syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
الحياةُ ... بقلم : الشاعر علاء الدين إبراهيم محمود

سبرتها
تلك الأغوار التي
طالما جهلت كنهها
كنت بغفلتي ماضياً


ألهو
أضحك
و أرجو المحالَ
أصحو ليلاً أو نهاراً
أدخن نرجيلةً أو سيجاراً
لا ضير


فأنا و حسب أحيا
كالأنعامِ أحيا
بين طعامٍ و شرابٍ
و متعٍ و ملذاتٍ
و كلِ المحرماتِ


أتعرفُ الأنعامُ المحرماتِ
إذن فلستُ كالأنعامِ
الأنعام أفضلُ مني
فهي تنتجُ بخلافي
و هي مفيدةُ بخلافي


إذن
فماذا عساي أكونُ ؟
أجمادُ أكونُ
بالقطعِ لا
فمن الجمادِ
ننسجُ الحياةَ
فالقطارُ جمادُ
و ملابسنا جمادُ
و ملاعقنا جمادُ
و كثيرُ فكثيرُ جمادُ
إذن فالجمادُ يفضلنى


--------------------------------------------


فمن أنا
أعبثُ أكونُ
أم لا شئ
كيف أكون هكذا
و غيري
قابعُ في معملِه
لاستخلاصِ دواءِ


لإخوانِه البشرِ

و آخرُ في مصنعِه
يصنعُ الحاجياتِ
و ينالُ لقيماتِ
يسدُ بها الرمقَ
------------------------------
أحتاجُ لثورةٍ
أجتثُ فيها فسادَ
نفسي
ثورةُ هدمُ و بناءُ
هدمُ لحياةِ العبثِ
و بناءُ للحياةِ
ثورةُ أعلنُ فيها
بياني الأولَ


أيتها النفسُ
نظراً لما كانَ منكِ
فقد حلَ موعدُ رحيلِكِ
فنفسي الطيبةُ
جاءتنى بالمددِ
و أنت رهينةُ


حصاري المحكمَ
فإما استسلامُ مهينُ
أو رحيلُ مشينُ
و لا سبيلَ لديكِ
لمعاودةِ الخداعِ
فقد صدقتك كثيراً
لكني الآن لستُ
ذلكَ الأبلهَ
الذي خبرتيه بماضيكِ


أنا من صقلته
الحياةُ
بنعيمِها و بهرجِها
بجحيمِها و قسوتِها
أنا من أفنيتُ عمري
لأصل لثورتي تلك


فلن أهادنكِ
بل سأملى عليك
قراراتي
لقد قررتُ
العودةَ لبني الإنسانِ
أحيا تحتَ السماءِ الصافيةِ


و الشمسِ الحارقةِ
أبنى قدرَ جهدي
فأفيدُ غيري
و نفسي
و قررتُ
مغادرةَ حياةِ اللهوِ
العبثيةِ
لأكونَ كغيري
إنساناً .
 

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2015-02-02
التعليقات