مر على الازمة السورية سنتين و نصف افرزت من خلالها ما افرزت من موت, تهجير, دمار, فقر و...... تفرقة طائفية.
منذ فترة وجيزة بدأ ينتابني احساس بالخزي و العار عندما يسألني احد ما عن حال البلد و اسباب الازمة و من المسؤول....الخ. لانه و منذ عدة اشهر اصبحت نظرة الاخرين للسوريين في سورية على انهم ثلة من الاغبياء الذين يتقاتلون قيما بينهم و يدمرون اثناء هذا القتال بلدا ذو تاريخ يصل الى سبعة الاف سنة !
لست مع المعارضة و لست مع النظام , لا يهمني من سينتصر , الكارثة حلت و الدمار تم و الموت يحصد العشرات يوميا و الطبقات التي يعول عليها النهوض بالمجتمع و على كافة الاصعدة تهاجر يوميا بالمئات الى الدول المجاورة او الى دول المهجر .
و لكني في هذه المساهمة اريد ان اطرح بعض التشابيه التي شخصيا تجعلني اقرب الى تحديد المسؤول الحقيقي عن ما يحدث :
التشبيه الاول:
عندما لا يستطيع الطبيب التمكن من معالجة المرض الذي سببه جرثومة خارجية دخلت الى الجسم و بدأت تنهكه من الداخل, عندئذ يقوم هذا الطبيب بتحويل المريض الى طبيب اخر قد يجد له الشفاء , و في حال اصر هذا الطبيب على الاستمرار في علاج المريض على الرغم من تفشي المرض الذي سيؤدي في النهاية بحياة المريض, على من تقع المسؤولية؟ على الجرثومة , على المريض ام على هذا الطبيب الاحمق ؟
التشبيه الثاني:
عندما يعاني فريق رياضي من خسارات مستمرة و لايستطيع الفوز منذ اشهر طويلة على الرغم من تاريخه الممتاز , هل يتم استبدال الفريق؟ و ضع اللوم على الجمهور ؟ ام يتم تغيير المدرب ؟
التشبيه الثالث:
عندما يحصل الطلاب في مادة معينة على نتائج سيئة في حين ان نتائجهم في المواد الاخرى جيدة , هل يتم وضع اللوم على الطلاب , على المنهاج , ام يتم في البداية استبدال مدرس هذه المادة بمدرس اخر ؟
هذا هو حال بلدي سوريا, هناك من يدير ازمات هذا البلد – دستوريا و قانونيا- و للاسف حتى الان ادارته و افكاره لم تنجح في انهاء هذه الازمة , اليس من المنصف ان يكون هو المسؤول عن استمرارها و عن كل ما تفرزه ؟؟
عندما تجد أسرة ما كانت تعيش في بيتها، تجد نفسها محاطة بقطيع من الضباع تبدأ بنهشهم واحدا تلو الآخر. هل من المنصف ان يكون رب الأسرة (حتى لو كان ظالما مستبدا) هو فقط المسؤول الوحيد عن المشكلة واستمرارها و عن كل ما تفرزه؟؟ وهل كان تغيير رب الأسرة سيقنع الضباع يترك الفريسةأمامها؟ وكيف سنعيد الحياة لمن تمكنت الضباع من قتلهم؟ هل الهدف الأهم هو تغيير رب الأسرة حتى لو تطلب الأمر قتل ثلث أعضاء الأسرة وتهجير ثلث ثاني وتدمير البيت؟ المهم تغيير رب الأسرة وإحضار واحد جديد يرتقي العرش ولو على الخراب والموت.