syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الغارديان | كلمة سورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ... ترجمة : محمد نجدة شهيد

الأمم المتحدة في نيويورك ـ

 اتهمت الحكومة السورية إدارة أوباما وبلدان غربية لم تذكرها بالإسم بدعم مجموعات الإرهابيين داخل سورية ، وبتزويدها بالمواد الكيماوية لاستخدامها في الهجمات بالغازات السامة التي تقوم بها القاعدة والمنظمات الأخرى المرتبطة بها . وفي خطاب اتصف بالتحدي أمام الجمعية العامة للأمم  المتحدة ، رفض نائب رئيس الوزراء وزير خارجية سورية وليد المعلم الاتهامات المُوجهة إلى بلاده باستخدام الأسلحة الكيماوية في الهجوم الأخير بغاز السارين في ريف دمشق ، ونجم عنه مقتل المئات . وعوضاً عن ذلك ، أشار بأصابع الاتهام عن هذا العمل الفاضح نحو ما وصفه بمجموعات إرهابية مدعومة من الغرب .


وفي معرض إشارته إلى هجمات الحادي عشر من أيلول في نيويورك ، تسأل السيد المعلم   " كيف يُمكن لدول أصابها ما يصيبنا الآن أن تدعي أنها تحارب الإرهاب في كل بقاع الأرض وتدعمه في بلادي ؟  " . وأضاف  قائلاً  ، في لغة نابضة بالحيوية تُغري بالتصديق ، بأن مجموعات المتمردين متورطين في أعمال وحشية من قبيل أكل لحوم البشر داخل سورية ، فقال  " إن مشاهد القتل والذبح وأكل القلوب عمّت الشاشات لكن عَمَت عنها الضمائر. في بلادي هناك من تُشوى رؤوسهم من المدنيين الأبرياء على النار فقط لأنهم يُخالفون تنظيم القاعدة بفكره المتطرف وآرائه المنحرفة ، في بلادي هناك من قطّع الناس وهم أحياء وأرسل أشلاءهم لذويهم فقط لأنهم يُدافعون عن سورية واحدة موحدة  " .

 

وأكد المعلم في كلمته المُنمقة ، والتي كان يُلقيها بنفس قوي ، التزام حكومته بتنفيذ المبادرة الروسية بخصوص نزع الترسانة الكيماوية في سورية ، وعلى انضمامها إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية ، ولكن هذا النقد المُدوي للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لمجموعات المعارضة في الحرب الأهلية المستمرة في سورية يُؤكد كم هي دقيقة المهمة التي تواجه فريق المحققين في سورية . وقال نائب رئيس الوزراء  " أؤكد التزام سورية بتنفيذ احكام الاتفاقية كاملة  " ، لكنه أضاف قائلاً إن  " التحدي الذي يُواجه الجميع الآن هو هل سيلتزم من يمد الإرهابيين بهذا النوع من السلاح وغيره بالتوقف عن ذلك فوراً ، لأن الإرهابيين في بلادي يحصلون على السلاح الكيميائي من دول باتت معروفة للجميع ، إقليمية وغربية ، وهم من يُطلقون الغازات السامة على جنودنا وعلى المدنيين   العزل  " . الصحفي إيد بيلكينغتون . الثلاثاء 1-10-2013 .

 

كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً حول نفس الموضوع قالت فيه ـ في سعيه للرد على المعارضة في سورية وداعميها في الخارج ، عمل وزير خارجية سورية في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن يُساوي بين النزاع الدموي الجاري في بلاده وبين هجمات الحادي عشر من أيلول ، وعلى إتهام الولايات المتحدة بالنفاق . وقال السيد المعلم  " هذه المدينة نيويورك وأهلها ذاقوا بشاعة الارهاب ، واحترقوا بنار تطرفه ودمويته ، كما نعانيه نحن الآن في سورية ، فكيف يُمكن لدول أصابها ما يصيبنا أن تدعي أنها تحارب الإرهاب في كل بقاع الأرض وتدعمه في بلادي ؟  "

 

وقد وصلت معظم فقرات كلمة السيد المعلم حد تفنيد رواية الغرب نقطة نقطة عن النزاع في سورية . وكانت الملاحظة الايجابية الوحيدة التي ذكرها حول الولايات المتحدة هي تأييده للجهود التي تقوم بها لتطوير علاقاتها ، التي تتصف حالياً بالجفاء ، مع إيران الحليف الاقليمي الوحيد لسورية في الشرق الأوسط .

 

وسخر السيد المعلم من تأكيدات الولايات المتحدة وحلفائها بوجود معارضة مسلحة معتدلة في سورية تنصلت من الجهاديين ، ودعت إلى ديموقراطية شاملة تمثل كل مجموعات السوريين ، فقال  " إن مفهوم المسلحين المعتدلين والمسلحين المتطرفين أصبح مزحة سمجة لا معنى لها على الإطلاق ، فالإرهاب إرهاب لا يُمكن تصنيفه بإرهاب معتدل وإرهاب متطرف  " . وبدا السيد المعلم كأنه يُشير بشكل غير مباشر إلى الهجوم بالأسلحة الكيماوية  الذي وقع يوم 21 آب الماضي في ريف دمشق ، وهو الحادث الذي أفضى إلى الشروع بدبلوماسية مكثفة من قبل روسيا والولايات المتحدة جنبت سورية ضربة صاروخية تقودها الولايات المتحدة ضد أهداف حكومية متنوعة في البلاد .

 

 وناشد السيد المعلم في كلمته العائلات السورية التي فرت إلى البلدان المجاورة في تركيا ولبنان والأردن  والعراق ، والكثيرين منهم وُضعوا في مخيمات لللاجئين ، بالعودة إلى البلاد قائلاً  " أناشد من على هذا المنبر المواطنين السوريين العودة إلى مدنهم وقراهم حيث تضمن الدولة عودتهم الآمنة وحياتهم الكريمة بعيداً عما يُعانونه في هذه المخيمات من أوضاع لا إنسانية  " . الصحفي ريك غلادستون . الثلاثاء 1-10-2013 .   ترجمة : محمد نجدة شهيد.

 

2013-10-05
التعليقات