لا تجمع هذا هو اساس الدين وليس الطقوس و العبادات بل الحياة المشتركة

 

واخيراً تبقى نقطة البداية سر الخلاف هل نحن مستعدين للحوار دون شروط مسبقة بعقلية منفتحة على الآخر أم اننا سنعود للماضي و نحيي تقاليده الميتة التي خلفتنا لسنين عديدة .

  

2013-09-16
التعليقات