syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
!!! لغة تاء التأنيث ... بقلم : عبد الوهاب شرينه

انتي بنت- عبارة تخديرية سمعتها أكثر من أي شيء في حياتها على مدى العشرين عام في كافة المواقف التي حاولت فيها ان تتقدم ولو قليل" أو أن تتحول الى كائن قابل للتغيير....فكانت العبارة السحرية كفيلة بتغيير المواقف و إدخالها حالة السبات المطلوبه لحفظ السلام الوطني في ذلك المجتمع!!!  لم يكن ذنبها إلا أن ولدت طفل-مقترن بتاء التأنيث- وعليها أن تتحمل مضاعفات تلك الإضافة مجبرة لا مخيرة ,فكما أنها لم تختر اسمها كذلك أحداً لم يسألها الى أي دين تحبين الأنتماء؟؟ بل تكبيرةٌ واحدة في أذنها الصغيرة حسمت الموقف الى الأبد


كانت تمشي مترنحه في شوارع تعرفها جيداً ولم تتعرف عليها تماماً...مأخوذة بدوار خفيف وإحساس شديد بالغرابه و الألفه معاً تدور حول نفسها محاولةً بلا جدوى تحديد موقعها الذي لم يكن الا خارج حدود المكان والزمان

لم تدرك الا بعد فترة أنها لا ترتدي حجابها الذي يغطي شعرها عادةً ولم يفارقها خارج المنزل لسنواتٍ طويلةٍ مضت..فاصفرت وتلونت  أولاً وأصيبت بحالةٍ من الهلع وهي تلمس شعرها الأسود الطويل لتتأكد من حقيقة ما هي عليه في محاولة يائسه لتغطية رأسها بكلتا يديها  إلا أن نسمات خفيفه جاءت من حيث لا تدري مداعبة شعرها  لتدخلها أراضي السعادة البسيطة المحرمة


علت شفاهها ابتسامة واسعة وهي تنظر بتحدٍ للمارة الذين بدو لها وكأنهم من كوكب اّخر لا يشبه مجتمعها ولا بأي شكل من الأشكال بل أنهم لم يكترثو لها ...هي التي عاشت حياتها كمزيج من أحاديث متطرفه ونمنمات مزعجه لأناس تعرفهم ولا يعرفونها ولا يتقنون سوى فن الكلام.....


أخذت نفساً عميقاً لتولد من جديد حرة بلا أية إضافات بشريه , وبدأت تتحسس وجهها وشعرها الجميل وهي تبتسم بتلقائية مطلقة نزولاً الى عنقها وباقي أجزائها وكأنها تكتشف نفسها للمرة الأولى .... عارية إلا من جنونها ومن حرية من خرج لتوه  من المعتقل و بإحساس المنتصر تابعت سيرها ... رأت كل ما حولها من زاوية أخرى لم تعرفها يوماً


في حالة من النشوة والفوضى ومزيج من الأحاسيس الأنثوية  المتناقضه ثم بدأت تضحك بهستيرية مفتعلة,ضحكت حد البكاء وكانت ستستمر هكذا الى اللانهايه لولا ان تدخل صوت من بعيد تراءى لها انها سمعته من قبل بل تعرفه جيداً


واقترب ذاك الصوت أكثر فأكثر فتعرفت عليه بعد فوات الأوان بعد أن تلقت صفعة على وجهها وسمعت والدتها صاحبة الصوت المبحوح تردد بوضوح جملة لم تسمع سواها....... (لا حول ولا قوة الا بالله..جنت البنت).....و تابعت محذرة موبخه بكلام غير مفهوم 
فتلك لم تكن المرة الأولى التي تضبطها فيها تضحك وتتكلم في نومها كالمجانين


اتحفتها بوابل من الاتهامات والأسئله كعادتها, ثم تركتها ضائعة في واقع كان الحلم فيه ممنوعاً كغيره من كل شيء
................................................................................................................................................

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews
 

2014-06-23
التعليقات