حدث أن مرت ثلاث ليالي، وبعدها لم يلمح لها أحد أثر، يقول البعض بأنها هربت، والبعض الآخر بأنها تزوجت، ويقول مهدي أنها دفنت تحت الركام....
كانت ليلة شتوية روتينية، كانت تجلس في غرفتها بين لوحاتها، على صوت الموسيقا وايقاع تساقط المطر، الباب يقرع، ربما هي الرياح ..
" لا أنا طلبت بعض الأشياء من المتجر ربما جاء بها الصانع". ترد أمي .
" ويل لك ماذا سيحل بالصانع في هذا الجو البارد الزمهرير".
" لا تقلقي عليه سيكون بخير"!
مهدي على الباب يبتسم وقد ابتلت ثيابه بالماء،
"ادخل يا ابني" . تصيح أمي .
" لا يا خالة الله يخليكي مستعجل هلق المعلم بيفقدني" .
لا تآخذنا يا ابني عم نعزبك معن"."
أجري باتجاه المطبخ أضع الحاجيات على الأرض، المياه تغلي في الابريق، وانا ابحث عن الكاكاو. ابعثر الاشياء بعشوائية ، تدخل أمي وهي تتنهد:
"أهذا ما تبحثين عنه".
أخطفه من يدها وأنا أضحك.. لقد اعتقدت بأنه نسي أن يحضره..
"الله يسلملك هالعقل ع سلامتك يا بنتي لساتك صبية "!
أضحك، أحضنها .. تختفي.
كنت جالسة قبالة النافذة أحدق بالسماء التي تلبدت بالغيوم، كنت أعرف بأنه سيتصل وبأنه لن يغمض لي جفن إذا لم يفعل. كتبت قبل ساعتين على صفحتي الشخصية "الفيس بوك": " أن أخسرك اقسى بكثير من أن نفترق..!!"
الهاتف يرن!
"وماهو الفرق بين أن تخسري أحدهم أو تفترقي عنه؟"
"أن تفترق عن شخص ما فهذا قرار، أو مصير.. وربما تشاء الأقدار فتعود إليه، أما أن تخسره فهذا يعني أنه قد خذلك لدرجة يصبح فيها بعدها ميتا بالنسبة إليك.. والأموات لا يعودون سوى في عالم الأحلام.."
كانت الحياة تسير بوتيرة واحدة، كان الوقت يمر ﻷنه مجبر على ذلك، حتى جاء القدر فأوقف الساعة التي كانت تدق في يدها،أعطتني إياها وأمرتني بأن اذهب إلى بائع الساعات لأصلحها، وعندما عدت...
*************************
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
انا من الناس يلي كتير بحترم كتاباتك. بحسدك انك بتقدري تمسكي اللحظة و مع أناملك السحرية بتصير قصة .