syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
غربة ... بقلم : رنيم جروج

بعد النزوح الأول من حمص إلى القرية, كنت أستغرب كيف باتت العلاقة بين الحماصنة في تلك القرية الصغيرة...
حتى أنا صرت أسلم بحرارة على كل شخص حمصي أراه في القرية أو خارجها علماً أنني لم أكن ألقي التحية عليه حتى عندما كنت أراه في حمص..


حارتي كانت مليئة بالوجوه.. منها المريح ومنها المزعج....
في القرية...... , جميع الوجوه متشابهة ... النزوح وحدها...
لا بل وحد أحوال أصحابها أيضاً .. صرت تجد الكل يقبل الكل ويسأل عن أحواله وبيته..


حتى الجيران باتوا جيراناً حقاً بعد أن كانوا مجرد عدد إضافي في حارة واحدة...
وحدها المصائب توحد البشر..

 

 

بعد أن جئت إلى السعودية مع زوجي.. أصبحت أرى الموضوع أكثر وضوحاً..
ففي السوبر ماركت,,, اللحام سوري حمصي ... يبتسم حين يرانا ويتوصى جيداً باللحمة التي سنأخذها...
وفي إحدى المولات التجارية محل صغير للمثلجات,,,, الذي يعمل فيه سوري ادلبي... يدعمني بالفريز الطازج دون مقابل لمجرد أنني سورية...


هنا لا تهتم بدين الآخر.. ولا حتى بانتمائه السياسي...   فقط تبتسم له بلهفة حين تسمع تلك اللهجات التي تعرفها أذنيك جيداً..
فقط ينبض قلبك عندما تسمع لهجة (سورية) على لسان أحدهم.. أو حين يسألك أحد إن كنت سورياً....

 

لا يهم أي علم ٍ تلبس في يدك... أو أي اسم ٍ تحمل... لهجتك هي الوحيدة التي ستقود السوريين إليك..
اليوم في أحد محلات الألبسة... امرأتان تتشاوران كم أنني أشبه (زوجة حسام) !!!
اللهجة ليست غريبة أبداً... بل هي اللهجة المحببة إلى روحي...
التفت... وابتسمت...


دقائق كاملة تكلمنا عن حمص (حبيبتي) ... وحاراتها.. وبالأخص حارتي وادي السايح وحارتهما الوعر...
سألتني إحداهما إن كان لدي أخت جميلة هكذا لابنها... ضحكنا سوياً من قلوبنا...
كم لو أننا نعرف تفاصيل قيمة عن بعضنا....

 

كم من غربةٍ نحتاج؟؟؟؟؟
كم من غربةٍ نحتاج لنعود أنقياء القلوب؟؟؟

 

  29/1/2014

 1:50 صباحاً
 السعودية - الرياض

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-02-03
التعليقات