الكل مقتنع بأن الدين هو لمصلحة الفرد و ليس لمصلحة الله و هو مطلب فردي و ليس مجتمعي الفرد هو من يحتاج إلى الإيمان للوصول إلى الطمأنينة و الراحة النفسية و لكي يتجنب العذاب في الأخرة حيث لا تزر وازرة وزر أخرى إذا لماذا تحول هذا الدين إلى مطلب يفرض من المجتمع على كافة أفراده أليس هذا غريبا و مناف للمنطق.
الأنظمة المدنية نعم هي بحاجة إلى فرض و إجبار من المجتمع بهدف تطبيقها لأن مخالفتها ستؤثر على الأخرين و ليس الفرد لوحده فإذا تم الاتفاق في بلد ما على صياغة قانون أو دستور فلا يمكن لهذا البلد أن يسمح لأي فرد بتجاوز هذا القانون و إلا كانت الفوضى.
و غالبا ما تكون هذه القوانين لتنظم علاقات الأفراد فيما بينهم و بين الدولة و خاصة المسائل الخلافية و لكن من السخف بمكان أن تتدخل هذه القوانين لتجبر الأفراد على أن يحبوا نوعا محددا من الطعام أو يمارسو رياضة معينة خشية من الدولة على شيخوختهم أو أن يقصوا شعرهم كما يقص الزعيم شعره .
المشكلة بأن المتدينين يظنون بأن الدين هو نظام روحي و تطبيقي نص القوانين و الدساتير لكل أهل الأرض قاطبة و هم المسؤولون عن تطبيق هذه القوانين و لو بالقوة هنا تكمن المفارقة الجدلية غير القابلة للحل
أي دستور مدني في العالم قابل للتعديل تحت ضغط الشارع أو التغيرات الزمانية و المكانية فهو لا يحتاج إلا لإجتماع المشرعين و من ثم التصويت على أي تعديل مطلوب
فماذا عن القوانين الإلهية المنبثقة عن الأديان ؟؟؟؟
افصلوا الدين عن الأنظمة المدنية لكي يبقى الدين ساميا منزها عن أي تغييرات بشرية و يبقى روحانيا يبث الأمل و الدفء في قلوب البشر و لكي يستطيع أن يجمع الجميع تحت ظله كالشجرة الوارفة الظلال تتقبل كل من يجلس بظلها و اكتبوا أنظمة و قوانين لأموركم الدنيوية كما تشاؤون و لا ضير بأن تستمدوا بعض قوانينكم من نصائح الكتب السماوية التي تنادي بالمحبة و المساواة و رفع الظلم و لكن لا تحاولوا أبدا أن تفسروا ما ورد في هذه الكتب تفسيرا قسريا و تعبدون النصوص بدلا من الخالق.
إن تفسير هذه الكتب هو تفسير بشري قابل للصواب و الخطأ و لم يعد هنالك أنبياء موجودن فيما بيننا لكي يتواصلوا مع الله لكي يعودوا لنا بالجواب الشافي.
و كل من يفرض على البشر تفاسيرا لنصوص دينية هو يعتبر نفسه ممثلا شرعيا لله و علاقتنا أصبحت معه و ليس مع الخالق أليس هذا صحيح.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews