بين الحين و الآخر يتحفنا البعض بأفكار وفتاوى تجعلنا في حيرة من أمرهم، وترسم على شفاهنا بسمة ، و تضع في عقولنا دهشة ؛ مثل جواز التلصص على المرأة و هي تستحم ( إن كان الغرض شريفاً!) و فتوى إرضاع الكبير ، وآخرها تحجيب أثداء الدواب.
في أيام طفولتنا و مراهقتنا وشبابنا ، كنا نرى في ريفنا الجميل أنواعاً مختلفة من الدواب كالبقر و الغنم و الماعز. ولم يخطر ببالنا أبداً ــ لا من قريب و لا من بعيد ــ أن (نبصبص ) على اثدائها ، أو سيقانها .
اليوم يظهر علينا من يريد أن يضع حجاباً على أثداء هذه الدواب ، لأنها تثير الغريزة الجنسية (بنظره) .
نخشى أن يأتي يوم قريب و يطالب بمنع بعض الخضار و الفواكه كاليقطين و الخيار و الجزر و الموز من الأسواق بحجة أنها تثير الغريزة الجنسية أيضاً! وبذلك يقطع أرزاق الكثيرين . وهذا الكلام ليس من الخيال ، فقد أفتى أحدهم بأنه لا يجوز للمرأة أن تمسك بيدها هذه الأنواع من الخضار دون تقطيع ، و إنما يجب على الرجل أن يقطعها لها أولاً.
إني أعبد الله سبحانه و تعالى ، و أؤمن به إلهاً وخالقاً ورباً و رازقاً ويستحق العبادة عن جدارة ، وبلا منازع . ومع ذلك فقد جعلني ذلك المفتي و أمثاله أغني:
(( هزي يا نواعم بخصرك الحرير ... وخلي الشعر الناعم مع الهوا يطير)) ...
https://www.facebook.com/you.write.syrianews