syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
في أخر الليل ... بقلم : أحمد عربو

في ساعة متأخرة من الليل تمنيت أن أقول لك أحبكِ
حاولت أكثر من مرة ولكن فشلت
ثم عدت الكره مراتٍ ومراتْ
ارتعشت خوفاً
من بين الحروف سقط مني حرفاً


أمسكت بطريق ذو أتجاهين
منه نحواً وآخر صرفاً
حينها قررت أن أجمع ما في قلبي
من دم وماء وخطوط وأسالك وفراغات وأوجاع
وسنوات في سنين الضياع
قررت أن أقول أحبكِ


في ساعة متأخرة فكرت أن أقبل جبينك
أن أسرق حنانك وحنينك
أوقفتني بعض العلاقات وبعض الذكريات
فقلت في نفسي كيف للمسافر
أن ينسى تلك المحطات
أو ينسى عذاب الوقوف للساعات


وينسى وجوه المسافرين والمسافرات
حقاً أنها عقوبة في الملذات
كنت وحيداً أرى نفسي
محطة لجميع القطارات
ومهبط استرخاء حين تستوحش الطائرات
فكرت بتلك الساعة


أن أسلخ عني سنوات قضيتها بالشهوات
حبيبتي أنت أمريكية الطبع
ودقيقة في النظر والسمع
كل هذا ماضي
لن أقول عن نفسي راضي
ولن أهرب من تقاضي
هذا مفرد فلا تخافي من الجمع


كل افرازات الماضي
سوف يحل بالتراضي
فكرت بأن أصرخ بتلك الغرف المظلمة
بين الجدران المتشققة
والحجارة المنهزمة
والكراسي المعدمة
أرمي بأحاسيسي المستسلمة


كي أتجرا أن أقول أحبكِ
كان لابد أن أسرق حروفاً من البشر
أن أشرب صلابة الحجر
أن أمتطي الشمس والقمر
أن أشتري عيوناً أتعبها السهر
وأن أقراء كتاب الحب المعطر


كان لابد أن أتنازل عن حروفي كمهرٍ مقدماَ
وشعري يصبح في المهر مؤخر
وإلا كيف لنا أن نتذكر؟
حين قررت أن أقول أحبك
تفاجئت أنك قرأت قصيدة فيها أسماء
فيها ألم وحزن وبكاء
فهل ينحر من بالزمن أقام عزاء ؟


ويهجر من بالعمر أصابه الداء
لا أظن سيدتي أن العاشق أصبح بيومنا عنزة جرباء
يبتعد عنه الناس خوفاً من البلاء
عجباً ما سمعت عن أحد
هجر الجنان والخضار والبساتين والربيع
والأنهار والبحار والشواطئ الرملية


كي يسكن صحراء
فما رأي الجميع
حبيبتي أنها حياة الشعراء
فجميع ما حول الشعر
حروف وأسماء ونساءْ
بزغ نور الصباح وحان الوقت كي أقول أحبك

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews


 
2014-03-04
التعليقات