في عام 1968، كتب Kent M. Keith الوصايا العشر المتناقضة " The Ten Paradoxical Commandments " على شكل قصيدة بعنوان : " على كل حال ((Anyway " كجزء من كُتيّب جامعي بعنوان " الثورة الصامتة ". كتبها عندما كان عمره 19 عاماً في سنته الجامعية الثانية في جامعة Harvard (التي تأسست سنة 1636 في الـ (USA، حيث تخيّل Kent M. Keith عالَماً افتراضياً أسماه Crazy World (أي عالم معتوه/مجنون) يعيش فيه الناس، فأعطى هذا العالَم الافتراضي مجموعة من السِمات، وبالمقابل أوصى الناس مجموعة من الوصايا في ظل هذا العالَم الجديد. و منذ ذلك الوقت يعمل على مساعدة الناس لفهم هذه الحياة بالشكل الإنساني الصحيح، و هدفه الإنساني هو : إيجاد معنى للوجود الشخصي و إيجاد سعادة عميقة في عالمٍ مجنونٍ.
هو مؤلف أيضاً كتب كثيرة منها كتاب " الشفرة الأخلاقية العموميةUniversal moral code "، حيث يتناول الكتاب مجموعة من المبادئ الأخلاقية الأساسية التي نجدها في هذا العالم، و ما كتبه هو عبارة عن تذكير أنه : يمكن لكل منا أن يعيش قيَّمَهُ و أن يتصرّف بشكل إنساني صحيح (أي أن يكون الإنسان دائماً إلى جانب الحق والصواب ويحتفظ بالقيم التي يحملها).
انتشرت الوصايا العشر المتناقضة في كل أنحاء العالم، حيث لامست قلوب الملايين من البشر، ووضِعَت على الجدران و أبواب الثلاجات، واستشهد فيها المفكرون و الأكاديميون والطلاب والكتّاب و قواد الدين و قواد السياسة وقواد الاقتصاد وقواد الجيوش والمدرّبون والأهالي.
و قد لاحظتُ عدم ملامستها للمجتمعات العربية، فرأيتُ من الضروري التذكير بوجودها في ظل هذا العالَم الذي يمر الآن بظروف استثنائية، لأنها قد تكون إحدى بذور التفكّر الكثيرة التي نحتاجها، و هي ليست دعوة لتبنّيها إنما لقراءتها. و فيما يلي القصيدة (مترجمةً) :
-------------------------
(1)
الناس غير منطقيين، وغير عقلانيين، وأنانيين.
على كل حال، أحِبَّهم.
(2)
إذا فعلت خيراً، سوف يتّهمك الناس أن لك دوافع خفية أنانية.
على كل حال، افعل خيراً.
(3)
إذا كنت ناجحاً، سوف يكون لك أصدقاء مزيّفين وأعداء حقيقيين.
على كل حال، انجح.
(4)
الخير الذي تقوم به اليوم سوف يُنسى غداً.
على كل حال، افعل خيراً.
(5)
الصدق والصراحة يجعلانك عرضة للخطر (غير محصّناً).
على كل حال، كن صادقًا وصريحاً.
(6)
يمكن إسقاط الرجال و النساء الكبار (أصحاب الأفكار العظيمة)، من قبل الرجال و النساء الصغار (أصحاب الأفكار التافهة).
على كل حال، فكّر ككبير (كعظيم).
(7)
يحابي الناس المستضعفين، و لكنهم يتّبعون فقط المستكبرين.
على كل حال، كافح من أجل بضعة مستضعفين.
(8)
ما أمضيت في بنائه لسنوات، يمكن أن يُدمّر بين عشيةٍ و ضحاها.
على كل حال، قم بالبناء.
(9)
الناس حقاً بحاجة للمساعدة، ولكن قد يهاجمونك إذا قمت بمساعدتهم.
على كل حال، ساعدهم.
(10)
أعطِ العالَم أفضل ما لديك، و سوف تتلقى ضربة في أسنانك (تتعرض لإساءة الغير لك).
على كل حال، أعطِ أفضل ما لديك.
--------------------
وهكذا يحق لنا أن نتساءل فيما إذا كان العالَم المعتوه الذي افترض وجوده Kent M. Keith منذ 46 سنة مضت قد أصبح واقعاً الآن؟!
على كل حال........، نأمل أن يكون الجواب : لا.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
I liked the last conclusion.