syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
أكاذيب ... بقلم : ريم الأتاسي

أكاذيب .. أكاذيب.. أكاذيب.. شعرت بالضجر من حديثه المشوب بالكذب، رحت أسرح بكلمات أغنية فيروز "هيدي عم بحكيلك قصة صغيرة كتير..".. شعر بمدى السوء الذي خلفه طابع حديثه الكاذب على شخصيته، فغير مجرى الحديث إلي كي يلفت انتباهي..

 

-         إذاً فأنت تطمحين لأن تكوني سفيرة؟

-         لا أعتقد ذلك .. أقصد بأنني أبحث بكل شيء عن غايته..

-         في الحقيقة لم أستوعب قصدك..


"لأنك أغبى من أن تصلك فكرتي" قلت في نفسي، ابتسمت في وجهه ثم ارتشفت آخر ما تبقى من فنجان قهوتي، نظرت إلى ساعتي لأوحي له بأنني ضجرت، لكنه كان مع الأسف يعبث بهاتفه الجوال ولم ينتبه إلي..

 

طرقت على الطاولة بعنف، نظر إلي مرتعباً، ابتسمت مجدداً في ملامحه الساذجة المثيرة للشفقة، أحس بأن الوضع بات أخطر مما كان يتصور، فوضع الهاتف على الطاولة بعيداً عنه كأنه يطرد مغريات الحديث الشيق الذي كان يتحدث فيه مع إحداهن عبر أحد برامج الدردشة..

 

-         إذاً..

-         إذاً ماذا حبيبتي؟

-         ألا تعتقد بأن نعتك لي ب"حبيبتي" أكبر بكثير من حدود علاقتنا التي سأنهيها بعد دقائق..

-         لكن ..

-         اسمعني يا عزيز، أنت حقاً إنسان طيب، لكنك فارغ وهذا النوع من الناس لا يلائم مزاجي العصبي..

-         ألا تعتقدين أنك تتجاوزين حدود الاحترام بيننا..

 

ضحكت بصوت مرتفع، أومأت له برأسي بالأسف، ثم حملت حقيبتي وخرجت من المقهى حيث كنا نجلس، لحق بي وأوقفني في منتصف الشارع..

 

-         أرجو أن أفهم ما سر هذا الموقف المريع المفاجئ..

-         لماذا اتصلت بي يا عزيز منذ الصباح الباكر، أليس لتحدثني بموضوع مهم، نحن هنا منذ أكثر من ساعتين ولم أسمع منك سوى الأكاذيب.. ماذا تريد مني؟

-         أريدك أن تكوني لي..

 

-         مع الأسف جميعكم تمتلكون نفس الفكر الرديء المتشعب بالجهل والتخلف، على أي أساس أن أكون لك، أن أخرج معك وأرضي غرور ذكورتك، وأن تعبث بمشاعري وتخبر الجميع بأنك تملك آلة بشرية تدعى "صاحبة"، لقد أخطأت الاختيار يا صديقي فأنا لم أخرج معك بجسدي المنفتح، أنا خرجت معك بفكري المنفتح..

-         لكن..

-         صه يا هذا .. لم أعد أريد أن أسمع منك أي شيء، أحتفظ بآرائك الثمينة لمجتمع آخر تستطيع فيه التبجح بأسطورتك الذكورية، وبأكاذيبك لفتاة كاذبة تشبهك..

قلت له ثم أوقفت سيارة أجرة، صعدت فيها والدماء تغلي في عروقي، طلبت من السائق أن يقودني إلى عنوان منزلي، وانطلقنا على أغنية فيروز" كل ما الحكي بيطول.."..

 

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

2013-12-12
التعليقات
جلاديوس
2013-12-28 22:50:26
نقد موفق .
تعليقك يا دمشقي اهم من القصة ذاتها ، في بعض الكتابة يكون النقد أعلى و أهم مما ينقد .و ملاحظة للكاتبة ليس بخصوص النص و إنما بخصوص أسلوبها في الكتابة الذي يبدو و كأنه سرد لحياتها فتكون هي نفسها البطلة في كل قصصها ، أرجو منك أن تحاولي الكتابة بحيادية إن كان لكي رغبة في أن تكوني يوماً كاتبة لأدب حقيقي ، و ليس مجرد اجترار متكلف لتجاربك الشخصية

سوريا
دمشقي الهوى
2013-12-12 07:35:39
عفوا لقسوة كلماتي
قصتك واقعيه جدا وان دلت على شيئ تدل على اسلوب بعض الفتيات.واعتذر عن المفردة ان دلت على شيئ دلت على الوقاحة وعدم احترام الاخر.لان الانسحاب بهذه الكلمات الجارحة ان دلت تدل على مدى النرجسية وتعظيم الانا للنظر للاخرين بطريقه فوقية وتقيم الاخريين بالبلهاء.ثقافه التعامل الراقيه لم تلزمنا يوما اذا تعاملنا مع شخص ساذج بأن تهان كرامته .فالانسانه الراقيه الواثقه من نفسها تنسحب بكلمات منمقه دون الازدراء وتقيم كل رجل بسوء النيه من خلال اسلوبه وذكورته التي بالغتم في اهانتها.لدرجة التململ من النساء انفسهن.

سوريا