لم يعد يخفى على كل ذي لب فهيم، بأن المعركة حامية الوطيس، والمستعرة على الثرى السوري، إلى زوال بمشيئة المولى عز وجل...
سمعنا هذه العبارة مراراً وتكراراً، ومن أفواه الكثير - بل الجمع الغفير - ممن ينطلي عليهم وصف المحلل السياسي أو حتى من أصحاب القرار في القيادة السورية، وربما من المعارضين الوطنيين الذين لا يزالون يلتحفون تراب الوطن، ويتدثرون بسمائه !..
دعونا - وبتجرد تام - نفكك أوصال تلك العبارة آنفة الذكر، ونستقرأ تلافيفها، علـّنا نجيب على سؤال بات هاجس كل سوري، وعربي، وحتى كوني. على مدار سنوات الحرب التي تقارب السنة الثالثة، ولغايات متعددة.
بقراءة الدارس للمقابلة الأخيرة - والتي أجريت مع السيد الرئيس في قناة الميادين - من بعد عدة لقاءات مع مختلف قنوات العالم، نجد الإختلاف في العرض وفي الإجابات ... ولن أطيل في التحليل كون الكثيرين أجادو فيه، ولكني أستخلص النتيجة، وعلى لسان حتى المعادين لقائد الوطن بأنه إعلان صريح بالنصر..وإن لم تحوي الإجابات هذا الإعلان على شكل كلمات، وإنما المتتبع الجاد سوف تصله الرسالة من غير أي جهد يبذل !
فسوريا خرقت وبشكل فاضح جميع المخططات العدوانية، والتي تستهدف تمزيق الأمة للنيل من مقدراتها .. وللشعب السوري القرار في العودة للجامعة العربية أو لفظها، بعدما عريت أهدافها .. وعلاقات سوريا مع الآخر تتحدد وفق منظور مصالح أبنائها الإستراتيجية والإقتصادية والإجتماعية، لأنها دولة ذات سيادة .. وسوريا بأهلها تدعم المقاومة وتحارب انتهازية المتمسلمين الذين لم تعد لهم قاعدة شعبية على الأرض السورية .. ولا يوجد أي عقبة في طريق استمرار السيد الرئيس في السلطة لو أراد الشعب السوري ذلك.
وتلك أولى علامات أو مؤشرات انحسار الحرب، فلا يمكن لقائد - أياً كان - أن يصدح بمثل هكذا إضاءات من غير أن يقف على أرض صلبة، تمكنه من اشهار تلك العبارات، بعد أن يكون قد ضمن الإنتصار وعلى مرأى من الأشهاد.
والسؤال الذي بات يدور في الأذهان مؤاده: لو كانت الأمور تسير على أمزجة القيادة في سوريا - كما تبين من لقاء السيد الرئيس في الميادين - هل كانت السعودية بتاريخها المتأصل في السياسات العربية والدولية، وبإمكانياتها المهولة، لتنزلق في التورط أكثر فأكثر في الصراع السوري وعلى المكشوف ؟؟؟
الجواب على مثل هكذا تساؤل نورده بالآتي ...
أخفقت السعودية بالتقاط الرسالة التي تدل على شكل التحول الذي يجب ان تتبناه اتجاه سياستها في سوريا. فالسعودية المنتشية من انتصارها في معركة المحور الديني، و التي تشكل من خلالها محور (الاردن السعودية الامارات)، على حساب محور (قطر تركيا والاخوان المتسلمين).. لم تدرك بأنها عملت على شق منظومة أصدقاء سوريا وضعضعتها. بالتالي فهي لم تدرك ان الخروج الامن كان يتطلب استدارة سياسية باتجاه الملف السوري, حيث ان خيار التوغل في الأزمة كان سيقود السعودية فعلياً الى حالة من العزلة و يضعها في وضع لا تحسد عليه.
فالعزلة الدبلوماسية التي تتعرض لها السعودية تمثلت في إلغاء كلمتها - التي كانت مقررة في الدورة العادية لإجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة - حيث تجلت كذلك في التصريح الذي صدر عن وزير الخارجية الروسي لافروف، تعقيباً على رفض السعودية لمقعد مجلس الأمن، ناهيك عن تصريحات كيري المتلاحقة والمتضمنة بأن أمريكا ستظل حليفاً استراتيجياً للسعودية، حالة قراءتها بالشكل المبيت لها !!
إذاً الإنكفاء السعودي - بعد الهيجان المدوي - والتصدي للدور القطري في الحرب المعلنة على سوريا .. خير دليل على بداية زوال تلك الحرب بإذن الله.
لن أذهب بعيداً في الموقف الدولي من الحرب، والتي بات أقل المتتبعين له يعلم ماهيته، حيث بتنا نشهد في كل يوم الجديد من التطورات والمستجدات، والتي لا تعني في مدلولاتها غير رفض شعبي دولي لما يحصل على التراب السوري، ومعاندة من الحكومات التي تخشى بأن تخسر شعبيتها في بلدانها - نتيجة مواقفها - كونها ستبدو بلهاء حالة التغيير الفجائي فيها !.
وعلى أرض الميدان ... ذكر الكثيرين من المحللين - فيما مضى - بأنه وعندما تشهد المعركة استخدام الخصم للعديد والعديد من العدة والعتاد، يعني بأنه آيل إلى زوال، ويسعى بكل ما أوتي من قوة، لإيقاع أكبر قدر من الخسائر، ليثبت للغير بأن ما قدم له من مال وعتاد لم يذهب أدراج الرياح .. وذلك ما نشهده في ساحات القتال الآن، ناهيك عن ثلة من الجهود المبذولة لحلحلة بعض ما نجم من صراعات وإنتهاكات، ألبست لبوس المذهبية برعاية خارجية، ليصار إلى حلها من قبل الجهات المشتركة بتأجيجها .. كاتفاق لإطلاق سراح أسرى، أو فتح معابر، أو السماح بمرور مؤن غذائية ومساعدات دوائية، وما إلى ذلك من الأمور التي تثبت من دون أدنى شك بأن الحرب تضع أوزارها، ومما يؤكد المقولة توجه المتنازعين لعقد مؤتمر للتسوية، يأمل الجميع بأن يكون في أقرب وقت لتوضع النقاط على الحروف، ويصل كل ذي حق لحقه، درءاً للمزيد من التخريب والدمار وحقناً للدماء.
أحبتي ... كل ذي عقل سليم يرفض القتل والتقتيل، فإن جانبك الموت اليوم فاسعى بأن تمنعه عن أولادك وأحفادك من بعدك، والفرصة أحسبها بعون الله سانحة، ولا تستأهل منا غير القليل من إعمال العقل، والكف عن إضرام النار في أتون الحرب المستعرة على ربى الوطن الحبيب، والتي لم ننل منها غير القتل والتدمير، لنحتاج سنين لإعادة الحال إلى ما كان عليه.
الأخ أبو العبد...الخطأ لا يصلح بخطأ مماثل، فالتخريب لا يلحق الضرر إلا بالشعب المسكين، فقاطني دول الخليج هم من أبناء جلدتنا وإن لم يراعي حكامهم وحدة الدم العربي فأظننا نراعي الدم الواحد بيننا وبين الأشقاء والثأر ليس من شيم المسلم وإن جار عليه الكل، ندعو السلامة لكل الأخوة الخليجيين ونهمس في آذانهم بأن قادتهم أخلوا بمبدء التعايش السلمي الذيفرضه علينا الله من عليائه وندعوهم على تحفيذ حكوماتهم للرفق بأشقاء بهم وليعودوا إلى رشدهم برفع الدعم عن العابثين ببلاد الشام التي هي موطن الكل!!!
مكنش هيك عشمنا بالسعودية وبخادم الحرمين الشريفين من ناحية بيدعم الفلسطينيين ومن ناحية تانية بخورف السوريين مكلنااسلام ولا فيه خيار وفقوس بالموضوع على كل حال الحرب منتهية منتهية بس مين يللي انتصر بتصور الكيان رغم عدم مشاركته المباشرة بالمعركة وللا أنا غلطان!!!
في كل مرة تدعون بأن النهاية اقتربت لنفاجئ بأن اللأمر يعود من أوله.عندما نعلم بأن الممولين لم يخسروا فإن التمويل مستم.أقترح بأن تضرب الجهات الممولة في عقر دارها حتى يوجد سبب حقيقي لوقف التمويل وبذلك يكون الحل باعتقادي.إذن مجموعات كوماندوس مدربة تقوم بعمليات نوعية في الدول الراعية للمجموعات المسلحة لتحذث خسائر وتخبط في تلك الدول ليكون ذلك كفيلاً بإعادة حسابات تلك الدول والتفكير الجدي بأن البلل أصاب ذقونهم وبالتالي العمل الجاد لوقف الدعم والتمويل وبالتالي وقف الحرب...
كل ما تقوله صحيح أخي الفلسطيني...فالسغودية تعمل وفق مصالحها من دون أن تدريبأنها تخدم ما يسمى بدولة اسرائيل...فهي تعمل على ضرب جبهة الممانعة بهدف حماية عرش ملوكها وممالكهم من غير أن تكترث بأن ذلك يجعل من الصهاينة قوة متفردة في الشرق الأوسط ولتهدد من جديد تخوم المملكة التي تخشى من الإقتراب لعروشها الفارهة. مخطط بسط سيطرة واهية وهزيلة على بضع مراكز القوة في المنطقة بالإستعانة بزلزال مدوي سيحرق الأخضر واليابس لو استشاط سعيره...الحيطة زالحذر من سمات المرحلة والنجاة للصابرين!!!