دمشق

 انظر دِمشقَ بروضِ أهلها تّنعُمُ         والياسمينُ على أبوابها يَلعبُ

والنحلُ يسعى لوردٍ طَلعُهُ يَعسِلُ         والليلُ يمضي إلى معزوفةٍ تُطرِبُ

أسوارها مع عُلا بشّارها تأمنُ           وأريجها مثلَ قاسيونٍ لايَغرِبُ

والشمسُ لا تغفل عن أمنها لحظةً     إلا لتقضي على من عادها يضربُ

فردوسها عامرٌ من مِنعةِ شعبها         بُشرى لمن زارها حقاً ولا يكذبُ

نجماتُها تغرفُ من نهرها رحمةً         تتلو ترانيمها قيثارةٌ عذبةٌ

وحورٌ عِينٌ على أيديهن نِعمة         والضادُ مِحرابها فُصحى لمن يكتبُ

وحافظٌ خالدٌ في روضه يشهدُ         أنّ الأسودَ لاتُهادنُ ولا تتعبُ

وحيدرٌ أوكَلَ بشّار ذي قارها         سيفٌ حمى من لاذَ بهِ يّطلبُ

يادُرّةً لا يَغُرّنَكِ حِمى يعربٍ          كلُّ فصيلٍ بما فيه ردى يَنضبُ

لا تحسبِ أنّ نُباحَ نفطهم دائمُ         بل كلُ ثوارتهم من عاهرٍ يَهربُ

واجُلّقاه غدا الموتُ لنا رِفعةً           نمضي إليه مع أكفاننا نَطلُبُ

نحنُ أسودٌ وبشارُ لنا قائدُ             بلى والسيَّدُ من طبعهِ يَغلِبُ

كم من حسودٍ يقولُ أنّهُ ناصحٌ         لكنّه من حليبِ أمّهِ كاذبُ

يامُكرِمي ما سُعُودَ سوى قُرمُطي     يعوي بصوتِ قَطَيطٍ عندما يَخطبُ

وأُحَيمَقٌ مثلما ابليسهِ يَسخرُ         مِمن دعاه إلى الحقِّ ولا يَرغَبُ

لو كانَ فيهِ قُطَيرات هُدّى يُنصتُ     لوصيلةٍ تصرخُ ليتَ الحَجَا مَطلَبُ

واحسرتاه على أوطاننا تُسحَقُ         فالقاتلُ يمرحُ والأمّةُ تَندبُ

وأقذرُ من سعودٍ لم ترى أعينٌ         فالعادياتُ تصولُ والقِذَى يُنجبُ

قد جاوزَ أرذلَ عُمره في جهله         دامَ بهيماً فإنّ ابنهُ مُتعِبُ

أسفارهُ في شماغِ رأسهِ تنهقُ         عبدُ مُجُونٍ لعمري أنه غاصبُ

وأمّةُ أحمدَ في صومها شهرها         وخادمُ مكّةَ من خمرهِ يَشربُ

وآلُ ثاني كلابُ أبقعٍ ينبَحُ             ومَوزَةٌ أفصحت أنّ الزِنى واجبُ

كم مِن عدوٍ أصابته قتيراتنا         عادَ إِلينا بأوباشٍ لهم مَأربُ

وبندرُ يأكلُ من غائطِ حِقده         سُمَّاً يصيرُ متى يَشتدُّ الغيهبُ

ياقدس لاتحزنِ فالاحتلالُ طغى         وما بكِ من حَماسِ مِشعلٍ يَقْشِبُ

يا خالقي مابِهم من عاقلٍ ينصحُ         أنّ دمشقَ وجيشَ هيصمَ مُرعِبُ

وأنَّ لنا بارقٌ لايستكينُ إذا               استلَّهُ سبعُ الشامِ ولا يَغمِدُ

*******************************************************

انظر دمشقَ ولا تنسى رُبَا سِحرها         فيها يَرَاعُ مها تُهدى لمن زارها

كل حواسي تغارُ من هيامي بها          كل عروقي جواري خادمات لها

تاريخها خالدٌ من رِفعةِ أهلها             ووليدها يغرِفُ من عِفَّةِ رحمها

قد يَحْقِبُ عامُها عن ضرعِها مرَّةً         فتَحْطِبُ من دُعاءِ المُنى صَبرها

تُسقي عقولَ شعوبِ يَعرُبَ عِزّةً          ولا تهابُ عصاباتُ مليكٍ بغى

بمن ألوذُ إذا ضاقت عليَّ حِمى         إلاّ بفيحاءِ الشامِ لِيَ مُرتجى

ومكةُ بيتُ اللهِ وحجُّ هُدى              وأختها يَثربُ دارُ نبيِّ الهُدى

من أين أتت فتاوى قاتل للهُدى         أفتى بتحريمِ الحَجِّ بِغيرِ هُدى

واخادماهُ عليكَ لعنةُ ربّنا              لستَ خادماً إلا للمأكلِ والزنى

مامن رسولٍ أَحَلَّ ذبحَ مؤمنا          يدعو إلى دين الحقّ بعين رِضا

ويركع شاكراً لله فساجدا             عند مزار رسول ٍ قد مضى مسجدا

كم من فقير بذنبِ فقره يُقتَلُ          هل من صُداعِ مريضٍ يَبرَأُ بالردى

هُنالكَ احتلالٌ يهدمُ مسجدا           وأمّةُ يَعرب مغمورةٌ بالحَشَى

هل مذهب ذبح الأبرياء كالحَدَا       وحبلُ أبو لهيبٍ صار المنتهى

أمْ فِتنةُ أُمَّة كان لها موعدا           مع كافرِ بكَّةَ يَثَّاقَلُ بالعِدَا

هامَ على وجههِ نحوَ يهوذا بِدَا       عِ قَتلنا لا وربي لَهُما باللظى

كُنّا له رحمةً لكنه أصبح             يهذي كشاةِ مريخانَ بِدُبرٍ سَلَى

ابن بعارين الحَجّاجِ عادنا             يا أمّةَ أحمدَ فلتسمعوا قولنا

أغبى ملوكِ سعودَ قد سبى كعبةَ        إسلامكم والبخورُ ينكح بالدِمَى

فما بكم لاتقومون على أمرها          كي ترجع بيتُ اللهِ لِمن أحرما

وان تركتم نواصيكم على حالها         كان له قتلُ الخوري والمسلما

ماذا ظننتم بسوريا وبشارها             فيها حُماةٌ حريصون على أمنها

يَسّابقونَ على نيلِ رِضا رَبّهم         ومَن قضى يَنهلُ من حوضِ المُصطفى

إلهنا قد أصابتنا غيوم بلاءٍ             ممن كنّا نَظُنهم من أرحامنا

اغتالوا شيخنا بالمسجدِ قائما             كان على درسهِ داعياً ومرشدا

فأيّما يزعمونَ أنّهم مؤمنو             نَ بيومٍ للحسابِ فاللقاءُ ضُحى

ليسَ غريباً رِياء من غدروا بنا         بلِ العجيب تراميهم على قَتلِنا

كذلك كانوا أصحابَ الأيكةِ             يثّاقلون على مظلومهم بالعصى

وربنا عادلٌ ساق لهم حاصبا         بمقتضى كُفرهم كان بهم مُنصفا

مَهلاً على إخوةٍ ضَلّوا ولم يرجِعوا       رُبَّ بأصلابهم خيرُ حُماةٍ لنا

ياربنا إننا نسألكَ وَعدكَ                 بِنُصرَةِ عَبدكَ بشّارَ ونصرنا

إهداء إلى السيد الرئيس بشار الأسد حفظه الله ورعاه

الكاتب : إيمان الملاح

https://www.facebook.com/you.write.syrianews