يتداول الناس مصطلحات لاحصر لها ويسقطوا عليها او يحاولوا اجراء مقارنه مع ما يواجهوه في حياتهم من احداث او ما يسمعوه من قصص وروايات او يحاولوا قولبة انفسهم تماهيا وتماشيا مع تلك المصطلحات المتداوله وكثيرا ما نسمع او نقرأ شعرا او نثرا ومعززه بصور تعبر عن الحاله بشكل او بآخر
ومن بين تلك المصطلحات (غدر الصديق )(خيانة الحبيب ) ولو استندنا الى قاعدة منطقيه وهي ان كلمة صديق تعني الصدق والمصداقية والتي لا تحتمل عدة وجوه فليس للصدق درجات كالالوان صدق غامق اوقاتم او فاتح والصديق الحقيقي من المستحيل ان ينقلب الى عدو ولن يمارس الغدر لان المفروغ منه انه صادق
اما الحبيب فعلاقة الحب ليست اراديه ولا هي قرار نتخذه او سلم نصعد عليه ونهبط متى رغبنا بذلك بل هي علاقه تربط بين البشر وخصوصا ذكر وانثى بعد انطلاق سهمين من قلبي الحبيبين لينغرز في قلب الآخر في لحظة معينه بمعزل عن فارق العمر واللون واللغه والمعتقد وقد لا يكتب لهذا الحب ان يحيا ويثمر تبعا لمشيئة القدر وظروف البشر والحب قد يأتي مرة واحدة في عمر الانسان وقد لايأتي ابدا وان اتى ولم تكتب له الحياة يبقى الماً في اعماق نفس الانسان يزفر حسرة وندما واحباطا ويحاول النسيان عل الزمن ينسيه
ولكن ما يحدث هو بقاء الحب في اعماق الانسان ويقفز الى السطح ليشغل العقل ويجدد الحسره والمحبة يحاول الناس تضخيمها لتكون بديلا للحب ولكنها تختلف عنه في انها أي المحبه تتولد بدوام العشره والالفه والتفاهم وهذا ما يحدث في الزواج التقليدي حيث يطلق الناس كلمة حب وهي في الاصل محبه فلو شاء القدر ان يتزوج أي من الذكر والانثى غير الزوج او الزوجة الحاليه فربما يستمر في العيش برابط المحبه وليس الحب الذي لا يتم الحصول عليه بوثيقة عقد الزواج والزوج الذي يغير الزوجات ويشغل قاضي المحكمه بين زواج وطلاق هل يحب جميع من يرتبط بهن وكم قلبا له في هذه الحال والمطلقه او الارمله التي تغير اكثر من زوج فهل حقا عندما تخاطب الزوج يا حبيبي تعي ما تعني كلمة حب ام انها للاستهلاك ودغدغة المشاعر
وعليه يمكن الاستنتاج ان الصديق الحقيقي لا يغدر والحبيب لا يخون وان حاول البعض تمثيل دور الصديق او الحبيب لاغراض واهداف انانيه مؤقته لتحقيق مصلحة او اشباع نزوه فالعلاقة تبرد نادرا او تنقلب الى كراهية وبغضاء وعداوه بعد اكشاف الحقيقه بمجرد ذوبان او تشقق او سقوط القناع
ومن هنا فان الناس يظلموا المصطلحات بالصاق كلمات بها فالصديق لا يغدر والحبيب لا يخون ان كانت المشاعر حقيقيه وصادقه والامر نفسه ينسحب على من يعتلي سلم الثورة والانسانيه فلا يمكن لصاحب المبدأ ان يبدل قناعاته ومواقفه ولا التنازل عنها كما يبدل ثيابه ومن يفعل هو في الاساس اناني انتهازي متسلق تغطى بقناع الثورية والانسانيه لاهداف غير نظيفه ولا ينخدع بمواقفه الثوريه ولا بانسانيته المزيفه سوى المنافقين والمنتفعين والجهلة والمغفلين من الناس الذين يغلب عليهم البساطه ولو قدمنا لشخص طبقين من الحلوى المتشابهه فكيف له ان يعرف ايهما مسموم ولكن الامر بخصوص كشف المنافقين والخونة والغدارين ممكن بالوعي الحقيقي فقط
ماجد جاغوب/ عندما تقطع غصنا اخضر من شجرة تعاني الجفاف ومعظمها يابس او ذابل فازرع الغصن الاخضر في تربة اخرى مناسبه واترك الشجرة لشأنها والناس كذلك لا تزعج الناس ولا تنزعج منهم فمن تشعر بعدم اهتمامه بك من الاقارب والاصدقاء اتركهم وشأنهم لانهم بين متكبر تحجرت مشاعره من المال في جيبه ورفعت انفه غرورا او قريب حاقد لا يحب اكثر من ذاته الانانية جوهره والمصلحة مسلكه فلا تتعب نفسك بالتفكير بمن لا يفكر بك الا لرفع العتب واقناع نفسه بانه على صواب هذه هي الحياة والعاقل لا يفاجئه تصرف المغرورين والحاقدين