يبدو لم تصل المنحة التي (تكرّم) بها أبو بكر البغدادي لكافة المقاتلين في كافة الجبهات كي يشتروا أضحية العيد فما عساهم فاعلون ؟؟ الأمر سهل جدا بتفجير سيارة مفخخة أمام مدرسة الأطفال في حي عكرمة بمدينة حمص تتناثر بعدها أجساد الأطفال الغضة إلى مئات القطع المتناثرة !!.
هكذا أمرهم (الإسلام) : إن لم تجد المال لشراء أضحية فما عليك إلا بقتل ما أمكن من الأطفال لحظة خروجهم من المدرسة فهذه أغلى أضحية عند (ربِّ) القتلة والمجرمين !! فأليسَ التراب صالحا للوضوء حينما ينفقد الماء؟؟ كل شيء بالإسلام يمكن تفسيره وإيجاد البديل له بسهولة، لا يحتاج إلا لفتوى بسيطة، فأليسَ الإسلام دين اليسر وليس دين العسر ؟؟.
إن كان هناك من ربٍّ يأمر بذلك فهذا ربُّ القتلة والمجرمين فقط وليس ربُّ العالمين الذي قرأنا عنه بالقرآن الكريم !!فربُّ العالمين جميعا الذي نحمَدَه في أول سورة (الفاتحة) حاشاه من ذلك !!. إن كان هناك من ربٍّ يأمر بذلك فيجب على المجتمع الدولي وضعه على رأس قائمة الإرهابيين الدوليين المطلوبين للعدالة والقبض عليه بكل الأثمان وإحالته إلى محكمة الجنايات الدولية ليلقى حسابه العادل كما كل مجرم على سطح هذا الكوكب !!..
ليس هذا (الربُّ) لوحده من يجب أن يُحال إلى المحكمة الجنائية الدولية ، بل كل من يتبعون هكذا ربّ فيجب أن يكونوا بجانبه في قفص الاتهام ، ومن خلفهم يجب أن يكون كل المنحطين الحاقدين الطائفيين القذرين الذين لا شأن لهم على مدار الساعة سوى التحريض الطائفي والمذهبي ، إما على الشاشات وإما في مواقع التواصل الاجتماعي وإما على صفحات الجرائد ، هؤلاء جميعا ينطبق عليهم قرار مجلس الأمن الدولي 2178 كمحرضين على البغضاء والكراهية وبالتالي نشر ثقافة العنف والإرهاب ويجب القبض عليهم!!
والمصيبة أنهم يحسبون أنفسهم نُخَبَا مثقّفة ، وهذا ما يزيد من وضاعتهم وخسّتهم وحقارتهم ، لأن المُفترَض أن يكون دور المُثقَّف هو التوعية وليس الانحطاط ، فالثقافة رسالة إنسانية وليست رسالة شيطانية ، فهذه ليست ثقافة !!. وأخشى أن لا يكون الفاعلون ينتمون إلى ثقافة الاعتدال التي تراهن عليها الولايات المتحدة وتحالفها الدولي!!.
لا أعرف ولا طفلا ممن قضى في هذا التفجير الحاقد أمام مدرسة عكرمة ، ولا أعرف أبَ ولا أمّ أحد بينهم ، ولكن لو كانت هذه الجريمة المروّعة بحق أطفالٍ للشياطين في الغابات لهزَّت ضمير الإنسانية !! فهل مَن فعلها لديه شيء من حسّ البشر ؟ وهل ينتمي لفصيلة البشر ؟؟. أطفال لم يبلغوا حتى عمر الورود ، ما زالوا براعم لم تتفتح ، أطفال لا يعرفون معنى الحكاية ، فما هو ذنب هؤلاء ؟؟. ليتصوّر كل أبٍ وأمٍّ نفسيهما وقد استيقظا صباحا باكرا لإعداد السندويشات(العرائس) للأطفال ووضعها في حقائب المدرسة ويلبسونهم (مريول) المدرسة ويخرجون معهم إلى باب الدار وهم يدعون لهم بالسلامة ويوصونهم بدروسهم ، وأن ينتبهوا من السيارات ويشبكون أياديهم ببعض وهم يقطعون الشارع ، وأن لا ينسوا أكل السندويشات في أول فرصة ، وأن ينتبهوا على ثيابهم ، ويرمقونهم بعيونهم وبتكرار التوصيات حتى يبتعدوا عنهم ، وتنخرط الأم في إعداد الطعام لهم قبل عودتهم من المدرسة
وبينما هي تنتظر هذه اللحظة ، يأتيها الخبر الصاعق أن أطفالها تحولوا إلى أشلاء مخلوطة بأشلاء أقرانهم بانفجار انتحاري أو سيارة مفخّخة ؟؟. ألهذه الدرجة هو الحقد ؟؟ لم يقضوا فقط على أطفال وأحلام أطفال بريئة يتطلعون نحو المستقبل ، بل قضوا على أحلام وآمال كل آبائهم وأمهاتهم الذين كانوا يرون الحياة من عيون أولادهم !! كانوا ينظرون لأولادهم في اليوم مائة مرة ويرفعون أياديهم إلى السماء ألف مرة أن يحفظ لهم أولادهم وأن يوفقهم ويقيهم كل شرٍّ وكل مكروه، كما كل أبٍ وأمٍّ !!..
ربّما سيخرج من يبرر هذا الإجرام بأن أطفالا آخرين قتلهم (الجيش) والطائرات !! وهنا أقول أن كل قتلٍ متعمّدٍ لأي طفل، وأؤكد على كلمة ( متعمّدٍ ) هو جريمة !! ولكنني لم أسمع أن الجيش وضع سيارة مفخّخة ، أو أطلق قذيفة ليقتل بها الأطفال عمدا !!. يتحدَّثون عما حصل في الغوطة الشرقية في آب 2013 ، وأقول أن ما حصل هو جريمة مُدانة ومُستنكرة بكل المعايير ، ولكن حتى مخابر التحليل الغربية والأمريكية التي حلّلَت المادة الكيماوية المُستخدَمة هي من قالت أن هذه المادّة المستخدمة ليست ممن يمتلكها الجيش السوري !!. وأعتقد بيَّنت التطورات لاحقا من كان المستفيد من تلك العملية الإجرامية بالغوطة الشرقية ولماذا فعلها من فعلها !! وأن الغاية كانت إيجاد ذريعة تُستخدَم لنزع السلاح الكيماوي السوري الذي كانت إسرائيل وأمريكا تسعيان بكل السبل لتدميره والتخلص منه قبل سنين طويلة ، ولم يجدا حيلة لذلك إلا بسيناريو الغوطة !!..
إلى متى لعبة الموت هذه ؟؟. إلى متى سيبقى السوريون ينزفون دما في لعبة الأمم القذرة على أراضيهم ؟؟ هل هذه هي الأرض التي بارك الله بها ؟؟.
ثلاث سنوات ونيِّف وسورية تتخبط بدمائها ، ولا بصيص أمل يلوح في الأفق بقرب نهاية هذه الكارثة الوطنية الدموية !!.. ثلاث سنوات ونيِّف أضحت خلالها كل مخابرات العالم ، وإرهاب العالم يرتع ويسرح ويمرح على الأرض السورية !! ثلاث سنوات ونيِّف وسورية موضع شماتة وسخرية وضحك العالم !! ثلاث سنوات ونيِّف وأي من أطراف الصراع لم يتمكن من حسم الأمر لمصلحته ، ولن يتمكن ، لأن هذا هو قرار الإرادة الدولية : أن يطول الصراع ويطول ليقضي على البشر والحجر والشجر !!..
فماذا ينتظر السوريون ؟؟.
إن من حق كل سوري أن يدلو بدلوه (لأن الجميع يدفع الأثمان بلا استثناء) ويُعبّر عن رأيه ويقترح ما يراه مَنفَذا ومَنقَذا لخلاص بلده وشعبه من هذه المأساة التي فاقت كل تصوُّر وجعلت من السوريين (شحَّاذين ومتسوّلين) في كل أرجاء الكرة الأرضية ، بلا وطن ولا كرامة ولا مكانة ولا حاضر ولا مستقبل !! باتَ السوري يخجل من هويته ، ويخجل من جواز سفره ، هذا إن كان يحمل جواز سفر !! فيشعر وهو يتنقل بين الحدود أو بين المطارات وكأن كل من يُدقّق بجواز سفره يقول : مسكين هذا (المخلوق) فهو هارب من وطن الجحيم ليجد مكانا يأوي إليه تحت الشمس وينام بأمان حتى لو تحت لحاف السماء وفوق فراش التراب !!.
هكذا أصبح وضع السوريين الذين كانوا يتباهون بالأمن والأمان في بلدهم ، رغم كل ما ساده من فقر وبطالة وغلاء، وتحكُّم مائة عائلة باقتصاد البلد ومقدّراته كما صرّح مرارا المرشّح السابق لرئاسة الجمهورية (حسان النوري) ،وسيادة الشخصنة والمحسوبية وانعدام كل المعايير وتكافؤ الفرص بالدولة ، وغرْسِ كل المشاعر السلبية بالعقول من أن الدولة لأناس دون غيرهم ( وهذا كله كان ، وما زال مرفوضا) ، ولكن كان هناك الأمن والأمان ولا خشية من سيارة مفخخة أو قذيفة طائشة !!.
اليوم يتحدث الجميع أن لا حل في سورية إلا الحل السياسي بما فيهم القيادة الروسية، والرئيس أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 24/9 ، وكذلك أمين عام الأمم المتحدة، وأيضا المعارضة السياسية وبعض أطيافها العسكرية ، فضلا عن الموقف الرسمي للحكومة.. !!. فماذا ينتظر السوريون ؟؟.. وإلى متى سيستمر الدمار والدماء والتهجير والخطف والقتل وزيادة الفقر والفاقة والبطالة وانعدام الأمن والأمان، والغرق في مياه البحار والشحاذة على أبواب العالم ؟؟.
حينما نقول أن الحل هو سياسي ، أي أنه لا يتم إلا عبر التفاوض !! وفي التفاوض لا يمكن لأي طرف أن يحصل على كل ما يصبو إليه ولا يمكن لأي طرف أن يلغي الآخر !! فعلى كل طرف أن يقدم تنازلات ، وهذه ستكون من أجل سورية وشعبها وليس من أجل أشخاص أو أطراف !!.
الإقصاء لا يفيد وإنما يصب الزيت أكثر على النار !! التخوين لا يفيد وإنما يصب الزيت على النار !! اتهام كل طرف للآخر بالتآمر وبيع البلد للقوى الخارجية ، هذا أيضا لا يفيد وإنما يزيد التعقيد تعقيدا !! الخطاب التحريضي الطائفي والمذهبي لا يفيد ،بل هو سلوك حقير ومنحط ولا يفعله إلا كل حقير ومنحط !! وحينما يكون الفاعل من المحسوبين على المثقفين ، فهو أكثر من حقير ومنحط ، إنه حاوية قمامة مهما كانت الأوصاف والألقاب التي يحملها ،وكما أشرتُ سابقا ، فيجدر بالأمم المتحدة القبض عليه بموجب قرارها الأخير 2178 تاريخ 24/9 لأنه يساهم في صناعة الإرهاب ويُغذِّي ثقافة الإرهاب!!.على السوريين أن يستفيدون من تجارب أقرب البلدان العربية لهم ،وهما العراق ولبنان حيث لم تحلّ الحروب مشكلة لديهم ولم يتمكن أي طرف من المتحاربين أن يلغي الآخر!!
البشر تعِبت وأصبحت تكره كلمة (حرب) وتتوق لكلمات أخرى كما : عمّل – وظيفة – بيت – راتب – مشوار – أمن – أمان- تنمية – تطوير – كهرباء – ماء .... لماذا قَدَرُ السوريين أن يعيشوا دوما الحروب إما خارج حدودهم أو بداخلها ؟؟ هل هي لعنة الملك أوديب ،ملك طِيْبَة في الميثولوجيا الإغريقية ؟!..
..............................
** الكاتب يحمل ماجستير بالعلوم السياسية ودكتوراه في التاريخ العام – مدرس بكلية الآداب بجامعة دمشق بين 1978-1980 – دبلوماسي سابق مرتبة وزير مفوّض
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
ان الاحقر هو من لم يحتج او يكتب مقالة او تعليق عند قتل الاطفال من غير منطقة بسورية. ان من يقذف بالبراميل والسكود والكيماوي منطقة مأهولة باطفال هو مجرم مثل من يذبح ويفخخ سيارات ويقتل بالرصاص. قتلهم الله جميعا وقتل من يشجب بعضهم ويهلل للبعض الآخر.
لو كانت غيرتك صادقة على بلدك لكنتَ كتبتَ اسمك الصحيح ولكن عدم فعل ذلك يعني أنكَ غير صادق وتنطلق من شخصنات وليس من وطنيات
شو هالحقد وهالاجرام ؟ ان مقتل طفل بالصدفة يحزننا ويدمينا أي كان وفي أي مكان كان فما بالكم أن يكون القتل متعمدا وبدم بارد كما هذه الجريمة ؟ وإن من هم أكثر إجراما وحقدا هم من بنبرون لخلق المبررات والذرائع .
هناك من يطرحون سياسة التطهير الديني والمذهبي في سورية بكل صفاقة ، وهناك (مثقفون) يتعاطفون معهم بكل صفاقة . وهناك وقحون يحدثونك أن سورية مسلمة ولا مكان بها إلا للشريعة الاسلامية ، فهل من عنصرية أكثر من ذلك ؟ في الغرب المسيحي لا نسمع هذه العنصرية ونرى ملايين المسلمين ومساجدهم ونرى وزراء ووزيرات مسلمين . وزيرة التعليم العالي في فرنسا مسلمة مغربية وشابة عمرها بالثلاثين بينما البعض لا يتحمل منظر كنيسة وصليب في بلاده على أساس أن هذه بلاد مسلمة وبس .ونسوا أنها قبل أن تكون مسلمة كانت مسيحية.شو هالتعصب
لماذا بعض المسلمين عاجزين عن تحمل أي انسان من غير لونهم ؟ وينظرون له بعدائية وعدوانية لمجرد انه من غير لون ؟ لا تقولوا لي هذا غير صحيح إننا نعيش بالمجتمع ونرى كيف البعض تتفتح عيونهم على الحياة وعقولهم على الطائفية وكراهية الآخر . لماذا هذه التربية ؟ولماذا هذه النظرة العنصرية ان البعض فقط للجنة وكل ما عداهم للنار ؟ كفى حقدا وكفى تربية الاولاد على الحقد من صغرهم كفى .
أؤكد على ما جاء في المقال أن أحقر نوعية هم من يعتبرون أنفسهم مثقفون ولكن الحقد الطائفي يسكن خلاياهم ويدور في شرايين دمهم ولا يرون أي نزاع سياسي إلا من منظور طائفي . ويتحدثون بلغة الاقلية والأكثرية وهذا قمة التعصب والإنكار ، فليس بالوطن أقلية وأكثرية ، بالوطن مواطنون فقط ومتساوون جميعا بنفس الحقوق والواجبات ولا يوجد أصحاب ذمة وغير ذلك هذا قمة التعصب .الأقلية والأكثرية بالسياسة والبرلمان وليس بالمجتمع .وإن لم يعي الجميع هذه الحقيقة ويتوقف الشحن الطائفي على اسس أغلبية وأقلية فسورية تسير لحتفها.
مقال رزين وعاقل وصرخة وطنية صادقة للموالاة والمعارضة بنبذ العنف وبالحل السياسي ويستنكر قتل الاطفال أينما كان ولكن للأسف هناك بعض الحاقدين الذين يكتبون قبل أن يقراون . سورية بحاجة لهذه الأقلام ، بحاجة لصوت العقل ،وليس لاصوات الحاقدين الصغار الذين يفرحون لقتل الاطفال وهم يخرجون من المدارس . القتل كله مرفوض فكيف ان كان قتلا متعمدا لاطفال مدارس . ثم من قال لاولئك الحاقدون أن كل التلاميذ هم من لون واحد؟ بينهم مسيحيون ومسلمون من كل المذاهب . وحي عكرمة تقطنه من كافة المذاهب وخاصة المهجرين من أحياء أخرى
قتل الله كل من قتل او امر بقتل اي طفل او امراة او اي سوري بريء. هذا ينطبق على السيارات المفخخة والقذائف السكود والكيماوي والبراميل. اكره المنافقين اللذين يرون اطفال من لون واحد فقط. لم اكن اتصور انه هناك الكثير ممن لا يستحقون اي احترام بهذا الوطن الغالي.
****** ... رحم الله أطفال سوريا أينما كانوا ومن أي مدينة كانوا ..ولا بارك الله بقتلة الأطفال أينما وجدوا ... آمين
الكل يساهم بتدمير البلد والصراع هو على السلطة وكل طرف يستخدم ما لديه من أوراق داخلية واقليمية ودولية والضحية هو الشعب وسورية بحاجة لصوت العاقلين
انا لست مع سياسة التطهير العرقي وسوريا لكل ااسوريين ولكن هذا لن يتم دون محاسبة المجرمين وتسليم السلطة للشعب وعودة الحقوق الى اصحابها الحقيقيين ونزع كل المزايا والألقاب والمنافع التي طالت فئة بعينها دون سواها من السوريين وتفتيت الاجهزة الامنية التي ذلت الناس وهدرت كرامتهم ومازالت تفعل واعادة هيكلة الجيش ليصبح جيش وطني بمعنى الحقيقي اما ما اشار اليه الكاتب الى عدم مسؤولية الجيش عن مجزرة الكيماوي فهو هراء والا لكان فتح وسمح بالتحقيق المحايد وماعدا ذلك اي كلام عن ااسلم الاهلي هراء والحرب افضل منه