ما تزال الصحف المحلية تنقل الينا بعض من اﻻخبار الحلوة،  حيث مؤخرا قرأت عن توجه لتشكيل هيئة جديدة مستقلة للاستثمار في التقنية الحديثة في عام 2011 و أن الهيئة العامة للاستثمار اعدت قرص  سي دي عن فرص اﻻستثمار و اﻻمكانيات المتاحة و جرى توزيعه على السفارات في الخارج.

 و يوحي الخبر كأن هيئة اﻻستثمار قامت بعملها بتوزيع هذا القرص لمخاطبة المستثمرين بلغاتهم و الكرة في ملعبهم اﻵن. و أيضا قرأنا أن الهنود مستعدين لمساعدتنا في صناعة البرامج و قرأنا عن تشكيل هيئة تضم المصارف العامة و الخاصة لتمويل المشاريع الصغيرة و قرأنا و قرأنا

هل ننتظر اﻵخرين لكي يأخذوا بأيدينا ؟. بالطبع المال الخاص ليس جمعية خيرية و اﻷفعال ﻻتقاس بالنوايا فقط. عندما قرر الشيخ راشد بناء ميناء جبل علي في جنوب دبي في السبعينات رأى كثير من الخبراء أن خطوته غير مدروسة و فاشلة و مع مر السنين تحولت منطقة جبل علي الى مركز اﻻستثمار و الصناعة في منطقة الخليج العربي.

في التسعينات كانت الهند ترزخ تحت وطئة الفقر و الجوع و لم يكن اﻻنترنت متوفرا و لكنهم قاموا بتوفير اﻻنترنت اﻻسلكي للشركات ﻻنهم وضعوا نصب أعينهم تطوير هذا القطاع و اليوم ترفد خزينتهم بمليارات الدولارات بلأضافة لتشغيل مئات آﻻف المهندسين الذين باتوا ينتمون الى الطبقة الوسطى.

يجب أن نقوم ببناء البنية التحتية و تهيئة الظروف و القيام باﻻسباب و بعد ذلك سنرى التقاطر على اﻻستثمار. ويمكن تشبيه البنية التحتية بقطار و الركاب هم المستثمرون فلركاب بدون قطار.

مصدر الغنى الرئيسي لبلدنا هو نموه السكاني الهائل، هم شبابه الجامعيين، هم العمال المهرة و ما نراه في تطوير مناهج التعليم يثلج الصدور و توفير الخبرة العملية العالية لصقل الكفاءات العلمية و تحفيزها ﻻيقل أهمية عن المناهج الحديثة.

أغلب الشركات اﻻستثمارية أو البنوك حاليا غير مفيدة من الناحية الفنية لأنها تأتي بتقنياتها من الخارج و ﻻتساهم برفع المستوى الفني سوى من الناحية التشغيلية فقط و لكي ﻻتفهموني غلط فهذا ممتاز و لكنه غبر كافي، انظروا الى دبي مثلأً سترون أنهم أنشئوا شركات وطنية في كل المجاﻻت لتنافس اﻻجنبية خصوصا في مجال المقاوﻻت لتوطين الخبرات رأس المال الحقيقي.

نحب من صحافتنا أﻻ تكتفي بنقل الخبر بل تقييم الخبر وأن تقيس اﻻمور بالنتائج ﻻ باﻻقوال لتعطينا صورة ثلاثية اﻻبعاد.

نحب أن نسأل الهيئة العامة للأسثمار الى اين ستأخذون المستثمر اذا أتي لسوريا راغبا باﻻستثمار في مجال تقنية المعلومات هل ستأخذونه الى عدرا الصناعية، حسيا، الشيخ نجار أم يبقى حبيس اﻻجتماعات وكل ذلك سواء لكي يذهب بلى رجعة