يستيقظ أبو مخول في الثالثة صباحاً، ليضع البردعة على ظهر الحمار القابع في حاكورة المنزل، ليركب عليه وينهزه منادياً عليه بأعلى صوته ليتحرك ويبدأ المسير، فقد كان أمامه رحلة طويلة للوصول إلى مدينة حمص، في تلك الأيام التي كانت الحمير وسيلة النقل الوحيدة المتوفرة للسفر.
بدوره يتحرك الحمار بتثاقل ويدور دورتين حول الوتد (الذي نسي أبو مخول أن يفك رباط الحمار منه). ليغرق أبو مخول في النوم على ظهر الحمار الذي يدور حول الوتد، حالماً بالوصول إلى مقصده قبل شروق الشمس !!!
وهاهي الشمس تشرق، وتستيقظ أم مخول ،لتبدأ يومها بتنظيف أرض الدار، ومن ثم حاكورة المنزل الريفي البسيط.
ليوقظ الضجيج الذي تحدثة المسافر النائم على ظهر حماره والحالم بالوصول إلى المدينة قبل شروق الشمس.
يصيح أبو مخول عند رؤيته لزوجته بدون أن يعرفها وهو يظن إنها إحدى نساء تلك لقرى المجاورة في الطريق إلى المدينة مستفسراً عن إسم تلك القرية التي يظن أنه يمر بها حالياً بدون أن يميز وجه زوجته !!!
تتفاجأ الزوجة بزوجها وهو على ظهر حماره، ولم يتحرك خطوة واحدة من حاكورة المنزل. وترد عليه
"يا (شحواري) يا أبو مخول لساك بقطينة " !!!
قصة من التراث الشعبي لقرية قطينة، أتذكرها كلما سمعت بمسيرة الإصلاح والتطوير، والتي كثر الحديث عنها وإخفاقها بالوصول بالبلد إلى هدفها المبتغى منه.
بدأنا ولكن نسينا (بقصد أو بدونه) أن نفك ذلك الوتد الذي يقيدنا ويمنعنا من الإنطلاق ...
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
وما اكثر الاوتاد التي دقها فينا مسؤولينا ع اختلاف حجومهم من الجرذ.... .حتى الفيل مرورا بال..؟...