syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
إرهابي تحت الأضواء ...بقلم : هديل مشلح

كثرت برامج اكتشاف المواهب مؤخراً فمنها: أراب آدول – اكس فاكتور – أراب آكتور – ستار أكاديمي - الراقصة وغيرها الكثير
كلها برامج لاكتشاف المواهب في الوطن العربي ، منها نسخة عربية لبرنامج عالمي ومنها برامج تُعرض للمرة الأولى على الشاشات العربية وتنوعت هذه البرامج بين اكتشاف مواهب الغناء و العزف والتمثيل والرقص الشرقي وعروض المسرح وألعاب الخفة وما إلى ذلك


المشتركين هم فئة من شباب وشابات الوطن العربي لديهم طموح وحب الشهرة والكسب السريع أما لجنة التحكيم هم عبارة عن ثلاثة أو أربعة فنانين أو فنانات من أشهر الفنانين في الوطن العربي ، تنوعوا بين ممثلين وممثلات ومطربين ومطربات ومخرجين بالإضافة إلى لجنة تحكيم من الراقصات لتقييم أداء برنامج الرقص الشرقي و القاسم المشترك بين جميع البرامج هو تصويت الجمهور

 

 نشاهد مقدمي البرامج يقفون على المسرح في أجمل حلة لهم ليخاطبوا الجمهور بقولهم (( صوِّت لمطربك المفضل , صوت لراقصتك المفضلة , صوت لموهبتك المفضلة , القرار بيدك )) حتى أصبح المشاهد يتابع وبشدة هذه البرامج ويشجعها لأنه يعتقد أن بيده القرار فعلاً و أنه من يقرر استمرار أو مغادرة مشتركه المفضل , ويبدأ بالتصويت للمشترك الذي يفضله عن طريق إرسال رسائل نصية قصيرة ليست برخيصة ، حيث تجمع مثل هذه البرامج الملايين في كل حلقة عن طريق هذه الرسائل النصية وليس البقاء فيها للأفضل بل للأكثر تصويتاً بحسب إحصائيات القناة .

الموهبة هنا لم تعد مهمة بقدر الجنسية وفي بعض الأحيان شكل المشارك " الوسامة " هنا يبدأ كل مشاهد بمنح صوته للمشترك الذي يمثل بلده ويتعصب للنتيجة والكل يعلم أن هذه البرامج ليست للأفضل إنما للأكثر حظاً وليست سوى وسيلة لكسب المال وقد سمعنا الكثير من القصص الغريبة التي تقول أن هناك من أنفقت مصروف بيتها الشهري لتصوت للمشترك الذي تشجعه وانتهى الأمر بها بالطلاق , أو ممن أنعم الله عليهم فصوتوا بمئات الآلاف من الدولارات لمشتركة جميلة و غيرها الكثير من القصص الغريبة والمستفيد الوحيد من المنافسة هي القناة التي أنتجت هذا البرنامج أو ذاك .

وفي عالم مشابه لنفس الأحداث التي تجري في هذه البرامج الفنية لاكتشاف المواهب ، تجري أحداث أخرى في مكان آخر ومع لجنة تحكيم أخرى وجمهور موسع أكثر , ألا وهو عالم الحروب والثورات المزعومة , حيث استقطبت هذه الأحداث الكثير من المشتركين ليس من الوطن العربي فحسب بل من كافة أنحاء العالم , وكلٌّ بحسب هوايته الدفينة التي سنحت الفرصة له لإبهار المتابعين من المعجبين ولجان التحكيم والمصوتين له

 

 غير أن مشتركي هذه البرامج هم من المتطرفين الإرهابيين ومتابعيه من العالم بأسره , ولجنة الحكم عبارة عن مجموعة من بعض الدول العظمى لتقييم الأوضاع , والجمهور الممول لهذه البرامج من بعض الدول الصغيرة التي قد لا ترى في العين المجردة وليس لها مكان على الخارطة , ممن أحبوا لعب دور الكبار في أن يكون لهم يد في تقرير مصير هذا الشعب أو ذاك قد يكون لنقص في نفوسهم أو لأوامر تأتيهم من لجنة الحكم وينفذونها بدافع من الخوف والحب بنفس الوقت وترسم أجندات خفية لا يعلم بها إلا من يعمل معهم .

تتعدد المواهب في هذا البرنامج الواقعي , ولكي ينالوا إعجاب المشاهدين والمصوتين ولجنة الحكم فقد احترفوا واختلفوا في المواهب حيث أن البعض منهم احترف قطع الرؤوس ولعب كرة القدم بها , ومنهم من احترف التمثيل بالجثث , ومنهم من احترف الرقص على جثثهم و جراحهم ومنهم من اختص بعمل العروض المسرحية وألعاب الخفة عن طريق تفجير السيارات و عمل العبوات الناسفة والاستمتاع بوقت العرض والبعض الآخر تلذذ بهوايته في الإخراج " إخراج القلوب من الأجساد وتذوق طعمها وقد تنافس الكثيرون على الجلد والصلب وتقطيع الأوصال " ويقف المقدمون هنا ليتفننوا في طريقة عرض الموهبة والتصويت فهي مواهب سنحت الفرصة لإظهارها وبتشجيع خاص من جمهورهم والذي يتابعهم ويشجعهم عن طريق التصويت لهم ودفع المبالغ النقدية الكبيرة لتمويل عروضهم وهناك من يقف ليصفق لهم عند نهاية كل وصلة أطربت وأشبعت أنفسهم المريضة , والرابح دائماً وأبداً فيهم هو من يتطور في كل مرة في إظهار موهبة جديدة

أما بالنسبة للمشتركات من الشابات فلهن مهمة أخرى في هذه البرامج ليس أن تقدم وصلتها الفنية إنما أن تساعد المشتركين على الإبداع في وصلاتهم الإرهابية , عن طريق إشباع متعة ورغبة المشتركين الجنسية وفي هذه البرامج الواقعية يوجد خاسرين : الأول هو من يتم عمل الوصلة الإبداعية عليه , هو من يُقطع رأسه أو يُؤكل قلبه ، هو من يُصلب و يُجلد و يُذبح و ينكّل بجسده .

والخاسر الثاني وهو الخاسر الأكبر الذي لم يخسر حياته بل خسر روحه و آدميته وإنسانيته وقلبه , خسر دينه ودنياه وآخرته عندما أظهر أقبح ما فيه و شجعه الكثيرون من أصحاب النفوس المريضة , فقد كانت موهبة إرهابية متطرفة تغذى بها عقله الصغير .

تمرس عليها فأصبح نجماً محترفاً وأصبح حلمه التوجه إلى العالمية .

سينتهي هذا البرنامج قريباً و لن يكون له مكان إلا أن يعود إلى وطنه ويمارس فيها هواياته لأنه أصبح من الصعب اعتزالها و لأنه تحول إلى نجمٍ يحسب له ألف حساب.


https://www.facebook.com/you.write.syrianews
 

2014-11-15
التعليقات