syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
أصنام العصر الحديث... بقلم : محمد رامي قزيز

جميعنا قرأ أو سمع بالأصنام التي كانت منتشرة في العصور الجاهلية وكان الناس ينصرفون إليها وينشغلون بها، وكان كل شخص يتخذ لنفسه صنماً يعبده، مرت مئات السنين واختفت واندثرت هذه الظاهرة-على الأقل على حد اعتقادنا- ولكن ما يخفى على الجميع هو أن ظاهرة الأصنام لازالت موجودة، اختلفت الأسماء والأشكال وطرق تقديم فروض الولاء والطاعة ولكن النتيجة ذاتها!


جاءت أصنام العصر الحديث بأشكال وأسماء وألوان مختلفة تتناسب مع التقدم العلمي والتقني المنتشر بين الناس، هذه الأصنام هي أندية كرة القدم التي انتشر حبها وهواها بين جميع أفراد المجتمع

وكوني من المتابعين للبطولات الأوروبية منذ سنوات عديدة لمست هذه النقاط المشتركة بين أصنام الجاهلية و الأندية الأوروبية أذكر منها:

1.     الانتماء و الولاء: في القديم، كان كل شخص يتخذ صنماً واليوم كل متابع يتخذ فريقاً يشجعه، وظهرت مفردات الانتماء الجديدة لتصبح متداولة بين الناس.

2.     تخصيص الوقت لأداء الفروض: قديماً كان كل شخص يخصص وقتاً لتأدية طقوس العبادة لصنمه، واليوم كل متابع يخصص وقتاً مقدساً لمتابعة مباريات فريقه، المشترك بين الحالتين هو إنفاق الوقت

3.     تقديم القرابين: في القديم، كان كل شخص يقدم قرباناً لصنمه في المناسبات وينفق ماله لذلك، واليوم كل متابع ينفق ماله للاشتراك بقنوات نقل المباريات، المشترك هو إنفاق المال

4.     التحكم بالمشاعر: قديماً كان كل شخص ينتابه شعور بالنشوة والرضى حين يؤدي فروضه لصنمه ويؤمن أن الصنم يمكنه التحكم بسعادته، واليوم كل متابع ينتشي بفوز فريقه وبالفعل يتحكم الفريق بسعادته  فكثير من المشاجرات تحصل بين المشجعين عند خسارة فرقهم وتصيبهم بالهم والحزن

5.     الانتشار: وهي أهم نقطة، فهي التي جعلت أندية كرة القدم هي الأصنام أكثر من المطربين والمطربات مثلاً، فيوجد شريحة كبيرة من الشباب لاتهتم بأهل الطرب كما أن شرائح المجتمع الفقيرة لاتتابع أخبار الفن ولاتشتري الأشرطة والأقراص، فالانتشار هي الصفة المشتركة بين كرة القدم والأصنام لأنها غزت جميع شرائح مجتمع وانتشرت كالنار في الهشيم.

 

كتبت ما كتبت لما وجدت من واقع مؤلم بعد خسارة ريال مدريد من برشلونة، وما تلاها من تهكم وتبادل للشتائم بين الناش، وكيف ظهر الولاء والانتماء الأعمى الجاهل لهذه الفرق جلياً واضحاً

كرة القدم رياضة نتابعها للتسلية والترفيه ومشاهدة اللعب الجميل وروح التحدي، وهي عنصر هام في تعبئة أوقات الفراغ، نستمتع به ونجتمع سويةً لمشاهدة المباريات، نضحك عند الفوز ونحزن عند الخسارة، ولكن المباراة تنتهي عند صافرة الحكم، وكل ما حدث خلال المباراة يجب أن يطوى بعدها.

رجاء لا تجعلوا من هذه المتعة نقمةً ولا تدعوها تفرق وتنهش بمجتمعنا، فنحن بأمس الحاجة لما يجمع وليس لما يفرق.

2010-12-16
التعليقات
أبو سلمان
2010-12-28 02:30:46
ضياع الهدف
للأسف هؤلاء الشباب لم يتم توجيههم طاقاتهم وافكارهم من قبل المجتمع وتركوا للإعلام الموجه من الخارج الذي نجح بشكل كبير في شغل الناس بالأمور التافهة ... ولن يصلح حالنا إلا بصلاح إعلامنا ومدارسنا وجامعاتنا فالعلم لوحده لا ينفع من دون تربية

سوريا
مجهول
2010-12-25 15:29:11
فراغ
فراغ أدى الى انجرار الشباب نحو النوادي في ما وراء البحار حالة مرضية و لكن قد اختلف معك في أن استعاراتك التشبيهية الدينية هي -صالحة- ولكن محدودة الصلاحية وسأحاول تعميمها ,فالسبب الأساسي لهذا الهوس هو عبثية الحياة التي يعانيها الشاب العربي و هذا بسبب اليأس و التهميش و سوء التربيية الثقافي العلمي السياسي الاجتماعي مما يجعله ينساق وراء اي شي,هوس رياضي , فني أو هوس ديني زائد.ينغمس الشخص في احدها سعياً لملئ هذا الفراغ أما في بلدان الكرة فهذه الظاهرة تنموية اقتصادياً,رياضياً,سياحياً,

أستراليا
غزوان
2010-12-25 15:25:03
كلام
هادا الكلام يا أخ رامي نحتاج إليه أكثر من خطب الجمعة . لأنو الآخرين بنو حضارتهم ثم لعبوا الكرة ... أما نحن فهدمنا حضارتنا وجلسنا نشجعهم.. بل ونتخاصم لأجلهم ...

سوريا
غزوان
2010-12-25 15:19:34
يا سلام
والله هذا الكلام يا رامي نحتاج إليه أكثر من خطب الجمعة .. لانو الآخرين بنو حضارتهم ثم لعبوا الكرة ... أما نحن فهدمنا حضارتنا وجلسنا نشجعهم

سوريا
موافق تماما
2010-12-25 14:41:11
كلام حلو
هو الشي الزايد عن حدو دائما غلط، سواء كان طابة او غيرها. يعني وقت الرفيق بزعل رفيقو مشان طابة او الطابة تفرق بيناتن بتصير الشغلة جنان وغلط بحت، والشي المزعج انو العالم يلي بيهتمو بالموضوع ما بيعرفو شي عن واقعن ولا حتى مهتمين. يعني الجمهور الاكبر هو العالم الفاضية والراضية. لكن بتشوف احيانا عالم منيحة وبتفهم وبتهتم بصير الموضوع مو اكتر من هواية وهل شي منيح وعادي الا اذا صار انتماء متل ما حضرتك عم تحكي سيدي بالنهاية مشكور على هل كلمتين يلي بتمنى انو يفهموهن العالم وام يعتبروهن هجوم.

سوريا
ابو الفوز
2010-12-25 13:35:22
يحشر المحبين
اسأل الله أن يحشر معهم من يحبهم و يعبدهم

سوريا
حسن
2010-12-25 12:12:04
ان شاء الله بيخسرو
مشان هيك لا بتابع مباريات و لا وجع راس و ان شاء الله بيخسرو كل الفرق و الأندية وبيسكرو الفيفا مشان ما حدا يتخانق مع حدا على هيك أسباب تافهة تحياتي وشكراً لمجهودك

سوريا
المفحم - The cogent ®
2010-12-24 02:45:18
جزاك الله خيراً
مقال جميل ،وما يؤيد صدق تحليلك بما لا يدع مجالً للشك الآيات {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } قال ابن القيم رحمه الله ( (الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع ).

سوريا
متفاجئ
2010-12-16 19:27:47
شكرا للتنبيه!!
صدقني ياصديقي الى الان لا اعرف الوحدة لانو محافظةبسمع انو لدمشق وانا ابن دمشق اما برشلونة وريال مدري دولار مدري يورو ما بعرف عنهم شي بسبب عملي وشغلي ...اما من اراد شيئا يعبده فسيجد الكثير منه مثل السيجارة او الحمام او..او.. او..واعتقد انه على الانسان ان يكون سيد نفسه

سوريا
ابن دمشق
2010-12-16 15:09:32
من الفراغ
يا سيدي ببساطة الوعاء الفارغ يتلقف أي شئ يملؤه... لانه بحاجة لأن يكون ممتلئ..(أصنام..أغاني..كرة قدم..ثقافة..علوم...المهم عبيني و بالفراغ لا تخليني..

سوريا
جهاد
2010-12-16 09:47:50
اول واحد بيفهمني
ياسيدي انت اول واحد بيفهم شلون انني بعبد برشلونة و بقدسهم ومبارياتهم عندي كانها صلاتي.

سوريا
محمد الشوا
2010-12-16 08:34:36
برشاوي
الحق معك أستاذ رامي .. صارت سوسة وهوس عند الناس شغلة برشلونة وريال مدريد فكرة كتير حلوة .. يعطيك العافية 

سوريا