انحراف  مركبة عن  الطريق  الرئيسي الى  مكان خارج الطريق ربما يكون الى طريق فرعي او ارض مفتوحه امر عادي و عند عودة المركبه الى الشارع تسمى حركة العوده الى الشارع الرئيسي  اندماج أي العوده الى الطريق الرئيسي 

 ولكن عندما نسمع مصطلح  انحراف انسان  يتبادر الى اذهان المستمع فورا انزلاق الى دون المستوى المتعارف عليه سواء كان الانحراف اخلاقيا او مسلكيا او وطنيا او عقائديا ومعنى الانحراف بالنسبة للبشر السقوط ولكن ليس سقوط الجسد البشري عن مرتفع بل هو سقوط معنوي عندما  نحاول وصف مسلك انسان عند خروجه عن الاخلاق والقيم والانتماء وتتباين درجات الانحراف حسب نسبة الانزلاق في دروب السقوط  من رذيله وجريمه  وخيانه بكل اشكالها وتفرعاتها وافرازاتها والمتعارف عليه بين الناس ان البعض يحاول اختلاق الاعذار والمبررات لانحرافه (لسقوطه )

وهناك من يدعمه ويسانده لاغراض نفاق المصالح او الخوف او القرابه ولكن بما ان الجوهر لا يتغير ولا يمكن للذهب او الفضه او الالماس ان تغير مواصفاتها الاساسية بتغير المكان والزمان والدفن تحت التراب والبرد والحر وان علق بها التراب والغبار فانها تعود لجوهرها بعد ازاحة او ازالة الترسبات عنها ولكن البعض من الناس مثل المعادن الرخيصه المطليه بالذهب او حتى بلون لامع اصفر مزيف لا علاقة له بالذهب و يتمكن هؤلاء  من خداع عديمي الخبرة في المعادن الثمينه ومع قليل من الاحتكاك او الحراره او بفعل تغير المناخ والجو من حر وبرد ورطوبه يزول اللمعان وينكشف المعدن الرخيص

وهكذا البشر الذين عندما تسقط  الاقنعة او تنزلق او تتكسر او تذوب عن وجوههم  يتكشف جوهرهم الرخيص وهنا لا يمكن ان نقول انهم انحرفوا أي انهم كانوا بكامل الاستقامه والامانه والاخلاص والانتماء  بل يمكن القول انهم ظهروا على حقيقتهم وجوهرهم لانهم في الاصل من فئة الساقطين والمعدن الرخيص وكان سلوكهم مجرد تمثيل او نفاق انتهازي وصولا الى هدف اناني محض  

وقال احد الادباء ان الزمن لا يغير الناس ولكن يظهر كل انسان على حقيقته أي ان من نطلق عليه منحرف  هو اصلا ساقط ولكنه مقنع بالشجاعه او البطوله او الكرم او الامانه او الاخلاص او الحب والحقيقة ان الحب ليس الكلمات المنمقه ولا تمثيل دور العاشق وصلا الى اشباع رغبه او نزوه او تعبلئة وقت الفراغ والتسليه بل هو مشاعر اسمى من كل اشكال التمثيل والنفاق والخداع وصلا لاغراض لا اخلاقيه ولا علاقة لها بالحب والعشق والغرام