ارتديتُ معطفي الجديدَ في زهوة فارسٍ, في لحظةٍ كان جمعُ الناسِ غفيراً ,على أَملِ أن تنظرَ العيونُ إليَّ, ماذا يرتدي؟ وأنا الذي قضيتُ عمري في قميصي المهلهل أبلعُ نفسي عندما يراني أحد ,ألهثُ وراءَ فتاةٍ لا تكترث بي, أحاول التحدث لا أُسمع إلا من خلال ملابسي, هذه فرصتي كي أُري الناسَ شكلي الجديد.

لمعت أزرارُ المعطف ,وخطوت بين الجمع مغروراً انهالت عليّ الأحاديثُ ماذا ؟وكيف؟ ومتى ؟ما كنت لأجيب حتى أحرجتني فتاةٌ بسؤالٍ عن الحب؟ احمرَّ وجهي ليس من الخجل بل لأنه ليس عندي جواب, فضّلت جوعَ الصمتِ على أكلِ خبزِ الجهل وأجيب بلسان قميصي المهلهل , أخرجتُ قطعةَ قماشٍ من ذاك القميص وجففتُ عرقي سترت بها ارتباكَ معطفي

 دعاني احد الأشخاص للجلوس على الكرسي لم استطع الجلوس كباقي الجالسين واكتف رجلي على الأخرى مثل كل المكتوفين ,في السابق كنت افترشُ الأرض بقميصي القديم, فظلت الوقوف على الجلوس بما لا يليق بمعطفي الجديد, دعيت إلى الطعام لا استطيع مسح يدي بمعطفي مثلما كنت افعلُ سابقاً, فقبلت الأكل في عيوني على أكلِ عار الهمجية من فمي.

ما هذا المعطف؟ وكيف أزراره قيدتني مثل سجّان يكبل سجين ؟ أحسست أني غريب عن ملبسي, واني عاري أمامَ كل الحاضرين, بدأتُ أفك أزرارَ المعطف مثل أفعى تبدل جلدها, أكمَّ هذا المعطف على فمي وأعمي بصري .

هل يليقُ بالحجر أن يُلفَّ بالحرير فيصبح شرنقة ؟ ويلوَّن الماء فيصبح خمرا ؟
لا يمكن أن إلباسُ جسدي العري ,واكل الستر من موائد بلا طعام ,وإبهارُ الناس وأنا الظلام.

نزعت هذا لعين عن أكتافي , وأسقطته تحت قدمي ,بان جلدي الوردي , أهلاً بك أيها الصديق, فحريتي عششت في مسامِك ,وكلمتي خرجت من ملمسِك الخشن ,تُدفئك حرارةُ الشمس وما الفصل بينك وبينها إلا فعل الزائفين.

 
 https://www.facebook.com/you.write.syrianews