لا يكاد يخلو منزل أو حي من وجود ذوي الاحتياجات الخاصة مهما كانت .. فهم يعيشون بيننا وهم بشر مثلنا يأكلون كما نأكل ويشربون كما نشرب ويلبسون كما نلبس ويشعرون كما نشعر ولهم أحاسيس كتلك التي نمتلكها ..
إنهم منْ ابتلاهُ الله بفقدان سمع أو بصر أو نطق أو فقد جزء من أطرافه أو كلها أو أسكنها الله ولم تتحركْ بعدها ..
عزيزي القارئ ما كتبتة لك بالأعلى هو كلام يردد كثيراً وسمعناه مرات عديدة ، ولكنْ ألم يأتِ ذلك اليوم الذي نضع أنفسنا مكانهم ولو لساعة زمن ، حتى نتحسس مشاكلهم ونتعرف أكثر على معاناتهم ، ربما نكتشف حقيقة لم نكن نعرفها من قبل ولن نعرفها طالما لم نقتربْ منهم ، فهمْ يعانون من مشاكل أكبر من فقدان بصر وسمع ..
فمعاناتهم الحقيقية تكمن في نظرة مجتمع ، فالبعض ينظر لهم نظرة دونية ويغيبهم عن المجتمع تماماً ، والبعض الآخر ينظر لهم أنْ لا فائدة مرجوة منهم ولا يمكن الاستفادة من خبراتهم في مختلف مجالات الحياة ، وأفضل تلكْ النظرات هي نظرة الشفقة التي تحدق بهم أينما ذهبوا ولا أستثني نفسي لأني كنت من الصنف الأخير الذي ينظر لهم بمنظار الشفقة ولكن ليس بعد اليوم ..
نعم ليس بعد أن اقتربت من أحدهم وتعرفت على مشكلاتهم ..
ليس بعد أن وجدت لهم اختراعاتهم تسطر في المحافل الوطنية والعربية وغيرها ..
ليس بعد أن لمستُ الإبداع منهم ..
ليس بعد أن لمحتُ تلك الروح التي تغذي آمالهم وطموحاتهم ..
عندها فقط عرفتُ أني أنا المعاق عن صنع تلك الانجازات .. والوصول إلى ما وصل إليه بعض ذوي الاحتياجات الخاصة ..
قبل فترة بسيطة التقيت بصديق مقرب لي جداً في أحد المقاهي، وكان برفقته رجل لا يسمع ولا يتكلم فوجدتها فرصه لأتقرب أكثر من ذوي الاحتياجات الخاصة وأتعرف على حياتهم وكيف يقضي أوقاته ، ففي أكثر من مرة تسنح لي فرصة لأتقرب منهم ولكن كان التردد يحول بيني وبينهم وأكتفي بدعوة تخرج من صميم قلبي
( اللهم اشفيه وعافيه مما ابتليته به ولا تبلينا بمثل ما بليته )
فعندما بدأ صديقي بالحديث حول الدراسة والكلية والتطبيق وساعات العمل ويحكي لي عن أغرب ما يحدث له أثناء العمل ، وكنت أنظر إلى هذا الرجل وهو يشاركنا الحديث ويتفاعل معنا وكأنه يسمع دبيب النمل ، فاستوقفت صديقي وقلت له كيف لرجل لا يسمع يستطيع معرفة ما نقول ، فقال انه يقرأ الشفاه جيداً ويتمتع بذكاء حاد وله عدة اختراعات و حائز على وسام من جمعية أمريكية تهتم ذوي الاحتياجات الخاصة ، ناهيك عن تميزه بين أصحابه في العمل ، مما جعل مديره بالعمل يرقيه ويجعله مدير قسم .. وهو متزوج ولديه أطفال يشار لهم بالخلق الحسن والأدب والتميز الدراسي ..
وقس على هذا الشخص أشخاص آخرون نسمع عن إنجازاتهم وتكريمهم من قبل الدولة ومن قبل جهات ذات علاقة بهم .. فسبحان الذي أخذ وأعطى ..
نقطه منتصف السطر ..
أتمنى تفعيل دور جمعيات المعاقين وتوسيع نشاطاتهم قدر الإمكان كما نتمنى تجاوب رجال المال والأعمال في دعم هذه الجمعيات حتى تقوم بدورها على أكمل وجه.
نقطة أخر السطر ..
من فقد سمعه أو بصره أو نطقه أو جزء من جسمه يطلق عليهم ذوي الاحتياجات الخاصة وليس معاق .. فالمعاق هو الذي يشاهد الهدف أمامه ولا يستطيع الوصول إليه والسبب : أن الطموح والحلم والأمل لديهم خارج الخدمة مؤقتاً وربما دائماً ..
أتحسب الإعاقة فقدان بصرٍ وسمع .. أو جسماً سقيماً لا يقوى على الحركة
وربي أن الإعاقة من كان له جسماً .. سليماً معافى .. لم يرقَ به هممُ
يقول الفيلسوف آينشتاين ..
الحياة التي يحياها المرء من أجل الآخرين هي وحدها حياة ذات قيمة ..
ويقول العالم كاريل ..
جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيا من أجله..
مقالة رائعة شكرا يا استاذ محمد مازن الصياد لفتت انتباهي هذه الكلمات لاحظوها معي : جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيا من أجله..
كلنا معاقون بالفعل
الموضوع رائع جداً شكرا لك ولقلمك الفتان
موضوع رائع ابدعت عزيزي بما كتبت ننتظر جديدك
شكرا لك أخي مازن مقال مهم جدا فنحن مقصرون جدا تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة وكما قلت في أغلب الأحيان أشعر أننا نحن المعاقون واسمح لي بهذه المناسبة أن أتوجه بالتحية لخلدون سنجاب الذي نعرف كلنا قصته وعزيمته واصراره على تحدي الإعاقة
و الله كل ما تكلمت به صدق ، فكم منا نحن المعافون معاقون عقليا و جسديا عن تقديم الإنجازات ، أعجبتني مقالتك و جزاك الله كل خير
مقالتك روعة عزيزي الصياد ننتظر جديدك يا غالي