أقل وصف عن الجرائم التي يندى لها جبين الإسلام ، قبل البشرية ، هي تلك التي ترتكبها الجماعات المتخفية بعباءة الإسلام وفي مقدمتها داعش !!.
كنتُ أسمع روايات لا تُصدّق من أصدقاء جزائريين، حينما كنت في الجزائر في أواخر التسعينيات، عن الممارسات الوحشية للجماعات الإرهابية التي تتحصن بالجبال وتهاجم البلدات والقرى ليلا كما الوحوش الضارية لتسلب وتنهب وتقتل وتسبي وتقطع رؤوس الأطفال ويعلقونها كما اللوحات على حيطان بيوتهم، أو يُثبِّتونها بمسمار طويل، كما روى لي بعض الموثوقين !! لم تكن تكنولوجيا الاتصالات والتواصل كما هي عليه اليوم ، ولذا لم يكن تصديق هذه الروايات سهلا حينها !!.
سألتُ أحد المتابعين والمهتمين من الأصدقاء الجزائريين عن مبرّر الإرهابيين لتثبيت رأس طفل مقطوع بمسمار في الحيط ، فأجاب: هم يعتقدون أنهم يريحونه من هذه الحياة ويرسلونه بذلك إلى الجنة قبل أن يكبر ويترعرع في هذا المجتمع (الفاسد الفاسق الفاجر الموبوء) البعيد عن حكم الله ، حسب اعتقادهم ..فهم يخلصونه من الآثام والذنوب قبل أن يتلطّخ بها !!.
كان الأمر صاعقا وغريبا وأكبر من أن يتحمله عقل أو يصدّقه إنسان ، ولكنه كان حقيقة ..
هذه الحقيقة المُستنفِرَة والمُقزِّزة لمشاعر كل إنسان على سطح هذا الكوكب تتكرر وبشكل أبشع وأقرف من الحالة الأولى بأضعاف المرّات !! فهناك يُعلّقون رأس الطفل على الحائط ، أو يُثبِّتونه بمسمار ، بينما إرهابيي داعش يقطعون الرأس ويعطونه للأولاد ليعبثون به ويلهون ويلعبون به وكأنه طابة (كُرَة) كما فعل ذاك الداعشي المتوحش الذي صوّر ابنه على اليوتيوب وهو يلعب برأس بني آدم !!
لم يعد ينقصهم سوى تشكيل فريقَيْ (كُرَة رأس) بدل فريقِي كرة قدم، من داعش والنصرة ، وممارسة رياضة ( كُرَة الرؤوس) بدل كرة القدم ،بتحكيم من الحكَم الدولي الكبير لكرة الرؤوس المدعو ( رجب طيب أردوغان) ، يساعده على الميمنة في التحكيم حاكم قطر وعلى الميسرة بندر بن سلطان ، وجمهور المتفرجين من الجبهة الإسلاموية ، وشقيقاتها ومؤيّدِي الفريقين يهتفون ويصفقون على مقاعد الملعب ، منهم من يُشجِّع فريق داعش ، ومنهم من يُشجِّع فريق جبهة النُصرة!!.
أكيد سيشجِّع ميشيل كيلو فريق جبهة النصرة في هذه المباراة ، بينما سيشجِّع جورج صبرة فريق داعش ، وإن كانت (الكُرَة الرأس) لأحد مسيحيي الموصل فستكون أمتع مباراة (كرة رؤوس) لدى ميشيل وجورج حتى يؤكّدون للنصرة وداعش أنهم ليسوا طائفيين وكل عمرهم يعيشون مع داعش والنصرة وأخواتهم بوئام ومحبة وتسامح إلى أن جاء (النظام السوري ) فحرَّض وفرَّق بين الأهل والأحبّة !!.
أما إن كان (الرأس الكُرَة) لأحد (الإيزيديين) فسوف يقوم بنقل المباراة مباشرة على الجزيرة مُقدِّم (برنامج الزعيق والزعيق المعاكس) وسيُمتِع المشاهدين بالوصف الحي والمباشر بعصبيته وتوتره المعروف وصوته الذي يطلق عليه أهل قريته ومنطقته ، صوت (العو) .. كناية عن شدة الزعيق وربما كناية عن شيء آخر .. لا أدري ..
هل قرأتم في التاريخ شيئا مشابها؟؟ وهل هذه المخلوقات قادمة من هذا الكوكب أم أنها مخلوقات شيطانية هبطت من كوكب آخر ؟؟ وهل هذه هي (ملائكة) السعودي محمد العريفي التي رآها في نومه تهبط على خيول بيض وتُقاتل لإعلاء كلمة (الشياطين) وليس كلمة الله على الأرض،، ثم تختطف النساء لتبيعهم سبايا ويخرج صالح الفوزان ليفتي بأن(سبي النساء حلال!!) .. يعني اختطاف النساء واغتصابهن حلال !! يعني خطف زوجاته وبناته واغتصابهن حلال !!.
لا تستغربوا إن فتحتْ داعش محلات لبيع (كُراة قدم من رؤوس البشر) في عدة عواصم تهوى هذا النوع من ( الطابات أو الكُراتْ) كما الدوحة أو أنقرة واستنبول والرياض وجدّة حيث يقصدها السائحين وربما يشتري كل منهم (كرة رأس) لبني آدم بالحجم الذي يرغب !! . ليست الوحوش المفترسة هي المتوحشة وإنما هؤلاء المخلوقات التي تشبه البشر شكلا فقط ، هي المتوحشة !!.
هل يكفي تبني مجلس الأمن الدولي لقراره 2170 مساء الجمعة 15/8/2014 بمنع تمويل وتسليح داعش وجبهة النصرة كي يكبحوا جماح الإرهاب ؟؟ . بالتأكيد هذا لا يكفي .. وكان بموازاة ذلك يتوجب على المجلس أن يضع في صلب القرار فقرات في غاية الأهمية ومنها :
إلقاء القبض فورا على كل من يدّعون أنهم دُعاة ورجال دين، من أمثال العريفي والفوزان وشافي العجمي وغيرهم من المُحرِّضين ، في أي مكان كانوا، وإحالتهم إلى محكمة الجنايات الدولية ، للتضليل بالشباب وتشجيعهم على ممارسة الإرهاب والخطف والقتل والاغتصاب !
ووضع المناهج في الدول المُفرِّخة لثقافة التكفير والإرهاب والتحريض الطائفي والمذهبي والديني، تحت إشراف دولي كما اليونسكو..
وإلزام حكومات هذه البلدان بتدريس مادّة حقوق الإنسان كما نصّت عليها شرعة حقوق الإنسان بدءا من (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون أول عام 1948 ، وحتى إعلان فيينا الصادر عن المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان في أواخر حزيران عام 1993 ، والذي اشتغلتُ شخصيا بأعماله التحضيرية سنتين في جنيف قبل موعده .. واعتبار حقوق المرأة هي من حقوق الإنسان رغما عنهم ، كما جاء في الإعلان ، وعلى المُفوّضة السامية السيدة بيلاي إيلاء هذه المسائل أهمية قصوى ومتابعتها كما يتطلب واجبها ، لا أن تصم الآذان والعيون عنها وتتبنى معلومات وتقارير بحق هذا البلد أو ذاك تفبركها مجموعات وتنظيمات ومنظمات تمولها وتدعمها وتخطط لها حكومات ودول هي الأكثر انتهاكا لحقوق الإنسان ، وخاصة المرأة ، في العالم !!.
ودور المؤسسات الإسلامية وعلماء الدين المسلمين الصادقين ، وليس المُزيَّفين والمنافقين ،لا يجوز أن يبقى خجولا وكسولا بهذا الشكل ، بل يتوجب اتخاذ إجراءات أكثر جدية وتتناسب على الأقل مع هذا الخطر الداهم على الإسلام ، أولا ، وعلى البشرية ثانيا، فلا يكفي أن تكون ردود الفعل على مستوى أفراد وأشخاص، والقول أن أفعال هؤلاء ليست من الإسلام ، أو أنهم خوارج العصر ، أو ما إلى هنالك!!
بل يجب أن تكون الفتاوى على مستوى مؤسسات تفتي بشكل واضح لا لبس فيه، وعلى مستوى التحدّي !! فيجب إصدار فتاوى واضحة وصريحة بحقهم تُبيّن ما هو حكم الإسلام بهم ؟ فإن كانوا كُفّارا أو مرتدِّين فليقولوا ذلك ويتم التعامل معهم على هذا الأساس ، وإن كان ينطبق عليهم وصفا آخرا فليجمعوا عليه ، وإن كان هؤلاء هم أحفاد أبي لهب وأبي جهل فليقولوا ذلك أيضا عبر فتاوى رسمية تصدر عن كافة المؤسسات الإسلامية من خط مراكش وحتى جاكرتا, حسب تعبير أحد الظرفاء !!
وإلا لن يكون الإسلام فقط ثلاث وسبعون فرقة ، كما رُويَ عن الرسول(ص) ، وإنما سيكون بعدد المسلمين في العالم وسيكون لكل مسلم إسلامه، يحلل ويحرّم كما تتطلب مصالحه وتشتهي غرائزه ..مع التأكيد أن الرسول (ص) لم يقُل أن هناك فرقة ستكون هي الناجية ، وإنما هذه الجملة مُضافة لآخر الحديث وليست من صٌلبه ،ولا علاقة لها به .. فلا يُمَنِننَّ نفسه أحدا ....
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
عفوا يا صاحب المقال الدواعش مجرمون ومتوحشون ولكن ايضا الشبيحة هم اول من قام بهذا النوع من الاجرام في سوريا فلماذا لا تتناولهم بمقالك
و لكن لم يتناول ممارسات النظام من مطلع الثمانينات مرورا بعام الفين و الازمة الراهنة. نتمنى على الكاتب تناول هذا حتى لا نكيل بمكيالين
بس يا دكتور يلي عم يقتل الأطفال بالبراميل المتفجرة ليست حاله بأحسن لان الموت هو موت في النهاية بعض النظر عن طريقته
بلا ادنى شك المقال جميل جدا ,وممتع
يعني بدك توصل الكاتب ع السجن ؟ وتخرب بيتو ؟طيب احكيلنا انت شو عندك من الثمانين وحتى اليوم