جنيف ـــــ قالت الأمم المتحدة بعد أشهر عديدة من التأخير بأن الحكومة السورية والمعارضة سيعقدان الجولة الأولى من المباحثات بغرض إنهاء الحرب الأهلية يوم 22 كانون الثاني في جنيف . ولم يتم بعد الاتفاق على جدول الأعمال بشكل محدد ، أو على قائمة المشاركين.
وتم التوصل إلى تحديد موعد المؤتمر بعد اجتماع ضم ممثلين كبار عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا في جنيف ، وقد رحب بان كي مون بذلك وقال للصحفيين في نيويورك بأنه يعتبر المحادثات الوشيكة ستكون بمثابة " بارقة أمل " لوضع حد للنزاع في سورية المستمر منذ ثلاث سنوات تقريباً ونجم هنه مقتل أكثر من مئة ألف من المدنيين ، وتشريد حوالي 9 مليون من السكان بعيداً عن ديارهم في هذه الفوضى التي تسبب هزات من عدم الاستقرار في ارجاء الشرق الأوسط . وقال بان كي مون " وأخيراً ومنذ عهد بعيد ، وللمرة الأولى توافق الحكومة السورية والمعارضة على الجلوس إلى طاولة المحادثات عوضاً عن ساحات القتال " .
وأضاف بان كي مون إنه يتوقع ان يأتي الخصمان إلى الاجتماع الذي يُطلق عليه اختصاراً بمؤتمر جنيف 2 بهدف تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة . ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من التوصل إلى اتفاق مؤقت لتجميد أجزاء من برنامج إيران النووي المتنازع عليه مما يُضفي زخم دبلوماسي يرمي إلى حل أكثر المشاكل الدولية المثيرة للمتاعب .
وقال الأخضر الابراهيمي إنه سيجتمع من جديد مع المسؤولين الأمريكيين والروس يوم 20 كانون الأول القادم في جنيف على أمل أن يكون اللقاء الأخير قبل انعقاد المؤتمر ، وأن تكون الحكومة السورية والمعارضة قد تمكنتا قبل نهاية العام من تسمية أعضاء وفديهما إلى المؤتمر . ويقول أحد كبار المسؤولين الأوروبيين في جنيف أن الإبراهيمي " لدية الانطباع بأن الجميع في حاجة للبدء في المحادثات ، وإنه متى ما جرى ذلك فإنهم سيجدون طريقة ما للسير قدماً فيها " .
كما أن مشاركة السعودية وإيران ، إضافة إلى العقبتين المشار إليهما أعلاه وهما تحديد جدول أعمال المؤتمر وأسماء الوفود المشاركة وخاصة لجهة رئاسة وفد المعارضة ، لم يتم الاتفاق بشأنها أيضاً . ولدى البلدين مصالح ضخمة حول مسار العملية السلمية في جنيف ، فالأولى هي أكبر مؤيد للمعارضة وإيران هي أكبر حليف إقليمي للحكومة السورية . ويقول الدبلوماسيون إن نجاح المباحثات حول برنامج إيران النووي قد يجعل الحكومات الغربية أكثر تساهلاً حيال مسالة مشاركتها في المؤتمر . ولكن ، ولغاية الآن ، لا تزال الولايات المتحدة والسعودية تعارضان ذلك .
ويسعى الإبراهيمي إلى استخدام مناسبة تحديد موعد المؤتمر كسبب للطرفين للبدء بإجراءات بناء الثقة وتخفيف حدة العنف واطلاق سراح المعتقلين ، لكنه بدا في المقابل حريصاً على خفض سقف التوقعات ، وقال " لنكون واقعين . هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تحدث بعد ، وليس قبل ، بدء إنعقاد المؤتمر " . نيك كمنغ ــ بوس ، وريك غلادستون . الثلاثـاء 26-11-2013 .
https://www.facebook.com/you.write.syrianews