المفترض غير الواقع المُضطَرِب، ولايمكنك حتى أن تعترض لأن الجواب أنك مغترِب والمعاني كلها تنقلب ، وبعيدا عن الفصاحة واللعب على أوتار عبد المطلب سأشرح أكثر من دون فزلكة تقلق المرءّ وتجعله يَضطرِب .
من المفترض أن يقف المغتربون عامة والسوريون خاصة
وقفة الرجل الواحد يدعمون بعضهم بعضا لكن الغريب أنهم يتبعون سياسة (طقطقة الأصابع)
فالسلام يصطحب معه التحدي ..مِن يدِ من سيصدر صوت الطقطة أعلى،وبات سلام المحبة
قليلا أما سلام الرغبة بالمساعدة فبات نادرا ، فعندما يأت سوري هارب من حرب ساخنة
سيفاجئ أنه قدم الى بلد تجمد من الحرب الباردة وبات بين حربين واحدة تقتل الجسد
وواحدة تقتل الروح .
في بلدي وفي ظل الأزمة مازال كثيرون يتقاسمون لقمة العيش برغم ندرتها ، أما في
المغترب يتشاجرون على لقمة العيش برغم وفرتها ، فأي شعب هذا يحمل النقيضين .
هذا ليس تشاؤما بل نقلا للواقع فعندما تطىء قدمك السويد يتسابق القريب قبل الغريب
تلميحا أو تصريحا بإخبارك أن شعار السويد ( ماحدى لحدى ياحبيبي ماحدى لحدى) والحجة
أن الجميع مشغول في العمل، على اعتبار أن السوريين في سوريا عاطلين عن العمل ، فهم
لايعلمون أن السوري يجاهد في عملين ويبقى لديه الوقت لمساعدة الآخرين ( ربما قبل أن
تغير الأزمة قلوب كثيرين)
المهم لايبقى لك سوى قوانين الحكومة التي تحميك من تحجر قلوب أبناء جلدتك ، ولو
اكتفوا بتركك تواجه مصيرك بنفسك لكان ذلك جيدا ، لكن هناك من يشعر بذاته حينما يوجه
الطعنات من خلف الظهر وصولا الى القلب، فعلى سبيل المثال إن أخفيت على دائرة الهجرة
السويدية أنك حاملا للجنسية التركية أو الروسية تحسبا لتهجيرك الى هاتين الدولتين ،
ستتقلى اتصالا بعد شهر على الأكثر من الهجرة مفادها أن هناك من قدم بلاغ ضدك واتهمك
بأنك حامل للجنسية
أما عن العمل فحدث ولاحرج فإن كان صاحب العمل عربيا ستعرف سلفا خارطة الاستغلال
القادمة .والأمثلة تطول ويبقى السؤال واحد ما الذي يجعل أبناء بلدي يتغيرون في
المغترب
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
2- الحياة في بيئة مختلفة، خصوصاً في المجتمع الأوروبي المختلف كلياً عن المجتمع السوري بعاداته، لها تأثير حتمي على شخصية الانسان. مثلاً في ألمانيا التي أعيش فيها من عشر سنين، مبدأ الإعتماد على النفس متداول لدرجة قصوى حتى بين أفراد العائلة. بالإضافة إلى الصعوبات و الاسلوب البارد والقاسي الذي يتعرض له المغترب، بمن فيهم أنا، التي ستترك تأثير حتمي في نفسه. ويقول المثل: مع عاشر القوم أربعين يوم، صار منهم.
الجواب على هذا السؤال مرتبط بحقيقتين: 1- الانسان لا يتغير خلال يوم وليلة. ما يظهره بعض الناس في الخارج هو للاسف عبارة عن إظهار لحقيقة وخفايا كانت مكتومة ضمن هذا الشخص لم يكن قادر على اظهارها في بلاده لاسباب منها الخوف، الحاجة والخجل من المجتمع مما دعاه للتملق والتصرف بأسلوب معين. طبعاً ليس الجميع هكذا. وإن سألتني عن جذور هذا الشيء، أقول ضغط المجتمع و العادات، نقص المساواة وأسلوب الاستغلال المتداول.
كلام صحيح للاسف. الاقارب و المعارف هم اكتر ناس اذوني في الغربة. و بيضل ابن البلد الاصلي مع انو غريب عني اكتر واحد بيقدم المساعدة, او على الاقل ما بيؤذي.