syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
على طريقة "داعش " والغبراء! ... بقلم : فراس أبو حمدان

لم تكن عيناهُ مصوّبتان على السكين المفضوح أمامه, ولا على الرجال الممسكين به, ولا على الحشد المتكوّم كماعز الطريق قبالته, كانت عيناه في مكان آخر...!


أمسكوهُ بإحكامٍ, أياديهم ككُلاباتٍ على رأسه الصغير, رُكبهم مساميرٌ تثبت خواصره بالأرض, يداهُ موثقتان على صدره بحبل مشنقةٍ قديم, حَارَ كيف يأخذ أنفاسه في غابة الأرجل واللحى والخِصى وبقع العرق والدم الناشفة على الثياب العفنة, لكن عيناه.. كانت في مكان آخر...!

أحسّ فجأةً بلسعة الحديد البارد, بعَضّة نارٍ تكوي رقبته, يصطدم رأسه بالأرض مع كلّ حزّة, مرة...مرتان...ثلاث مراتٍ!...تغيب السكين في شرايينه رويداً..رويداً..لم يتأوّه..

 

ملحٌ صارخٌ في بلعومه, يغصُّ, يغوصُ, يغرق بنفسه, يغرورق مختنقاً بماء عينيه..


تلمحُ عيناهُ, في آخر ماتلمح, ضوء الفلاش الباهر من عدسة السائح المبتعد خطوةً أو خطوتين للوراء, تتجمد عيناه مكانهما إلى الأبد, مفتوحتان تماماً على سؤال واحد: لماذا تخليت عني؟

2013-09-18
التعليقات