نتنفس الموت مع الهواء
يخرج من الأرض
وتُمطره السماء
ينبض في القلب
بدلاً من الحب

نشربه
نأكله
نتجرعه مع الدواء
نحن برائحة الموتى
وإن كنّا أحياء
 

بالأمس كان موعدنا
لم تأتِ
لكنّ الموت جاء
لم أغضب
لأنك تأخرت
غضبت
لأنّ هديتي
تخضبت بالدماء
 

كنت تصرّين
ألا يكون
مع الغروب موعدنا
ألّا يكون
مع الشروق موعدنا
ألا يكون لقاءنا
كأي لقاء

لا كلقاء الشمس والمطر
ولا كلقاء النجمة والقمر
كلقاء العاشقين البسطاء
 

كنت تصرّين
أن يكون في لحظة
انصراف الأطفال
من المدرسة
كي تطيري
وتحلقي
بسعادتهم
كنا تقولين
هذه حرية الأنقياء
 

كنتِ تقولين
إن رزقنا الله بالأطفال
أنا من أعيدهم
وأنت من تأخذهم
إلى المدرسة
لأنكم معشر الرجال
طغاة
قساة
جهلاء
لا تفهمون بحرية الأطفال
كما النساء
* * * *

عجباً حبيبي
كيف لم ترني
ناديتك
ولم تسمعني
أردتُ أن تكون
آخر ما تراه عيني
أردت أن أقول
أنا يا حبيبي
أتيتُ
أمرتني آلّا أتأخر
فلبيتُ

لكنني حينما خفت
كما الأطفال
بالقاتل احتميت
ولما راحت كلمات حقده
تثقب أذني
توسلت وبكيت
ألا يفجر نفسه
ويفجر الأطفال
ويفجرني

وحينما أدركت
أنّ حقده أكبر
تشهّدت وصليت
وذهبت مع الأطفال
للقاء الانبياء
 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews