أذكر في طفولتي عندما كنت في المرحلة الابتدائية أنني لعبت دوراً في مسرحية حول البيئة، وكان الدور المطلوب مني هو أن أتحدث عن أنواع التلوث، والتي نعدد منها تلوث الهواء والماء والتربة.... ثم فيما بعد علمت أنه تمت إضافة التلوث السمعي كالضجيج، والتلوث البصري مثل رؤية الأوساخ والقاذورات وما إلى ذلك..
و لكن عندما انتقلت إلى المرحلة الجامعية وجدت أنه يوجد نوع آخر من التلوث، هو تلوث المظهر، أو تلوث الأذواق، ولا أقصد هنا تنوع الأذواق وإنما أقصد الأمور المبالغ بها، وذلك من خلال ما نراه على مر الفصول الأربعة من أنواع غريبة ومخلوقات عجيبة لم نر مثلها قط، حتى أنني تمنيت أن يتم تشكيل شرطة خاصة لتقويم هذا الاعوجاج الذي تعاني منه أذواق بعض الشبان والفتيات .
ومن نماذج هذا الاعوجاج الذوقي في فصل الشتاء تنافس بعض الفتيات في ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي لدرجة أن الفتاة تضطر أن تصعد على سلّم كي تتمكن من ارتدائها (ويمكنها إن شاءت أن تنتحر من فوقها في حال يئست من حياتها)، وهذه الأحذية مرتفعة حتى أن بعض الفتيات استعاضت عن البنطال بلبس الحذاء ورغم ما تسببه أمثال هذه الأحذية من آلام في الظهر، وصعوبة أثناء المشي إلا أن الإصرار الذي أراه يعد فريداً من نوعه.
بالإضافة إلى ألوان الحذاء التي تؤدي إلى منعكس لا إرادي يغلق العين، كما يحدث عندما تضيء الكاميرا فجأة في الليل، كاللون الأحمر الفاقع مضافاً إليه كشكش بنفسجي وخطوط صفراء لا معنى لها سوى إضافة المزيد من الألوان الغير متناسقة إلى الحذاء، أو اللون الأبيض الذي بعد أول استعمال له يصبح أسوداً من الأسفل ورمادياً من الأعلى مما يذكرني فوراً بفلم كرتوني قديم يدعى حكيم الأقزام.
والنموذج الآخر الغريب للأزياء الشتوية هو ارتداء شيء بين البنطال وبين ما يسمى بالكولون، وقد كنا نحسب أن الكولونات اخترعت لترتدى تحت الملابس، فإذا بها تتحول إلى ملابس ظاهرة، والسؤال: ألا تشعر هذه الفتاة بالبرد، كيف تستطيع أن ترد البرد عن نفسها بهذا اللباس الكولوني، والذي يدعو للعجب هو ارتداء فتاة بدينة لمثل هذا اللباس الضيق والذي يبدي البدانة بشكل مضاعف، فتبدو كالفقمة التي صعب عليها المخاض.
ناهيك عن أشكال المعاطف مثل جلد النمر والريش الأبيض والريش الملون وأغطية الغسالات والستائر القديمة، وجلد التمساح والأفعى، ووبر الماموث، وعرف الديك، حتى إذا مر طفل من خارج سور الجامعة ترجى أمّه أن تدخله إلى هذه الحديقة التي تسرح فيها النمور والتماسيح، ظاناً أنها سيرك روسيا الوطني.
طبعاً أنا لا أقصد بكلامي هذا جميع الفتيات، فمنهن من يلبسن ملابس طبيعية تنم عن نفسية متوازنة ومستقرة وفكر سليم، تناسب حرمة الجامعة والهدف السامي الذي أتين للجامعة للحصول عليه، فالجامعة هي مكان لتحصيل العلوم، لا حديقة حيوانات ولا مكان لعرض أسوأ أنواع عقد النقص.
وعندما يأتي فصل الصيف وعادة ما يترافق مع فترة الامتحانات، تبدأ نماذج أخرى بالظهور، فطائر اللقلق يعود بعد طول سبات في الشتاء، وطائر اللقلق هو الفتاة التي تضع حجاباً على رأسها، ثم ترتدي بنطالاً قصيراً يكشف عن رجليها، وصندلاً كي تبدي طلاء الأظافر على أصابعها، وخلخالاً، وطبعاً تضع جميع ما تملك من أصباغ على وجهها ظانة نفسها زعيمة قبيلة الزولو، ولهذا وجدت لقب اللقلق مناسباً تماماً لهذا النموذج الذي غطى رأسه وكشف قدميه وكأن الحجاب هو قطعة قماش لتغطية الرأس فقط.
والغريب كل الغرابة هو فترة الامتحانات الصباحية وعادة ما تكون في الساعة الثامنة والنصف، نكون نحن بالكاد استيقظنا من النوم، ثم ارتدينا ملابسنا على عجل وأسرعنا للجامعة كي نصل على الوقت، فأدهش لرؤية فتاة تدخل قاعة الامتحان بمظهر يدل على أنها ستزفّ إلى عريسها مباشرة بعد هذا الامتحان، وألف مبارك للعروسين.
أما الحقائب فهي أسطورة بحد ذاتها، فمؤخراً أصبحت قيمة الفتاة تتناسب طرداً مع حجم حقيبتها، حتى تكاد الفتاة تحمل حقيبة بمثل حجمها، فكأنما هي ذاهبة لتحصد القطن أو تنشر الملوخية.
وطبعاً هناك الكثير من القراء الأكارم سيعتقد أنني أخالف الحريات الشخصية، وأطالب بتوحيد الأذواق وما إلى ذلك من هذه الانتقادات، ومن البديهي أن هذا محال، ولكنني وددت أن يكون اللباس الجامعي معتدلاً ينم عن ذوق وبساطة، فلماذا الإصرار على أن ارتداء جميع ما تملك الفتاة من ملابس وحلي، ووضع جميع الأصباغ، ثم تعاني من آلام الظهر وانقراص الفقرات والبرد والروماتيزم؟ ما هو المقابل؟ آراء الآخرين؟! نظرتهم إلينا؟ إليكم بعض الألقاب التي كنت أسمعها متداولة عن بعض الفتيات:
باقي (قاتلة مصاصي الدماء) ولقبت أيضاً بالفرعونية لأنها كانت تضع كحلة تصل لأذنيها.
الأمازونية
سلاش (عازف الغيتار)
هانا مونتانا
السيدة ملعقة
شهرزاد
وأختم مقالتي ببيت شعر للدكتور ياسر العيتي يصف فيه فتيات الجامعة:
يخرجن في طلب العلوم بزينة فكأنما طلب العلوم زفاف
لفتتني هيي المحجبة اللي بتلبس تنورة قصيرة مع مكياج صارخ..كنت فعلاً لوم هالبنات على هالحجاب النص كم بس بصراحة الأخ اللي قال انو هالحجاب مفروض عليهن فيها وجهة نظر..بس مش بي العرب بنتبهو شو الناس لابسة ..الأجانب كمان و يمكن أكتر!و بالنهاية كل واحد ينام ع الجنب الي بريحو ......
عجبتني المقالة واسلوب الكتابة ولكن لي تعليق واحد وهو أن هذا ينطبق على شريحة كبيرة من الفتيات وليست حصراً على الجامعيات ، وخاصة أنه توجد نساء كبيرات في العمر ومن هذا النموذج مع الاسف.
يعني أنا ما بعرف شو فائدة هي المقالة... غير المراقبة و الحكي على الناس وتحديدا الحكي على البنات ... ومن خلال المقالة ممكن نلاحظ كم التفاصيل الخاصة بالبنات يلي ذكرها الكاتب و كأنوا بس قاعد يراقب ويترصد بنات العالم.. وهاد الكلام عيب و غير مقبول،ياريت نركز بكتاباتنا على مواضيع مفيدة وبناءة للمجتمع أحسن ما نضيع وقتنا و أوقات الآخرين ، ثم أن العنوان لايعبر أبدا عن محتوى المقالة ياسيد عادل
شرطة أذواق ؟ ما رأيك أن تهتم بخصوصياتك وتدع خصوصيات غيرك وتهتم بلباسك وتدع لباس غيرك ؟ هل أجبرك أحد أن تلبس مثلهم أو أن تنظر إليهم ؟ هل أنت أشد حرصا على الفتاة التي ترتدي كعب عالي من نفسها ؟ ما رأيك لو قال لك أحد أن الحجاب يؤذي نظره ويطالب بشرطة لمنعه ؟
اي والله معك حق ياسيد عادل بس على ما يبدو انو ما حدا عندو مراية يطلع فيها قبل ما يطلع من بيتو
شكراً لك يااخ عادل ، وفعلا لقد أضحكتني من الصميم ، وشكرا لأنك أثرت موضوعا هاما هنا وهو مالهدف من ارتياد الجامعة ؟ تصيد العلم أم اصطياد العريس المناسب ؟ والجواب معروف طبعاً.
براي أفضل من تضييع الوقت بالتحديق بالعالم وشو لابسين وشو ما لابسين حط راسك بكتابك. غريب امر العرب بطلعو بالناس كانن لاول مرة بحياتهم بشوفو بشر. افتحلك كتاب واتريك العالم على راحتها. قلتلي بدك شرطة اذواق مهيك؟ شاطر (ملاحظة: اللي بتسميه *لقلق* هو عبارة عن طير انتزع منه حقه بحرية الاختيار لذلك لا تتدقق على شو لابس)
والله كلامك بيفش الخلق... يعني ماعندي ولا حرف زيدو عالحكي .. ولو انو في بعض المخلوقات الفضائية التي لم يتم ذكرها... يمكن لعجز اللسان عن وصفها..
وقت تسال وحدة : ليش عم تعذبي حالك هالعذاب ؟ تفيقي بكير الصبح وتعملي عرض أزياء مشان تختاري فستان حضور المحاضرة بالجامعة ؟ ما عدا الطلاء والدهان والبويا ؟ مشان الشباب يعني ؟ بتقلك لاااااااااااااا يوه انا الشباب كلهم مو همي، أنا عم اعمل هيك مشان ارضي حالي وبس، اذا هيك ليش ما تقعدوا بالبيت وبتكونوا مزينات ؟ وفكري كمان تقعدوا عالمراية وتصيروا تتفرجوا على حالكم، ما دام هالاناقة كلها "مشان ترضوا انفسكم" ومو مشان تطبيق العرسان .. !
ولله حكي جميل بس أنا عندي تعليق صغير على بعض الاخوا يلي علقو على المقالة مو يعني يلي بيكتوب هل الكلام هو مجند نفسه لمراقبة الناس بس في ظواهر مدهشة بتمرق على رأسك بالشارع بتخليك تطلع مو بإرادتك لأنها ظواهر مدهشة والسيد عادل اختصر كثير من الظواهر المدهشة انا بشكر الاخ عادل على المقالة الجميلة