من حق الفرد ان يشعر باستقلايته في عمر معين كنوع من التعبير عن الحرية ودافع للوعي و النضج من خلال المسؤولية ولكن ليس على حساب الانفصال الاسري وفقدان الشعور بالانتماء ، الفكرة تلامس طرفين من جهة الفرد ومن جهة الاسرة و بالتالي قد نكون امام سببين للتشتت :
1_بحث الفرد عن حريته و تحقيق ذاته بعيدا" عن توجيهات الاسرة و اعتماده على الغير
2_ تحرر الاسرة من كاهل المسؤولية تجاه الفرد
الفكرة من حيث الهدف صحيحة في ان يكون للفرد كيان خاص به بعيدا" عن رغبات و توجيهات الآخرين و لكن هذا الامر بحاجة لنضج كاف و هدف واع و مخطط عملي و ليس مجرد فكرة للخروج من وتيرة روتينية معينة للحياة و الافعال لندخل في ضياع او شرود عن الغاية و الهدف ، فمن جهة الفرد له الحق بذلك ضمن الشروط المستوفاة اما من جهة الاسرة فهذا لا يعني اخلاء المسؤولية فخبرة الزمن و شيبة العمر لهما دور في تقويم الاخطاء او على الاقل كشف التوجه الاصح من دون إلزام او فرض فبعض الذلات تكسبنا خبرة جيدة في التقدم نحو المستقبل و ليس في العودة الى لوراء
انا اشجع فكرة الاستقلالية الفردية و لكن ضمن الشروط المذكورة و ضمن آلية عمل واضحة و مكشوفة للجهتين الفرد و الاسرة مع الحفاظ على التواصل المستمر تجنباً للتشقق الاسري ، بعضنا يعارض هذه الفكرة و يقول بأنها لا تتناسب مع جميع المجتمعات فهنالك مجتمعات منغلقة و مجتمعات منفتحة اكثر من اللزوم و هنالك ايضا مجتمعات ذكورية بحتة لا تتقبل فكرة استقلالية المرأةبشكل خارج عن اطار الزواج .........الخ
هذا صحيح و لكن عندما نفقد الثقة بقيم الاسرة و التربية بشكل عام او عندما تتحرف هذه القيم عن مسارها الصحيح ( مثل حوار الاجيال الذي يؤدي الى فقدان الاحترام او الاعتماد على الذات الذي يلغي ضرورة التعاون او الاهتمام بالتوجهات الشخصية الذي يعزز الانانية ........وغيرها)
فبالنهاية الاسرة هي نواة المجتمع و هي من يؤثر عليه و ليس العكس فكل شيء مرده للقيم الاسرية المترابطة و عندما نستطيع خلق اسر متماسكة تقوم على منطق الحوار و ضرورة الاحترام في التعامل والتواصل نستطيع الانطلاق لفكرة استقلالية الفرد عن المجموعة بشكل صحيح دون الخوف من اية عواقب وخيمة تذكر فالفكرة لا ترتبط بطبيعة المجتمعات بقدر ما تحاكي القيم الاسرية و الترابط العائلي .
https://www.facebook.com/you.write.syrianews