syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
ألف ليلة وليلة 2 ... بقلم : وفاء شكيب الحلبي

أنها دعوةٌ لزيارةِ الجامعِ الأموي ، المكانُ الأقدس في دمشق وفي قلبها كذلك ، فقد حدّثتهُ مرة عن شغفها بإحساسها وهي تتجوّل في أروقته المليئة بشفقِ الماضي ، عندما تتوحدُ مع سحره الذي يتغلغلُ عميقاً ممزوجاً بذلك الإستحواذ اللّامتناهي لأرواح الطاهرين في هذه الأرض ، والتي تقمّصت زخارفَ جدرانهِ ، فضلاً عن حمائمهِ التي تسرقُ عبادتها للخالقِ الأنفاس . 


كان موعدهُ هذا يحملُ كلَّ آمالِ العالم ، وكلَّ خوفِ الأعماق فقد عرفَ بأنهُ إما سينقطعُ شريان الدمِ الذي يغذّي حبهُ إلى الأبد ، أو ستُزهرُ أيامهُ بربيعِ أنفاسها وابتسامةِ وجهها التي امتصّت من أوقاتِهِ ساعاتٍ طويلةٍ للّهفة ومشاغبةِ الأفكار .

 

ثمّة أشخاصٌ ننذرُ لهم ماتبقّى من عمر عندما نكون قد قطعنا على غفلةٍ منّا وعداً للقدر بحبّنا الأبدي لهم .

 

اخترقَ مقصُّ الوقت ذلك اليوم ببطءٍ شديد حتّى حانت الساعة الثالثة  مساءً بعد أن ناقشَ كلٌّ منهما مشروع التخرّج – والذي تأمّلَ  فيما بعد أن يصبحَ مشروع العمر بأكمله – وحانت النقطةُ الحاسمةُ لمباراةِ الساعاتِ تلك .

 

التقيا في الممر حيث صافحها وكأنهُ لم يصافحها من قبل ، وقد أحسَّ بكلِّ أعضاءه وقد شُلّت إلّا يدهُ الممسكة بيدها الصغيرة كعصفورٍ أرادهُ ألّا يطير من بين يديه إلى الأبد .

 

لحظتها............ قرأتْ مشاعرهُ بامتيازِ عرّافةٍ مغربيةٍ وقرّرت أن تعطي نفسها وتعطيهِ الفرصةَ الماسيّةَ لأحلامها .

أحسّت بكلماتهِ المتردّدةِ الحائرة وبيدهِ المرتجفة .

 

أفرغَ دعوتهُ من جُعبتهِ وتوقّفَ منتظراً مع الزمن ......ردّها

 

 ( والصبرُ ينتظر )

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

2014-02-18
التعليقات
زينب زعتر
2014-02-23 12:21:44
ويستمر الابداع
والصبر ينتظر موعدا مع كلماتك الساحرة ... بالتوفيق

سوريا
Rasha
2014-02-18 17:54:05
mashaa ALlah
Congratulations. Your choice of words and phrases is outstanding. I follow your writings, and I am looking forward to alf laila wa laila 3.

البرازيل