بعد السلام، من أرض السلام
من أرض الرسالات السماوية
وأرض الأنبياء
الأرض المجبول ترابها بدماء الشهداء
والتي أنبتت منذ قرون شهداء
وأزهرت شهداء
وأينعت وأثمرت شهداء
تلك أرضي...تلك بلدي
التي أنعي إليك أبناءها يا شام
كل يومٍ...وكل ساعةٍ....وكل دقيقةْ
بت أنعيهم إليك مع كل آذانٍٍ
وهاهما الصليب و الهلال يتعانقان
أنعي إليك أبناءك يا شامُ،
يا فيحاءْ....
من الجبل نزولاً بالسهل
إلى الوادي والتل
***
مررت بك، وألقيت عليك السلام
على أبوابك السبعة
وأقبلت على أسوارك الحرة
والجبين قبّلتُ
واعتليت قلعتك الثكلى
وعلى أطلالها بكيتُ
وسألتها أن تقبل مني العزاءء
***
نحو أسواقها والحواري
بطوالعها ونوازلها
وصوت الصمت مُداهمٌ للمكان
همسٌ وصفيرْ
وركضٌ في الخفاء
وصوتٌ لأنين النافورة الدمشقية
بقطرات ماءٍ تنهمر كالدموع
توحي بخاطرٍ مكسورْْ
أنعي إليك يا دمشقُُ
أبنائك الأبطال
وحرائرك الأحرار
وعصافيرك الصغار
واختلطت دماؤهم بتراب "ميسلون "
منهم من ألقى التحية على "الأطرش "
ومنهم من صارت أرواحهم شتلاتٍ
في جبل الزاوية وجبل العرب
ومنهم من أمسى ورداً جورياً
آتياً من أرض "القسام "
أرض الحبيبة فلسطينن
ومنهم من جاور الرحمن
على مقاعد العلم
***
أيا قاسيون لا تشيخ ولا تنحنيي
ويا بردى كفاك تفيض دماً
ويا أهل الشام.....أما من دموع؟
كيف .....وقد جفت الينابيع
إذ كان في بلدي للنخوة ينابيع!
****
أنا أعلنت عليك حدادً
مُدّته يمكن أن تطول
وارتديت لون الليل رداءً
مقبرة للضمائر الحية...
التي كُتب عليها ....منتهية الصلاحيةة
والحدائق وملاعب الأطفال باتت
افترشوا الأرض فراشا والسماء غطاءْ
يا أخوتي : قاسيون الشامخ يبكيي
أما سألتم أنفسكم يوماً ما الذي أضناه؟
تلك الجميلة الخضراء يا أحبائي
تلك الجميلة التي اسمها دمشقُ
يتيمةٌ...أرملةٌ....ثكلاءُ
***
و الغوطة تستغيث من مشرقها لمغربهاا
ترسلُ نداءاتٍ سمعية وبصرية
وما من أحد يجيبُ
كيف والجميع منكبٌ على لوحات
من الرقص و الطرب
وهذا هو أكثر ما يجيده العربُ
***
يا دمشقُ لا تحزني
رغم اختلال توازن الكون
والفصول الأربعة باتت
عندنا فصلاً واحدا
الصيف والربيع ،الخريف والشتاء
جميعهم بلون الدما
والربيع الذي وعدونا به
ألا ليته لم يأتنا يوما
أي زهر وأي نرجس وأي اقحوان
نقولها منذ أعوامٍ
نريد ربيعنا...نريد ربيعنا
فمتى يا رب تكون لنا
كما كانت شامنا
***