رأيتها في منتصف الحفلة
تلألأت بين النجوم
فاضت عذوبة كالسلسبيل
نثرت رحيقاً من عطرها الجميل

رأيتها كقطرات الندى وهي تسيل
تتجمع كالغيوم ثم تهطل
فوق وجنات النساء
مصفوفة كحباتِ لؤلؤٍ وحباتٍ بيضاء
ما أجملها.. ما أحلاها
رقيقة تلك الحسناء

بزغت كالشمس من بين الحضور
تغرز تحت قدميها رسومات
يؤرخ جمال البلور
ملفوفة بقطعة حرير سوداء
مُفّرَّغة بفتحات جغرافية وأشكال هندسية
في زوايا الأضلاع نوافذ تدلت من فوقها وبر مكتظ المنظر

وصفحات من الزهور
وضعت شالها الأبيض بقربي
حسبت أن باريس فقدت موطن العطور
والكراسي الخشبية
تشرب كؤوس العطر وأنين السكر
قد أثمل الحضور
كانت نظراتي مختلفة
كانت تعد نظراتي

كانت مشغولة بعملياتها الحسابية
كانت تعرف أنها تسابق الثواني بتوقيت الجمهور
اقتربت مني تطلب الرقص
رأيت عينيها تقفز فوق الكراسي المخمورة
تخترق الألوان والأصوات إلى عيني
الرد لا يحتاج مهلة

ما عدت أحتمل دقات قلبي
ضيعت طريقي في كفيها
كأني بين أصابعها تسير نملة
ومعطفي ضاق على جسدي
يحمل بداخله ألف طفل وألف حبلى
أحسست بأن الليل سكن معطفي
والناس والضجيج في الحفلة

مشيت معها وخطواتي تراقب خطواتها
أقدامي تسير خلف أقدامها
وماء رقراق قد أغلق المقلة
وقفت على منتصف المسرح
مورم الخدين مخدر الشفتين
عجباً هل تغير عشاء النحلة ؟!

همست لها أمسكيني
أرجوك لا تتركيني
أخاف على حروفي أن تهرب على غفلة
أخاف أن أنظر إلى عينيك
فيظن الناس أن عيني في عطلة
أخاف أن أصبح ضوءً سائلاً أو صوتاً سائلاً

وجسدي يصبح برجاً مائلاً
أدور حول نفسي
أدور حولك كما تدور الأرض حول الشمس
أو قطة بالبيت تلاعب طفلة
أخاف يا صديقتي
أخاف يا حلوتي
أن أدمن الرقص بكل حفلة

https://www.facebook.com/you.write.syrianews