syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
مستقبل مسلمي فرنسا ... بقلم : ايمان النمس

بعد الاعتداء على صحيفة شارلي ايبدو بدأت موجة جديدة من العداء للإسلام في فرنسا تجلت اهم مظاهرها في تهديد المسلمين واستهداف اماكن عبادتهم بشكل غير مسبوق مقارنة بالسنة الفارطة


 لكن هناك عوامل اخرى تؤجج روح العداء للإسلام في فرنسا اهمها صعود اليمينين الذين يتبنون خطابا متطرفا يركز على الهوية والاندماج في المجتمع الفرنسي كما يتبنون مقاربة تبسيطية تحمل المهاجرين سوء الاوضاع الاقتصادية وتدهورها وقد بدا صعود اليمينين في الانتخابات البلدية حيث استطاعت احزاب مثل الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة ان تحدث طفرة وتكتسح 12 بلدية دون عقد اي تحالفات وقد تعزز هذا الصعود في الانتخابات البرلمانية الاوروبية مما يشير الى ان صعود اليمين ليس مسألة  عارضة في الحياة السياسية الفرنسية حاليا

 

 وقد اشتهر عن الساسة اليمنيين تصريحات معادية للإسلام وابرز مثال تصريح ماري لوبان الذي شبهت فيه صلاه المسلمين بالاحتلال النازي لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية !هذا التصريح كان قبل سنوات لكنه يؤشر على الخطاب اليميني الذي يميل نحو العنصرية وبث الكراهية ، اضافة الى محاولاتهم القيام بإجراءات عملية للتضييق على المسلمين من خلال الاعتراض على طقوسهم باعتبارها تشكل تهديدا لقيم العلمانية الفرنسية .

المسألة  لا تقتصر على الساسة فقط بل تمتد الى بعض المثقفين والكتاب اذ صورت اعمالهم الاسلام كدين يهدد المدنية والحرية ويؤدي الى انهيار فرنسا وتقسيمها ،هذه الاعمال توضح ان نظرة هؤلاء المثقفين للإسلام مازالت ترزح تحت ثقل سوء فهم متجذر عبر التاريخ وما يزال مستمرا الى الان بشكل غير واعي .

كما ان الخوف من نقل المسلمين اضطرابات الشرق الاوسط زادت بعد صعود التنظيمات الجهادية في كل من سوريا والعراق التي اثبتت قدرة عالية على استقطاب المتطوعين من كل انحاء المعمورة وفرنسا تعد أكثر الدول الأوروبية من حيث عدد المتطوعين الأوروبيين في التنظيمات الجهادية اذ بلغ عدد المتطوعين حوالي 1281 فرنسيا حتى يناير 2015 والرقم مرشح للزيادة .

اضافة الى ان فرنسا ليست بمعزل عن محيطها الاوروبي الذي بدأ يميل نحو اليمين وانتعشت فيه عدد من الحركات العنصرية المعادية للإسلام ابزها حركة بيغيدا المناهضة لأسلمة  الغرب في المانيا وتنظيمها مظاهرات ومسيرات لهذا الهدف .

في المقابل هناك نشاطات ومبادرات من قبل سياسيين ومثقفين ومراكز لفتح مسارات حوار والتأكيد على ان المسلمين جزء لا يتجزأ من فرنسا خاصة و انهم يشكلون نسبة معتبرة من السكان تبلغ حوالي 6 مليون ، من المبكر الحكم علي هذه المحاولات لكن لا يبدوا ان مستقبل المسلمين في فرنسا سيكون خاليا من الصعوبات .

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews
 

2015-03-04
التعليقات