syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
السيرفيس في دمشق.. لسان حال البلد... بقلم : دلشاد عثمان

يعرفه بشكل جيد السوريون , و يعرفه غير السوريون الذين احتضنتهم دمشق في إحدى الأيام.. اختراع ياباني و قد قلده الكوريين و من ثم الصينيين , يستطيع الوصول الى كافة البيوت الدمشقية , الجديدة و غيرها من القديمة , البعيدة و القريبة, ينفث الكثير من الحبر الأسود..


يستطيع احتضان ما يزيد عن 11 شخصاً بالإضافة لقدرته الكاملة للاتساع لثلاث فوق غطاء المحرك, يسمى في دمشق سرفيس , وفي الجزيرة السورية فوكس, وفي اللغة العالمية فان ,و بالعراق كيا!!!!.

أثناء الأزمة الأمنية في العراق و التي أجبرت أكثر من 3 مليون عراقي الالتجاء إلى سوريا هرباً من الظروف الأمنية , استطاع الشارع السوري ملاحظة وجود العراقيين من خلال السرفيس و من ثم نستطيع و بعملية حسابية بسيطة معرفة نسبة العراقيين في سوريا , فعندما تستقل السرفيس المتجه الى السيدة زينب , تشعر و كأنك في بغداد فالمواضيع التي تفتح مابين الركاب جميعاً تكون باللهجة العراقية , بالإضافة تتردد على مسامعك الكثير من المصطلحات العراقية البحتة , خابرناهم و ما خابرونا, طكت عليه مفخخة  خلص فلوس و طلبنا يدزون, قدم على السويد , الإقامة خالصة!!!!

و العديد من المواضيع العراقية البحتة مما خلق اطلاع واسعة بالنسبة للسوري الصاعد في السرفيس على مجريات الأوضاع في العراق بالإضافة لأوضاع العراقيين, و كذلك السرفيس المتجه الى جرمانا أو إلى العديد من المناطق التي أصبحت تسمى بأسماء عراقية بحتة.

و عندما استعرت النار الطائفية في لبنان قبل و بعد حرب تموز , استطاع المواطن السوري و بكل بساطة إدراك الوضع الأمني في لبنان بالإضافة لاطلاعه على تطورات الأمور من خلال النشرة الصباحية   و المسائية التي تدور مابين اللبنانيين المستقلين السرفيس في شوارع دمشق العتيقة….

أثناء بداية الدوام الدراسي, تستطيع إدراك ما هو مطلوب من أوراق رسمية للتسجيل و من معدلات القبول و الاستماع لتجارب مفيدة جداً حصلت و تحصل مع الطلاب ,عندها تستطيع العودة إلى المنزل و أنت متشبع بالمعلومات الكافية …

عندما تقوم إحدى المسابقات الخاصة بالتوظيف , و يصدف وجود الشركة في المكان الذي تحاول الوصول إليه تستطيع الاطلاع عن ما هو مطلوب من أوراق بالإضافة للواسطات التي تدخلت في أمور التعيين  عندها قد تغير وجهتك من المنزل إلى الشركة طلباً للعمل…

أما في الوقت الحالي , صعودك في السرفيس سيجعلك تتقن اللهجة الجزراوية و تتطلع على اللغات في الجزيرة السورية , وذلك بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية في الجزيرة السورية مما أجبر نسبة كبيرة من سكان المنطقة للنزوح للعاصمة دمشق بحثاً عن لقمة العيش , و ما زاد الطين بله انحسار الأمطار في المنطقة بشكل عام , حيث انه و من المعروف ان منطقة الجزيرة السورية هي منطقة زراعية بحتة و تعتمد بنسبة 90% على الأمطار الموسمية لسقاية المزروعات…

فما اجمله من سرفيس , يقوي اللحمة الوطنية , و يجعلك تتطلع على الاوضاع في المنطقة االاقليمية و الدولية بالإضافة لحصولك على أحدث  الاحصائيات الاجتماعية و الاقتصادية…

 

2010-12-12
التعليقات
جيهان علي
2010-12-12 18:41:08
السرفيس
اخي دلشاد شكرا على المساهمة الحلوة و المهضومة و التي تعكس واقعا معاشا و الله يبعت المطر والخير لوطننا الحبيب وللجزيرة حتى تزدهر الزراعة من جديد و تتحسن الاوضاع الاقتصادية , تحياتي لك و دمت بالف خير

سوريا
بلا ولاشي
2010-12-12 13:49:27
العزيز دلشاد
مقالتك جميلة..المضحك المبكي !!يعني رغم مرارة السرفيس والعجقة والصعوبة أحيانا في الحصول على مقعد فيه (من فترة ليست ببعيدة في دمشق)لكنك أتيت لنا بالجانب الآخر الظريف.وذكرتني بمشاركة قديمة وظريفة قرأتها على سيريانيوز سابقاً سأترك لك رابطها.بالمناسبة جميلة جداً موسيقى دلشاد,ضاعت عن حاسبي وسأبحث عن سي دي له من جديد. http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=46073

سوريا
luna
2010-12-12 12:25:58
في السيرفيس
السيد دلشاد : موضوع رائع تناول جانب واحد مما نراه ونعيشه يوميا في السيرفيس ولكن هناك جانب آخر وهو ان السيرفيس مكان جيد لتسمع كل ماهو جديد في عالم الكلمات البذيئة وكل ما هو جديد في مصطلحات الشوارع وخصوصا اذا حالفك الحظ بشاب مرتب يتكلم مع صديقه على الموبايل او يستغيب صديق ثالث عمل معه ( فصل ناقص) آه صحيح ممكن ان يكون السيرفيس مكان مناسب للاطلاع على اخر رنات الموبايل اذا صادفت صديقين يتابدلون رنات الموبايل واحلى شي اذا طلعوا اثنين (طانطات ) عالمقعد يلي قدامك ...... ودام السيرفيس معلما

سوريا
محروق قلبو
2010-12-12 04:50:49
تصحيح
نسبة الزراعة البعلية في الجزيرة لاتتعدى 60 % منذ فترة بعيدة والباقي زراعة مروية بس لما اجا صاحبنا الله يديمو ورفع سعر المازوت حرق دين الاقتصاد الزراعي مو بس بالجزيرة وهلق دور بالجزيرة وسهل الغاب وحوران وشوف اراضي كانت تملا القطر خضرة صارت كلها بور يا اما حولوها لزيتون ما بدو سقاية

سوريا
زهرة اللافندر
2010-12-12 00:59:55
شكرا لك
مساهمة رائعة و واقعية و آتية من صميم الحياة اليومية.... على فكرة بالنسبة لي شخصيا انا من ركاب السرفيس و أشعر بسعادة غامرة عندما أنظر في وجوه الركاب بل و أشكر هذا الاختراع و كل من يركب فيه لأنهم و دون علمهم كانوا عونا لي و أبطالا في قصصي التي أكتبها أو إن صح التعبير ملهمين لكتاباتي.... أتمنى أن يبقى هذا الاختراع موجوداً للمحافظة على اللحمة الوطنية كما ذكر الأخ دلشاد

سوريا