syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
افتتاحية واشنطن بوست : الاتفاق النهائي مع إيران يحتاج إلى توازن في التنازلات .. ترجمة : محمد نجدة شهيد

تتميز ورقة المعلومات التي وزعتها إدارة أوباما عن الاتفاق النووي مع إيران بكثرة المعلومات التي أغفلتها . وتؤكد هذه الورقة المؤلفة من 2000 كلمة ـــــــ حوالي 4 صفحات ــــــ مثل خطاب الرئيس أوباما المتلفز ليلة السبت حول الاتفاق ، على تعهد إيران بوقف تخصيب اليورانيوم ، وإبطاء استكمال بناء مفاعل لإنتاج اليورانيوم ، وقبول زيارات تفتيش جديدة للمواقع الأساسية ـــــ وكلها تدابير وقائية تتصف بالشفافية ضد محاولة إيران انتاج القنبلة النووية بينما تستمر معها المفاوضات .


إن الذي أغفله البيت الأبيض في ورقة المعلومات هذه هو أن الاتفاق يُقدم عدة تنازلات كبرى لطهران حول شروط اتفاق المرحلة الثانية النهائية المخطط لها . وعلى الرغم من أن المسؤولين في البيت الأبيض ووزير الخارجية كيري قالوا مراراً بأنه لن يتم الاعتراف بتأكيدات إيران على   " حقها في تخصيب اليورانيوم   " في الاتفاق المرحلي الراهن ، فقد جاء في نص الاتفاق بأن   " الحل النهائي الشامل سوف يتضمن وجود برنامج محدد المعالم لتخصيب اليورانيوم مُتفق عليه بين الطرفين   " . بعبارة أخرى ، فإن الولايات المتحدة وشركائها الخمسة قد وافقوا على أن نشاط إيران لتخصيب اليورانيوم سوف يستمر إلى أجل غير مسمى . إضافة إلى ذلك ، فإن المطلب الأمريكي الثابت بإغلاق منشآت التخصيب تحت الأرض لم يرد ذكره في الاتفاق .

 

لقد تحدث أوباما ومسؤولون آخرون حول فترة ستة أشهر لإتمام المفاوضات ، لكن الاتفاق يقول إن ترتيبات الأشهر الستة يُمكن تجديدها لفترة أخرى بناء على موافقة الطرفين ، وبأن هدف الأطراف هو إنهاء المفاوضات للوصول إلى اتفاق والبدء في تنفيذه خلال فترة لا تتجاوز العام . كما ينص الاتفاق على وجود خطوات إضافية بين مرحلة الإجراءات الأولية ومرحلة الخطوة النهائية ، من ضمنها   " تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي تطالب إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم   " ، لكن الاتفاق لا يقول فيما إذا كان سيجري تحقيق هذه المطالب بالقوة إذا ما اقتضى الأمر .

 

إن الجزء الأكثر إثارة للقلق في وثيقة الاتفاق تضمنه ما يرقى إلى تحديد موعد لانتهاء مفعوله في الاتفاق النهائي  الشامل .  تقول الوثيقة بأن الاتفاق النهائي سوف   " يكون ساري المفعول لفترة طويلة الأمـد يتم الاتفاق حولها   " ، وإنه متى انتهت هذه الفترة المحددة   " سيتم التعامل مع برنامج إيران النووي بنفس الطريقة التي يُعامل بها برنامج أي من الدول الأعضاء في اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية   " . وهكذا تستطيع إيران أن تتطلع إلى مرحلة قادمة لن يكون فيها عقوبات ، ولا قيود مفروضة على قدراتها النووية ، ويكون بإمكانها بناء عدد غير محدود من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج البلوتونيوم بدون أن يُشكل ذلك انتهاك لأي اتفاقات دولية .

 

ويقول المسؤولون في الإدارة بأنهم يعتبرون موافقة إيران على عبارة   " طويلة الأمـد   " في الفقرة التي تحدد موعد انتهاء سريان مفعول الاتفاق يُعتبر بمثابة تنازل هام . فمن الناحية النظرية قد يعني هذا، فترة تمتد من 15 إلى 20 سنة . ولكن إيران ، كما قيل لنا ، اقترحت في نفس الوقت فترة أقصر من ذلك بكثير تمتد من 3 إلى 5 سنوات . ومهما كان الحل الوسط ، سيكون من الخطورة السماح للنظام في إيران بأن يملك برنامج نووي غير مقيد في أي وقت من الأوقات ــ وهذا سيكون من المؤكد غير مقبول لإسرائيل ولجيران إيران العرب . ولذلك يتعين على الولايات المتحدة المحافظة على قدرتها على منع انتهاء الضوابط على برنامج إيران النووي بواسطة حق الفيتو في مجلس الأمن .

 

وكما قلنا ، فإن هذا الاتفاق المرحلي له قيمة لأنه يُوقف تقدم إيران نحو صناعة القنبلة ، كما إنه من الأفضل بكثير من الخيار العسكري الذي كان ، بخلاف ذلك ، من الممكن أن يكون ضرورياً . ولكن الاتفاق يترك الولايات المتحدة وشركائها الخمسة في موقف تفاوضي سيئ للحل النهائي . إن التنازلات التي أعطيت لإيران يجب أن تكون متوازنة وهذا يتحقق بإعادة منشآتها النووية إلى وضعها السابق ، وبدون تحديد موعد لانتهاء مفعول ذلك بشكل تلقائي . السبت  30-11-2013

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

2013-12-09
التعليقات