(إذا كان لا بُدَّ لكَ أن تجُن, فجُنّ وحدَك. فلا
تُحاول أن تزرع في رؤوس الأطفال أفكارك الغَجرية)
"مئة عام من العُزلة " ل
"غابريال غارسيا ماركيز "
ترجمة*د. محمد خليل الحاج خليل*
هذه العبارة
استوقفتني كثيراً. وأتمنى أن أُوصلها إلى كل أب.. شيخ...كاهن..مسؤول..إلى كل من له
سلطة على حيوان أنسان او حتى جماد!!!
في مقالتي السابقة تساءلتُ عن تلك "الهرطقات "...والأفكار
"البربرية " التي نشئنا وتربينا عليها, وأصبحت من معاييرنا في الحياة!!
نعم.. "سقط من روحــي " هذا الذي أوصَلونا إليه, ولكن هل السبب في وصولنا إلى هذا
المستوى المنحَدِر والممتقع في انحداره, أهو جهلهم وبدويتهم وحدهما!!ولكن ماذا عنا
؟؟ماذا عن ما يسمى "عقل "؟؟
أهو موجود بالفعل. أم أنه في حالة سبات شتوي مع دببة القطب!!
لماذا الأغلبية لا تجرُأ على أن تكون مختلفة؟؟ألم يكتفي المجتمع من النسخ
المتطابقة في عبوديتها وتبعيتها؟؟
نحن في عام2013 ولايزال قسم كبير من الناس يعيش في أفكاره القبلية!!
وصلنا إلى زمن "الشماتة " ..و "التخوين ". و "الكره الأعمى "
من حوالي أسبوع كنا في مناسبة "عيد الحب ". استوقفتني عبارة ل "سلمان
العود "
*نحن لسنا بحاجة لعيد الحب.. نحن بحاجة للحب نفسه*
الآن في وطني "المجروح ســـوري ". نعيش واقعا من الانحطاط. لم تعرفه أسطورة!!
القتل على الهوية. والذبح بأيدي الأطفال. والتخوين من قيم الحضارة. والتكفير من باب
العلم..
أصبح الجميع يحلم بألا يرن هاتفه أو يدق بابه ,اصبحنا نحلم بأمل البقاء أحياء!!!
ولكن ألسنا في النهاية سوريون؟؟ أنا لا اقصد في قولي "سوريون " الوحوش. بل
أقصد الشعب المسكين والمغلوب على أمره...لماذا "الحُب " بات.. "حُلم "!!
وهل سيأتي اليوم الذي نتساءل فيه عن "المثقفين " كما تساءل من قبلنا
"محمود سويد "
عن مثقفي لبنان في الحرب الأهلية عام 1979
وفي نهاية المطاف أتمنى أن لا يأتي اليوم الذي يُكتب فيه بأن "
بقيت *مئَة عام من العزلة* كما بقيت "سلالة بويندي " في قرية "ماكوندو
"!!!
بل أحلم ب "الانتصار على العــــزلة " وعدم قراءة "وقائع موت معلن "ثانية!!!
أعلى النموذج