syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الفرد والجماعة الجزء الثالث ... بقلم : نبيل حاجي نائف

الأوضاع في المجتمعات العربية

 

في الواقع هناك دول عربية مختلفة تتشارك في لغة واحدة ولكنها ذات ثقافات وانتماءات اجتماعية وعقائدية مختلفة ( وربما الكثيرون لا يوافقونني على ذلك) , وهناك اختلاف بين هذه الدول من ناحية كثرة اختلاف الانتماءات والثقافات لدى أفرادها . فالاشتراك في لغة واحدة غير كاف لنشوء انتماء يسمح بتشكل دولة , فإنكلترة والولايات المتحدة وإستراليا دول مختلفة مع أنهم يتكلمون لغة واحدة


هناك دول عربية اختلاف الانتماءات عندها قليل جداً مثل  دولة عمان – الإمارات – السعودية . . . ) , ولديها موارد كافية , وهذا ما  يتيح لها تحقيق بناء الدولة الحديثة خلال زمن معقول

وهناك دول اختلاف الانتماءات لدى أفرادها هو في المجالات الفكرية والثقافية والعقائدية مع انتماء قوي موحد لغالبية أفرادها مثل مصر - تونس. ... , ولكن مواردها متواضعة , وهذه يمكنها الوصول إلى الدولة الحديثة خلال زمن أطول.

 

ولكن هناك دول عربية مثل العراق – سوريا – لبنان - اليمن  اختلاف الانتماءات لدى أفرادها قوي ومتضارب وهذا أهم وأساس ظهور التناقضات والصراعات فيها والتي يصعب كثيراً حلها نظراً لقوة تمسك هؤلاء بانتماءاتهم القوية لجماعتهم , مع أن العراق يملك موارد هائلة وعناصر بشرية مناسبة هو في وضع صعب جداً , فتضارب الانتماءات القوي هو مشكلة كبرى في طريق بناء الدولة الحديثة . طبعا الأمور ليست بهذه البساطة التي أذكرها

 

وحسب تصنيف الدول الناجحة والدول الفاشلة عام 2008

 

صنفت 177 دولة , الدول الـ35 الأولى ضمن التصنيف باللون الأحمر، في إشارة إلى أن تلك الدول دخلت المرحلة الحرجة، ثم الدول من 36 إلى 127 باللون البرتقالي، وهي مرحلة الخطر، ثم الدول من 128 إلى 162 باللون الأصفر، أي المرحلة المتوسطة، ومن الدول 163 حتى 177 باللون الأخضر، وهي مرحلة الأمان.

 

عربياً احتلت عمان المرتبة الأولى حيث حلت في المرتبة 146، متقدمة على بولندا، وبعد اليونان مباشرة، ولكنها في المساحة الصفراء مع كل من الإمارات العربية المتحدة، قطر، والبحرين، أما بقية الدول العربية فقد احتلت المساحة البنية، ما عدا الدول الستة التي احتلت المساحة الحمراء الخطرة أي الفاشلة .

 

يمكن أن يقول البعض إن الولايات المتحدة فيها الكثير الكثير من الانتماءات المختلفة والتي يمكن أن تكون متضاربة , ومع هذا هي دولةمتقدمة , في الواقع السبب أنها واصلة لمرحلة الدولة الحديثة والتي تستطيع معالجة غالبية التناقضات والاختلافات من خلال دستور وتشريعات وقوانين مناسبة .

 

ملاحظات على الديمقراطية وعلاقتها بالانتماء .

إن الديمقراطية تظهر الانتماءات والتوجهات المختلفة بدل من تخفيفها وتوحيدها . وهذا يستوجب أن تكون الدولة قد وصلت إلى مرحلة الدولة الحديثة المنتظمة المتماسة ذات الدستور والتشريعات والقوانين التي تحقق هذا التماسك . ويكون مجال الديمقراطية والاختلاف والتنافس بين الأحزاب المختلفة هو في المجالات القليلة التي لا  يشملها الدستور والتشريعات والقوانين الأساسية الموجودة . وهذا غير محقق لدى الدول المتخلفة التي لم تصل إلى مرحلة الدولة الحديثة , كما في الدول العربية , فالديمقراطية غالباً ما تكون مصدر تناقضات وصراعات بين الأحزاب المتنافسة وهذا ما لاحظناه الآن ( لدى بعض الدول العربية )عندما تطبق الديمقراطية قبل الوصول لتحقيق الدولة الحديثة . فالمهم أولاً الوصول لتحقيق الدولة الحديثة ، وهذا هو الأمر الصعب والذي يحتاج لأمور كثيرة ووقت طويل .

 

إن قوة الانتماء  للجماعة يؤدي إلى :

 

1 - تضامن وتماسك الجماعة .

2 – استمرار ونمو الجماعة وتطورها وتفوقها على الجماعات المشابهة التي قوة انتماؤهم أضعف .

3 – العمل والتضحية من أجل الجماعة , بسعي أفرادها لعمل الخير بكافة أشكاله . وهذا يؤدي إلى تقوية إيمان الأفراد بانتماؤهم للجماعة , وهذا يؤدي إلى تغذية عكسية موجبة تقوي وتعزز قوة الجماعة , فعمل الخير يولد عمل الخير .

 

طرق تقوية انتماء الأفراد للجماعة .

العطاء والتضحية من أجل الجماعة , ومساعدة ودعم الآخرين دون توقع مقابل لذلك .

 

إدارة أمور الجماعة بشكل جيد مجدي وفعال , فهذا من أهم الأمور  , وهذا يتطلب التالي :

أمثلة على قوة الانتماء للجماعة :

 

إن لليابانيين أنتماء قوي لبلدهم أو دولتهم , ولقد ظهرت قوة هذا الانتماء في دفاعهم عن أرضهم وفي حروبهم , وفي سرعة تقدمهم , وتقدمهم في الصناعة والاقتصاد , وغالبية المجالات . وتظهر قوة الانتماء في الحروب وفي كافة التنافسات والصراعات التجارية والصناعية والزراعية . . . الخ

 

مزايا وسلبيات الانتماء .

نستطيع تحديد كثير من مزايا الانتماء , وهي التي أدت لنشوئه , وقد ذكرنا الكثير منها .

أما السلبيات فهي قليلة وغالبيتها تنتج عن المبالغة بقوة الانتماء وظهور العنصرية , إلى درجة رفض الآخر والسعي للإضرار به أو تدميره .

العمل الخيري ودوره في تنمية المجتمع وتعزيز وتوحيد انتماء أفراده .

 

يقول أحدهم : يمثل العمل الخيري قيمة إنسانية كبرى تتمثل في العطاء والبذل بكل أشكاله، فهو سلوك حضاري لا يمكنه النمو سوى في المجتمعات التي تنعم بمستويات متقدمة من الثقافة والوعي والانتماء ، فهو يلعب دورا مهما وإيجابيا في تطوير المجتمعات وتنميتها ، فمن خلال المؤسسات التطوعية الخيرية يتاح للأفراد الفرصة للمساهمة في عمليات البناء الاجتماعي والاقتصادي .  و للخدمات التطوعية الخيرية دور كبير في نهضة الكثير من الحضارات والمجتمعات بصفتها عملا خاليا من الربح العائد وليست مهنة ، بل هي عمل يقوم به الأفراد لصالح المجتمع ككل وهي تأخذ أشكالا متعددة بدءا من التجاوب الاجتماعي في أوقات الشدة ومجهودات الإغاثة وتخفيف آثار الفقر , ويشتمل المفهوم على المجهودات التطوعية المحلية والقومية وأيضا تلك التي توجه إلى خارج الحدود .

 

ولقد حفل التراث الإسلامي ابتداء بتأصيل العمل الخيري عقائديا بما ورد من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة شواهد تعزز من قيمة العمل الخيري ومنها " قوله تعالى : (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) البقرة (177)

 

وفي هذه الآية تأكيد على اقتران العمل التطوعي بالعبادة ورضى الله سبحانه وتعالى كما أكدت ذلك الأحاديث وهي كثيرة أيضا ففي حديث رسول الله صلى

الله عليه وسلم ( إن لله عبادا اختصهم لقضاء حوائج الناس حببهم للخير وحبب الخير إليهم أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة ) .

 

فالتاريخ الإسلامي، سجل حافل بأعمال الخير التي تعددت وتنوعت سبلها من العناية بالمحتاجين والأيتام وطلاب العلم وغيرهم إلى تقديم العون لطالبي الزواج والمدينين وشق الطرق وإقامة الاستراحات للمسافرين، وغيرهم حتى امتد خيرها ليصل الحيوان .   وعمل الخير أكان بدافع رضى الله تعالى أو بدافع قوة انتمائنا ليس هناك فرق فهو يسعى لتآخي وترابط البشرية كلها .

 

اكتسب مفهوم العمل الخيري أهمية بارزة في السياق الفكري الاجتماعي بصفة عامة وقد استمد هذا المفهوم أهميته من اتصاله بمفهوم أكثر محورية وهو مفهوم الانتماء للمجتمع المدني حيث تتباين وظائفه وأدواره في برامج الحركات الاجتماعية وتطور المجتمعات.

فالعمل الخيري بصفته عملا خالياً من الربح و العائد، وتقديم الإيثارية على الأنانية  والعمل على معالجة المشكلات الحياتية للجماعة ، فما يقوم به الأفراد المتطوعون ويبذلونه من وقت ومال وجهد لصالح المجتمع في شتى ميادين العمل التطوعي والخيري المتعددة لا يتوقعون له مقابلا موازيا.

 

 

ولقد كان للقيم الاجتماعية وخاصة الدينية المتجذرة والمتعمقة في المجتمع العربي الإسلامي دور أساسي في تعميق روح العمل الخيري حيث امتاز الدين الإسلامي بأنه لا يفصل بين مساعدة الآخرين بمفهومها التطوعي وبين الصدقة بمفهومها الإسلامي ومن هنا كان العمل الخيري هو الموائمة بين الصدقة والتطوع ، وهو ما نريد تأكيده هنا بتعريفنا للعمل الخيري حيث يتساءل العديدون عن الفرق بين العمل التطوعي والعمل الخيري، خصوصا وأن مفهوم العمل الخيري وتطبيقاته في التراث الإسلامي تشتمل على كل المعاني والتطبيقات التي تورد ضمن مفهوم العمل التطوعي .

 

 

يرتبط مفهوم العمل الخيري والتطوعي بالتنمية الشاملة، من خلال الكثير من تلك الأعمال والبرامج التي تستهدف الإنسان وترقى به ابتداء بالفرد ثم الأسرة ومن ثم تمتد إلى المجتمع , وهذا في الأساس من مهام الدولة , والعمل الخير يساهم به بشكل فعال ومجدا أكثر

لاشك أن هناك علاقة جدلية بين التنمية ومدى نجاحها في المجتمع والعمل التطوعي، حيث تشير الشواهد الواقعية والتاريخية إلى أن التنمية تنبع من الإنسان الذي يعتبر وسيلتها الأساسية ، كما أنها تهدف في الوقت ذاته إلى الارتقاء به في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية، ومن المسلمات أن التنمية تقوم على الجهد البشري وهو ما يستلزم بالإضافة إلى الخطط الواضحة والمحددة وجود الإنسان الواعي القادر على المشاركة في عمليات التنمية.

 

 

تعمل الجمعيات والهيئات والمؤسسات الخيرية بالتعاون والتفاعل مع المؤسسات الحكومية لكي تؤدي دورا هاما وأساسيا في تحديد الأولويات والتحديات في المشاريع التنموية لما تتمتع به هذه المؤسسات من خصوصية تتمثل في علاقتها بالفئات المستهدفة وقربها بل واندماجها في بعض الأحيان مع تلك الفئات ، وتتيح تلك العلاقة بين المؤسسات الخيرية ومختلف فئات المجتمع رؤية أوضح وأعمق لاحتياجاته الملحة وللمشاكل والمعوقات التي يمكن أن تصادف المشاريع التنموية ويمكنها نقل صورة اكثر وضوحا ومصداقية إلى الجهات المعنية بصنع القرار.

 

 

أما فيما يتعلق بمجالات العمل الخيري فهي متعددة وواسعة، تشكل مجالا خصبا لتفاعل المؤسسات الخيرية والمتطوعين في شتى ميادين العلم الخيري العمل والإسهام في خدمة المجتمع ومنها :

 

المدارس على اختلاف مراحل التعليم وبرامج محو الأمية , والإرشاد والنصح الاجتماعي لحل المشكلات الاجتماعية, وإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات لترسيخ القيم والمفاهيم الاجتماعية .

ولكن الكثير من هذه الأمور أهتمت به غالبية الدول وصارت تؤديه .

 

 

ويبقى أهم دور للمؤسسات والجمعيات الخيرية هو :

 

1 – تقديم المساعدة والدعم لمحتاجيها بسرعة غير متاحة للمؤسسات الحكومية بسبب البيرقراطية التي تؤدي للبطء في تنفيذ المطلوب بحيث لا يتححق المطلوب .

2 – يمكنها الاطلاعها على الأمور التي تحتاج إلى المساعدة والدعم قبل اطلاع المسؤلين في الحكومة عليها , وهذا ما يمكنها من تقديم الحلول المجدية لها بسرعة كبيرة , ومنع تفاقم تأثيراتها الضارة أو السلبية , وبكلفة قليلة .

3 – تحقيق التلاحم والتعاضد بين الأفراد نتيجة عمل الخير للآخر  ومساعدته في أزمته دون ثمن أو مقابل . فهذا يولد شعورا بالأخوة وبالانتماء الواحد ويدفع لانتشار  أعمال الخير للآخرين والتنافس على فعلها .

4 – القيام بالأعمال والخدمات التي يمكن أن يحتاجها بعض الأفراد , والتي لا تستطيع المؤسسات الحكومية القيام بها مثل : المساعدة في الأمور النفسية والتي يمكن أن يرصدونها بسهولة , وبذلك يمكن أن يعالجوها بدعم مالي أو معنوي  .

 

 

ملاحظة على الانتماء للمكان , والانتماء للوطن أو الدولة

 

الانتماء للمكان فطرة يخلق بها الانسان فالانتماء للمكان وراثي يولد مع الفرد من خلال ارتباطه بوالديه وبالأرض التي ولد فيها، ومكتسب كذلك وينمو اكثر من خلال مؤسسات المجتمع المتمثلة في المدرسة والأسرة . . .الخ

إن مكان الولادة والعيش فيه أكان حي أم قرية أم مدينة , ينشئ ويحدد الانتماء للمكان وحب العيش فيه وتفضيله عن باقي الأمكنة , والاعتزاز به . وكل البشر مفطورين على ذلك وبغض النظر عن صفات وخصائص هذا المكان الذي ولدوا وعاشوا فيه , أكانت هذه الصفات جيدة أم سيئة , جميلة أم لا . . . الخ, وهذا مرتبط بخصائص بيولوجية وعصبية وفكرية موروثة تجعل الإنسان يحن إلى مكان ولادته وظروف مكان عيشه والرفاق الذين عاش معهم , وذكرياته التي عاشها , وهو موجود لدى الكثير من الكائنات الحية  ( كما في عودة السلمون إلى مكان ولادته , وأنواع الطيور المهاجرة) . وهذا الانتماء عادة قوي وله تأثيرات يصعب محيها .

 

 

وهذا يختلف عن الانتماء  الشامل للوطن الواسع ( أو الدولة ) الذي يعيش فيه , فهذا الانتماء ينشأ نتيجة ظروف وعوامل أخرى , وهي ليست موروثة بيولوجيا بل تورث اجتماعيا نتيجة ظروف الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الموجودة في هذا البلد .

المواطنة هي الانتماء إلى مجتمع واحد يضمه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي موحد في دولة معينة. وتبعا لنظرية جان جاك روسو "العقد الاجتماعي" المواطن له حقوق إنسانية يجب أن تقدم إليه وهو في نفس الوقت يحمل مجموعة من المسؤوليات الاجتماعية التي يلزم عليه تأديتها. وينبثق عن مصطلح المواطنة مصطلح "المواطن الفعال" وهو الفرد الذي يقوم بالمشاركة في رفع مستوى مجتمعه الحضاري عن طريق العمل الرسمي الذي ينتمي إليه أوالعمل التطوعي. ونظرا لأهمية مصطلح المواطنة تقوم كثير من الدول الآن بالتعريف به وإبراز الحقوق التي يجب أن يملكهاالمواطنين كذلك المسؤوليات التي يجب على المواطن تأديتها تجاه المجتمع فضلا عن ترسيخ قيمة المواطن الفعال في نفوس المتعلمين .

 

 

ملاحظة قوة الانتماء للدولة : الآن نحن نرى أن الانتماء للدولة أو الوطن ينشأ بطريقة ليس للفرد حرية أو إرادة في اختياره فهو مرتبط بمكان مولده ومكان عيش أسرته , ويفرض عليه . فيمكن أن ينشأ الفرد في دولة متطورة تؤمن غالبية حاجات أفرادها مع تحقيق نموها وتطوره , وهذا يؤدي تقوية وتعزيز إنتمائه لها . ويمكن أن ينشأ الفرد في دولة متخلفة تعيق تحقيق غالبية حاجاته ويفرض عليه الانتماء لها , فنراه يسعى للهجرة ورفض الانتماء للدولة ,إلى الدول المتقدمة والناجحة .ولا يحدث العكس .

 

 

ملاحظة : على الانتماء الديني

كما ذكرنا اعتمد البشر الانتماء للكثير من الأديان , والكثير منها إن لم يكن غالبيتها لم تهتم بتوحيد انتماءات معتنقيها , فهي لم  تهتم كثيراً  بطبيعة حياة الانسان الاجتماعية , ولم تهتم بالسعي للارتقاء بالعلاقات الاجتماعية وطريقة التعاملات بين أفراد معتنقيها . فهي اهتمت بشكل أساسي بمشاعر وأفكار الفرد وإيجاد حلول لها , وطرق الارتقاء بها .

 

 

بعكس الدين الإسلامي فقد كانت غايته , الفرد والجماعة ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ,  والدنيا والأخرة . وأهم ماركز عليه الدين الأسلامي توضيح الانتماء وتقويته وتوسيعه , ولم يجعله فقط ضمن دائرة انتماء خاصة بالأفراد المؤمنين به , بل سعى كي يجعل الإنسانية كلها ضمن انتماء واحد وبغض النظر عن اختلاف العقائد والأديان والأفكار لدى كافة البشر , فالأصل واحد هو أدم وحواء . فكانت الغاية واحدة وهي تحقيق الخير للجميع , لذلك كانت تشريعات  الإسلام تنظم وتضبط كافة العلاقات البشرية الأساسية . وهذا تأكده الوقائع بتمايز الإسلام عن باقي الأديان ,  ( الدين عند الله هو الإسلام )فهوالدين الوحيد الآن الذي يتزايد عدد المؤمنين به بعكس باقي الأديان والعقائد التي يتناقص عدد معتمديها , أو هم لا يتزايدون . فالإسلام يسعى كي يحقق رضى النفس ومساعدة ونجاح الأفراد بالإضافة لنجاح وتقدم المجتمع ككل في نفس الوقت , هذا إذا تم الإيمان به بصدق وموضوعية باعتماد جوهره وأسسه . وديننا دوماً يحثنا على التآخي والسلام حتى أننا عندما نشاهد الآخرين نلقي السلام عليهم بأن نقول السلام عليكم  ، فنحن نملك أغلى شيء  إنه الإنسانية أعظم رأسمال نملكه . رأسمالنا ديننا ، علمنا ، حياتنا ، عملنا ،عاداتنا الصالحة ، تعاملنا مع بعضنا ومع الآخرين  

 

فعنواننا السلام ، وديننا السلام ، والسلام دوما على أفواهنا .بداية دخولنا على الآخرين سلام ، وخروجنا سلام ، ولقاؤنا بأحد ما سلام ، وتوديعه سلام .وكيفما استدرنا يمينا ً وشمالا ً ، وكيفما سرنا ، أفواهنا تتعطر بلفظ السلام ، وآذاننا تطرب بلفظ السلام .

 (  السلام عليكم )

 

 (  السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ) توصية رسولنا الكريم لنا بإلقاء السلام , ليكون سببا ً في بث المحبة بيننا . حيث يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي هو عن أبي هريرة :

( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء

إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السّلام بينكم ) .

 

ونحن جميعنا نعرف ونعي ماذا تعني كلمة ( السلام ) تماما ً ، فهي معاكسة لمفهوم الشرِّ ، والتخاصم ، والإيذاء ، والاعتداء على الآخرين . فالسلام محبة وتواؤم ، وتقرب من الآخرين . والسلام أمن وطمأنينة ، فالأمن والسلام مترابطان .

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-05-13
التعليقات