syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
بانتظار الحرية ..... أعيش... بقلم : زهرة اللافندر

*حدث في مثل هذه الفترة من أحد الأعوام الماضية و خلال لحظة اغتسال روح بمطر يومٍ شتائيِّ عاصف  أن أقرّت محكمة عقلي قراراً غير قابل للطعن يقضي بحكم مشاعري و قلبي بالسجن المؤبّد مع الأشغال الشّاقّة بتهمة القتل العمد للحبّ......


 و حدث ما حدث و منذ تلك اللحظة بدأ قلبي بتنفيذ الحكم.. لم يكن وحيداً في سجن المشاعر المقيّدة و سمع في ذلك السجن العديد العديد من القصص المؤثّرة لقلوب أخرى حكمت بأحكام عديدة و متنوعة ..... و أصبح لديه أصدقاء كثر من القلوب المحطّمة، و استمرت حياة العذاب و فقدان الحرّيّة.

 هذه سنوات و سنوات كان خلالها قلبي المسكين صامتاً و كأنّه لا يزال تحت تأثير الصدمة... صدمة الظلم الّذي أحاق به، وكان ينظر حوله بعينين متعبتين من إرهاق التفكير و ظلام الوحدة.... و بقيت أيامه تتكرر متشابهة لا يتغيّر فيها شيءٌ سوا إطلاق سراح بعض القلوب الأخرى أو التّعرّف على قلوبٍ محطّمةٍ جديدة حكم عليها حديثاً....

و كثيرةٌ كانت محاولات محامي العائلة المختص بمثل هذه المشاكل لإقناع قلبي بالدّفاع عنه و التّقليل من سنوات الحكم و يأتي الرّد دائماً بالرّفض و دون وجود أيّ سببٍ مقنع و لم يكن لذلك من تفسير إلّا الاستسلام و الاعتياد على النّمط الحاليّ من الحياة المقيّدة.....

*هكذا..... إلى أن جاء.....

 جاء حاملاً معه مشاعل النّور و شموع الحرّيّة.... أتى ليغير تاريخ قلبي و يقلب موازيين حياتي .....  و يا لمفارقة القدر كان محامياً.... محامياً أتى ليدافع عن قلب أخته البريء المحكوم بالخيانة ظلماً و بهتاناً.....و كان قلب أخته صديقاً لقلبي جمعهما الظلام أياماً و أشهراً و سنين في السّجن......

نظر إلى عينيّ نظرةً لن أنساها ما حييت و قال: \"شكراً لك على كل ما قدمته من مساعدةٍ و دعمٍ لأختي         و أعدك أنّي سأخرجك من هنا و أعوّضك عن كل ما فاتك من أيامٍ جميلة يستحقّها قلبك البريء\".حدث هذا في أول لقاءٍ لنا معاً.....  آمنت به منذ اللحظة الأولى و عرفت أنّه قدري....و كالغريق الّذي يستجدي من ينقذه و يبحث عن قشّةٍ صغيرة تساعده ..... انتظرت أنا.... انتظرت وعداً أتاني من شخصٍ غريبٍ لا يجمعني به شيئاً سوى لقاءً يتيماً و قلباً ممزّقاً ،خرج فيما بعد من السجن، هو قلب أخته.....

*ترى هل يصدق وعداً؟؟؟..... سؤالٌ سألته نفسي لقلبي يوميّاً مراراً و تكراراً..... و انتظرت.... انتظرت.... و مرت سنة .... سنتان.... ثلاث ولم يأت بعد....و بدأت نفسي تفقد الأمل و تسرّب اليأس إلى قلبي أيضاً.... لكنّ عقلي أبى أن تكون الحريّة إلّا من خلال الوعد الّذي رأته عيناي بعينيه....

*الآن و بمرور خمس سنوات على الوعد.... بقي كل من قلبي و عقلي يبحثان عن الحرّيّة المنشودة.... ما زال البحث مستمرّاً.... و ما زال الانتظار قائماً.......

 

2010-12-14
التعليقات
الســــ حسام ــــــوري
2011-01-15 07:11:18
()
الطريقة سلسة ومرنة .. وواضح فيها المخزون الفكري والأدبي والتذوق الموسيقي لما تكتبه الأخت العزيزة ... ملاحظه الطريقة ذكرتني بنمط العظيم جبران خليل جبران .. شكرا لك ودمتي

سوريا
زاهر طعمة
2011-01-02 17:17:17
فات الميعاد
كان يجب أن تضعي عنوانا لمشاعرك المتدفقة ف ا ت ا ل م ي ع ا د لأنك تنتظرين ميعادك الذي ربما لم يأتي و لن بكلامك صدقا و صورا رااائعة مع بساطتها ثم تحولت الى من يرمي أجزاء روحه ببساطة أمامنا كوني طائرا و لا تكوني دجاجة الدجاجة وحدها من يبفى منتظر موعد المطر أنت طائر حر سيحلق بكل أحلامه بعيدا.. أنا أثق بهذا و ‘ت كان هذا السجن الذي تحدثت عنه ما هو إلا انتظار للغيث سأنظر في السماء دائما علي أراك فأنت السماء مسكنك.. كندة أدبيا عليك أن تكوني أعمق...مع أني لا أنكر أن في بساطتك جماال

سوريا
سلمونية
2010-12-20 14:17:52
تعليق
أجد هذا النوع من الكتابات مجموعة مركبة من الكلمات لا أكثر, وصف المشاعر اعتيادي و تقليدي, الموضوع أقرب إلى الطفولة و يفتقر للنضج ,لم يمتعني هذا المقال, اخرجي من حدود القلب و دعي خيالك يسرح روحياً و عاطفياً و ليس مادياً و ابتكري أفكاراً لها معنى و هدف و تأثير ,

سوريا
كنان محمود ابراهيم
2010-12-19 13:33:43
الحرية لكل نساء الأرض
لربما أرى في هذه القصة القصيرة شكلا مشتركا في الادب الأنثوي العربي الذي يشكل الحب و الصدمة جزءا كبيرا لا يتجزأ منه... أعجبني النسج و اللغة .. لكني اتمنى لكل نساء الارض ان يتحررن من سلطة هذا الاحمق المدعو قلبا.. أنت أكبر من حالة انتظار لوعد .. أنت أهم من أن تحتجزي نفسك في جدران .. و تقفلي الابواب.. أنت الأنوثة بجبروتها و لطافتها و تناقضاتها و جمالها .. أتمنى لك التوفيق في كتاباتك الأخرى .. كما ألمسه في هذه المساهمة.. لا تتوقفي عن الكتابة ..اذا وفى هذا الرجل الوعد بكلامه.. لا تتوقفي!!

سوريا
عاشقة الغيث..L
2010-12-19 02:03:23
جميل جدا
أثرت كلماتك في نفسي في قلبي وفي روحي أتمنى أن أرى في مساهمتك القادمة نور الأمل قد أشرق ع قلبك وانتهى انتظارك بالخلاص من هذا السجن

سوريا
خالد حسن
2010-12-16 14:10:05
......
اسلوب رائع و فكرة جميلة احتنا الكاتبة فلولا الامل لانعدمت الحياة .. لكن لا تيأسي و لا تربطي مستقبلك بشتات الماضي و لا تعيدي قرائته فما حدث قد حدث ابحثي عن حاضرك و مستقبلك . و عيشي ايامك بما قسمه الله لك .... موفقة اختنا الكاتبة دمت بخير ( اكرر اعجابي بالفكرة و الاسلوب )

السعودية
Bassel
2010-12-15 14:47:55
الأمـــل ابتكــــار
للقادم نصلي لأننا محكومون بالأمل ..مشاركة ممتازة .. تابعي بالكتابة والأمل..

سوريا
علي أحمد
2010-12-15 13:14:29
كما تقول أحلام
أحبيه كما لم تحب امرأة وانسيه كما ينسى الرجال تحياتي لك

سوريا
lama
2010-12-14 20:38:07
الى الامام
أعجبني الاسلوب و الفكرة رائعة الى الامام لا تيأسي نحن بانتظار المزيد من كتاباتك

السعودية
مدام توسو
2010-12-14 18:29:42
محاولة جيدة
محاولة جيدة .. لكن اتمنى منك التنويع في المساهمات القادمة.. الحب جميل لكنه ليس كل شيء في الحياة...لا تقيدي نفسك به..وانطلقي لتري عيونا جائعة و ثقافات لا تقل اهمية عن ثقافتنا .. ثقافتنا التي جعلت جل هم الفتاة ان تتزوج و تكون عائلة... ادرسي عزيز نيسين اكثر وستعلمين ما اقصده...

ألمانيا
زهرة اللافندر
2010-12-14 16:47:20
إلى عاشقة البحر
صديقتي عاشقة البحر لم أفهم تعليقك فإذا كان نقد بناء يرجى الإيضاح أكثر و ذكر الأسباب و شكرا

سوريا
عهد ابراهيم
2010-12-14 02:08:13
لا تيأسي
لا تجعلي أي علاقة تؤثر بك سلباً ودائماً أعطي لنفسك الفرصة لحب جديد وأمل جديدوإفتحي بابك للحب وأعطه فرصة ليدخل قلبك مع تحياتي لك

سوريا
غيث
2010-12-14 01:54:13
ثابري الى الأمام
اعجبني الأسلوب و كذلك الأمر بالنسبة الفكرة لكني اعتقد انها يجب ان تكون مع الخواطر و ليست القصص القصيرة فهي اقرب الى الخاطرة من القصة القصيرة أتمنى أن أقرأ المزيد من كتاباتك فلا تترددي بالنشر و شكرا

سوريا