syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
الأمم وأخطاؤها ... بقلم : م فواز بدّور

إنّ الأمم التي لا ترتقي على أخطائها تدفن تحتها


يروى أنه قد تقرر عقد اجتماع لعشرة من المسؤولين مع معلمهم الذي عينهم حينما كان مسؤولاً عنهم وكان الاجتماع في مطعم على أطراف نهر العاصي يملكه أحد أقرباء المسؤول ومن باب التورية عن  الأخبار قيل أنهم من  شعب  المريخ  للتباحث في قضايا المريخ والأزمة المريخية التي تعصف بالبلاد أما الحقيقة فهي أن الاجتماع كان بقصد اختيار أفسدهم لتعينه في منصب مهم في العاصمة على أن تكون رائحة فساده قد غطت على رائحة المصفاة ومعمل السماد وقادرة على القضاء على رائحة الياسمين وبدء الاجتماع قبل أن يحضر المعلم  مدلياً كل منهم بدلوه

 

فتحدى أولهم أن يكون هناك مثله محارباً للشرفاء وأقسم أنه الأمين على وعده بإفساد كل ما يمكن افساده ما بقي في منصبه مبدياً  استعداده وقدرته على نشر فساده على مستوى القطر .

وتحدى الثاني أنه يكون هناك من منه أكذب وهو صاحب الباع الطويل المحمود في دعم الفسدة والمفسدين

وتحدى الثالث أن يكون هناك بجلاله وقدرته على التسلق على أكتاف الآخرين

 

وأقسمت الرابعة أنها لم تترك فرصة للحصول على مكسب من المنصب بحلال ولا بحرام من بيع المعلومات إلى بيع الحليب إلا واستغلته أبشع استغلال

وتنفست الرابعة الصعداء وهي تقول ما بالكم ألست من رسخ مبادئ الفساد بينكم

وقالت الخامسة أبينكم مثلي مدعٍ للشرف والنزاهة

 

وقال سادسهم ألست أنا من رسخ الطائفية والعشائرية والعصبية انظروا إلى كل مواقفي العنيدة  لتعوا أي مفسد عظيم أنا

وقال سابعهم هل منكم متغطرس متعجرف متنطوط –(كثير النط والانقلاب من حال إلى حال )  مثلي

وقال ثامنهم  أنا من تعرف البطحاء وطئته أنا الغبي الدعي الكاذب القذر

 

وقال تاسعهم ويحكم أنا ابن العجلات وطلاع الثنايا متى أضع العصي فيها تعرفونني

وقال عاشرهم أنا كلكم معاً أبينكم من تجتمع فيه كل صفات الرذيلة أبينكم من هو أفسد منكم معاً غيري  

 

وهنا دخل معلمهم يسبقه سيكاره  العريض مومئاً برأسه الضخم وكأنه قد سمع كل كلامهم وصرخ بهم أيها الأوباش يا قذارة المجتمع المريخي ألست أنا من أوصلكم وحافظ عليكم في مناصبكم أكان من الممكن أن تستمروا بفسادكم لولاي  وهنا اعترف الجميع بخطأهم وترقرقت الدموع بأعينهم وقالوا بأعلى صوتهم صدقت . . . أنت أفسدنا أنت أفسدنا

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-04-21
التعليقات