syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
مت قاعد ؟؟!! ... بقلم : سالي اسلامبولي
بضع دقائق صامتة مع أصدقائي جلسناها على مقعد في حديقة قبل أن يُباغتنا ذاك العجوز ذو الخمسين خريفاً بكلماته تلك .. مابالكم ؟؟!! لما لاتتكلمون ؟؟!! نظرتُ إلى أصدقائي وفعلاً تفاجأت بصمتنا ؟! فقد كانت أفكار كل منا جالت في عالم خاص أبكمت كلماتنا حينها ..

اكمل بعدها بكلماته ( عمو مابيصير تضلوا قاعدين هيك ؟ احكو واضحكو وعيشو ) قاطعت كلماته صديقتي بهمسة في أّذني ( شو بدو هلأ )
وكلماته لم تجد مايوقفها بقي يُتابع .. ( أنا بعد ماتقاعدت عرفت معنى التقاعد انو هو مت قاعد ؟؟ وانا مابدي موت قاعد مشان هيك كل يوم بمشي وبتحرك وبحكي ... يلا احكو شوي انتو )


زاد صقيع الصمت أكثر بعد كلماته .. لربما هو فعل كل مايجب عليه فعله وشيبه ذاك يدل على حياته الطويلة تلك كما عندما قمت بمشروع تخرجي بأن يكون دار لرعاية المسنين أعطاني دوماً شعور أنهم هم حكاية الوطن بكل ما تحوي جعبتهم من كلمات تؤثر على من حولهم ..

 
ذاك العجوز الذي كان أستاذ رياضيات أراد الله ان نراه اليوم ويخبرنا بكلماته عن الموت الذي لا يُريد انتظاره جالس ونحن نبحث عنه جيئةً وذهاباً وإن لم نبحث عنه فنحن كذلك نُميت أرواحنا عنوة منتظرين موتاً اسميناه بالفرج لانريد أن نتحرك لنحصل عليه بل ننتظره ليأتينا بحقائب من الفرح والسعادة والراحة ..


وسنبقى ننتظره دون جدوى .. وسنبقى نُردد هرمنا هرمنا .. حتى نهرم بالفعل روحاً وجسداً .. وحينها فعلاً سيصبح لا مفر من الموت ..
بدعائه الأخير ذاك لنا ودقائق لعله سئم منا ومن صمتنا حملته قدماه ليبتعد عن مقعدنا ..


وأنا على يقين أنه لم يمر مرور الكرام بل أجلسه الله في ذات المكان معنا ليخبرنا كلماته وبضع حلول عما يعترينا ولكن للأسف نحن نملك أذنين ولا ننصت إلا لما نريد ..
ولا نصفق إلا لمن يعجبنا أو لانفهم مايقول .. ولا ننفذ إلا ما يجول بخاطرنا وننتظر من يدفعنا إليه بكلمة لنرمي بلائمتنا عليه ..
انتظار أشياء تُميت في قلوبنا أشياء أخرى لربما هي أجمل مما نصبو إليه ..ولكن كثيراً من الأحيان سيكون انتظارنا بلا فائده وسنمت قاعدين أجساداً وأرواحاً وقلوب ..

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-11-22
التعليقات