المحامي محمد نوري داخل
رغم أن قانوننا قد جرم حوادث الفساد وجعل لها عقوبات مختلفة تتناسب وأثرها على المجتمع والدولة وعلى المواطن والوطن , إلا أن البعض ظن أنه فوق الشبهات ولن تطاله أحكام القانون , ولكن الفاسد ساقط لا محالة والساقط لا يقوم .
هذا وبعد سماع أخبار الحملة التي أطلقت على بعض من كانوا في موقع المسؤولية من الفاسدين , والتي نأمل أن تستمر , توجه أحد المذيعين إلى مقر الاعتقال وقد سجل مع أحد الفاسدين هذا الحوار الذي لم يبث على الهواء لأسباب تتعلق بالحفاظ على سلامة البيئة والهواء من التلوث وإليكم نص الحوار:
سي ف ا س د هل لك أن تخبرني بشعورك خلف القضبان ؟
ابتسم ابتسامة لا روح فيها وقال :إنها قضية أحيكت ضدي من الحاسدين الذين لم يتسن لهم احتلال مركز وظيفي مثلي ...أضف إلى أنّ العديد ممن تناسى تلك الخدمات الجليلة التي قدمتها لهم بمقابل أو بغير مقابل , وعلى حساب مصلحة الوطن والمواطن , مضحياً بسمعتي ونزاهتي من أجل حفنة من ملايين الليرات في سبيل الوصول , ولكن أمواج الحق قلبت المركب قبل الأوان فأنا كما تراني بمنتصف العمر وقد حسبت أنني باق في منصبي إلى آخر العمر ولكنهم ...
سي ف ا س د ألم تسمع أن الحكومة جادة في مكافحة الفساد ؟ أم أنك ظننت أنها حملة إعلانية( وغيمة وبتمر ) ؟
أجاب : لا لم يكن لدي الوقت وكانت عظمتي التي أستمدها من منصبي لا تسمح لي بالتفكير ولا للحظة بأنه يمكن أن تطولني يد السلطات الأمنية , كان همي إرضاء أمثالي من الشركاء .. كانت الثقة بالنفس تزداد كلما ازداد رصيدنا في البنوك وعلا شأننا على البسطاء .
سي ف ا س د هل تملك رصيداً في البنوك ؟
توقف فجأة وتذكر أن ذلك يشكل إقراراً قد يضر به , فأجاب بمكر ودهاء : نعم لقد كنت موظفاً وكان من حقي أن أضع مدخراتي في صندوق توفير البريد وهي لم تتجاوز العشرة آلاف ليرة , وقد توقفت عن الإيداع أو السحب منه منذ أن توليت المهام الجسام , وصرت أوفر لأولادي بدون صندوق توفير ..
سي ف ا س د هل تود من هذا الموقع توجيه أية نصيحة لأمثالك ؟
قال : لا حياة لمن تنادي هدير المال يصم الآذان والجشع يغشي البصيرة , لا وقت لديهم للسماع , شغلتهم الدنيا كما شغلتني فقط بلغهم أنني هنا في انتظار قدومهم , إن قامت هيئات المراقبة والتفتيش والمحاسبة بواجباتها , و أخذت العدالة مجراها .
سي ف ا س د : من تنتظر هل يمكن أن توضح ؟
هنا وبصوت يصم الآذان صاح بهم الحرس : عفواً لقد انتهى الوقت المتاح للمحاورة يرجى المغادرة
غادر المذيع ... وفي جعبته الكثير من الأسئلة المباحة لن يكفيها أضعاف الوقت المتاح ...
فتوجه للجمهور بالشارع والذي تلقى أخبار هذه الحملة بتفاؤل وارتياح ولكن بدلاً من أن يسألهم بادروه بالأسئلة :
أليست هذه الحملة مستمرة إلى آخر فاسد ومفسد ؟ , ألا يستحق منا هذا الوطن أن نقف صفاً واحداً في محاربة الفساد ؟ , أليس الفاسدون إخواناً للشياطين ؟ , ألا تعتقد أن الفاسدين يعطلون تطبيق أحكام القوانين ويحدثون خللاً بالعدالة الاجتماعية وهذا سيؤدي في نهاية الأمر لخلل في الأمن والأمان , وهل من يدرك ذلك يستطيع أن ينام ؟ ...
هرب المذيع فلا وقت متاح ولا بعض الكلام مباح ( وحرصاً على سير التحقيق نلتقي لاحقاً ) .. تابعونا إن تركونا .........
شكرا على هذه المقالة الجميلة التي تعبر عن واقع حقيقي نعيشه ونتمنى جميعا ان ينتهي وان نكون جادين بمحاربة الفساد
يا ريت نخلص من الفساد والفاسدين لكن غسيل الدرج يبدا من الاعلى للاسفل وليس العكس