ميز المفكرون و الفلاسفة منذ أفلاطون الفارق الكبير في البنية الأخلاقية بين الفرد الذليل و المدفوع وراء أهوائه و نزواته وبين الذي يتمتع بكامل حقوقه الطبيعية المدنية و السياسية و يصبو لقيم الخير و الحق و العدل مما يجعل الديمقراطية الخيار الأكثر إلحاحا لبناء مجتمع معافى و إنسان سوي و أيضا لإرساء قواعد سلوك سياسي تنظمه القيم الأخلاقية الإنسانية في مواجهة العنف و شيوع الاساليب البربرية في حسم صراعات المصالح السياسية.
يسألونك عن خطر الديمقراطية و الخوف من الديمقراطية : قل الديمقراطية خطرة على أولئك الذين مازالوا يعتبرون مناطق حكمهم مراعي لهم ، الذين مازالوا يفكرون بمنطق سلطة القرون الوسطى الذين يرون الدول الكبرى والمتحررة في أوج تقدمها الفكري و التكنولوجي و هم مازالوا يفكرون بمنطق عصابات المناطق.
خطر الديمقراطية على أشباه الدول التي مازالت في مرحلة عداء للدولة فيسهل على الدول المتقدمة السيطرة عليها.
خطر الديمقراطية خطرعلى تلك الدويلات التي مازالت تستهلك ما لا تصنع و ما لا تزرع وما لا تنتج و تسرق سُلطها سكانها فيسهل على الدول المتقدمة أن تستبد بها.
خطر الديمقراطية خطر على تلك الدويلات التي تخاف الثقافة و السياسة و الحرية فيسهل على الدول المتقدمة أن تقولب وعي سكانها.
سؤال الأنظمة العربية الحقيقي حول الديمقراطية ليس سؤال كيف نواجه الديمقراطية ؟
سؤال الأنظمة العربية الحقيقي: كيف باستطاعتنا أن نمنح الديمقراطية لشعوبنا و نكون فاعلين في حركة التاريخ ؟ كيف نكون ذاتاً تترك بصماتها على الواقع العالمي لا مجرد موضوعات لا حول لها و لا قوة .
جواب السؤال واضح لا يحتاج إعمال نظر: عصرنا عصر الإنفتاح و التحرر أليس الأجدر بهذه الأنظمة أن تمنح شعوبها مساحة للحرية و الممارسة الديمقراطية.
نحن نعرف أن هذه الأنظمة ضد هذا النمط من التفكير لأنها لا تريد أن تترك سدة الحكم أما أن تصرخ هذه الأنظمة و هي في أكوارها خوفاً من الديمقراطية فصراخها كاذب لأنها لا تفكر بالسؤال الحقيقي.
قولوا لنا أيها النائمون على هامش التاريخ ماذا تخسرون لو تصالحتم مع شعوبكم و حققتم لهؤلاء الذين تحكمونهم قليلاً من الخبز و الخير و الكرامة.
أو من أجل سنوات قليلة تقضونها في الحكم تخربون مستقبل أمة بكاملها !!
استاذ تمار أصعب أنواع الاسئلة تلك التي يعرف الجميع اجوبتها ورغم ذلك يفتقر الواقع بنتاجها الملموس.نتمنى ان يأتي اليوم الذي ننعم به جميعا بهنيء الكرامة والحرية ..دام القلم والفكر الراقي
الديمقراطية تبدا ممارستها من داخل الاسرة وبالتالي تنعكس على المجتمع برمته ومن ثم يصبح تطبيق النظام الديمقراطي تحصيل حاصل. الديمقراطية ليست حرية سب الناس او المسؤول وهتك اعراضهم في الاعلام لخلاف شخصي او حقد قديم او التراشق بالاحذية في البرلمان. الديمقراطية تبدا بفن الاستماع للاخر و احترام وجهة نظره تليها رضا الاقلية المعارضة بحكم الاغلبية المنتخبة و احترام الاغلبية لراي الاقلية. نحن في بيوتنا ديكتاتورين لا نرى سوى راينا و الاب هو السيد المطلق يكيف و يتحكم بالمنزل و الزوجة و الاولاد وفق مزاجه و