syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
العودة إلى حضن الوطن قبل الاستحقاق الدستوري ... بقلم : سوري تائب

ها قد عدت الى رشدي. عدت إلى حضن الوطن. عدت إلى عالم من حريات ممنوحة، محدودة، تحت سقف سيادي وطني.

عدت إلى وطن أقليات تبرر إرهاب الدولة كرد على إرهاب عصابات من الأكثرية و الغرباء.


أعرف اليوم أن موت طفل بسبب برميل القاه نسر وطني ممانع صاحب قضية عادلة، أقل فداحة من مقتله بخنجر إرهابي ينطق باسم الله.

اقتنعت أن العدالة تقتضي تعذيب الإرهابي و إرهاب من "يبث أفكار الوهن بالأمة" بتعذيبه في أقبية سوداء.

اقتنعت أن الضرورات الأمنية يمكن أن تفرز أخطاء فردية، تبررهاالدولة البوليسية.

 

 

أعلم أن السلطة تُصلِح باستمرار و تحارب الفساد المستشري و لكن بنجاعة محدودة لتجنب المساس بالرموز و الأساطير.

اقتنعت بعدم إمكانية القيام بإصلاحات جذرية أو محاسبات قانونية، أو اعتذارات رسمية، لتهدئة النفوس المهانة و المشاعر المشحونة.

اقتنعت أن الحلول الأمنية هي أنجع الحلول للعودة إلى مستنقع الأمان.

 

 

أعلم اليوم أن رسم خريطة عالم متعدد القطبية لا يتم دون التضحية بعوالم الصالح و الطالح معاً.

اقتنعت بأن " هذا الغيم لم يأت بهذا المطر" و بأن تواجد وحوش فاقدة لقيم الإنسانية في بلادي ليس إلا نتيجة مؤامرة كونية و أطماع استعمارية و صهيونية عالمية.

قصة الخنزير الذي حصن بيته تحسباً للذئب ليست إلا للأطفال السذج.

اقتنعت أن الجهل متوارث جينياً و بأن شعوبنا لا تدار، بل تحكم برموز وطنية و أبطال قومية نادرة الوجود لقيادة مراحل حساسة طارئة لكن أبدية.

اقتنعت و عدت إلى رشدي لأفرح أهلي و أصدقاء الطفولة المشتتين بلا أوطان.

 

اليوم أقتبس من زياد الرحباني و استبق نتائج الانتخابات القادمة، و أصيح مغردا في عرسنا الديمقراطي بما تبقى من ربوع هذا الوطن المعطاء...بكل أمل في مستقبل باهر تبنيه أجيال الانتصارات من أبناء شهداء بلا أهل و فقراء بلا خبز و نازحين بلا مدارس... أغني مهنئاً فأقول:

 

أنا والله فكري هنيك يعني وهني نفسي فيك.

عالنضافة بالمواقف وعالمواقف بالسياسة وعلى كلشي اسمو تكتيك

خلي كلشي في حيطان شهدا وعالم كيف ما كان

 

 

شهدا قدما وشهدا جداد

في شي كبار وفي شي ولاد

بعدا الجرايد ما كلّت

يومية بتتكنن فيك

بهني.. بهني نفسي فيك

 

 

اذا واعي منرفز بتموت عالم وبتنهدّ بيوت

والشعب موافق ما بلائي يلي يكافيك

بهني... بهني نفسي فيك

والعالم رجعت لله رجعت للعيشة بتقوى

 

 

يعني حط حالك محلا انت اللي سايقها كلها

بهني... بهني نفسي فيك

ما تفكر انو عم هني إلا انو غصبٍ عني

ما شعبي كلو مجددلك لازم على راسي خليك

 

و لا أنسى أن أبقى سورياً ( إه يا نيالي) مرفوع الرأس على نقاط التفتيش في وطني، عزيز النفس على الحدود بين أوطان الاغتراب، و أختم بالقول: أمة واحدة حرة خالدة و النصر لقضية من بقي من شعبنا (المقيم منذ 10 سنوات على الأقل).

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

2014-06-03
التعليقات