فرصة سارة ...! ,
فرصة سارة ... .
تعلن شركة شيطان كو عن رغبتها بتعيين عدد من الشبان والشابات بوظيفة مفسد شريطة
حصولهم على الشهادات التالية : ( التفريق بين الزوج وزوجته - القتل - الاغتصاب -
الكذب الغش ) , فعلى الراغبين بالعمل تقديم الأوراق المطلوبة , للمزيد من المعلومات
زوروا موقعنا الالكتروني : www.shitanco.com .
من يقرأ هذا الإعلان للوهلة الأولى ربما يضحك
ويظنها نوعاً من المداعبة أردنا أن نوصلها له ليضحك , ونحن لانقصد اضحاك القارئ وإن
كان يسرنا ذلك .
عزيزي القارئ : نريد منك أن تنظر من حولك وترى الواقع الذي نعيشه , وهنا لانريدك أن
ترى بعيونك التي تتوسط وجهك , بل العيون التي تتوسط قلبك - إن صح التعبير - وبعدها
نطرح وإياك السؤال المهم , هل أصبح للشياطين شركات للتشغيل ؟ , وهل أصبح الشياطين
بدون عمل ؟ .
نقول : من حق الشياطين أن يكون لهم شركات للعمل , فبعد أن غزا الإنسان عالم الفضاء
وعالم الحيوان , نراه يقوم بغزو عالم الشياطين , ويقوم بأعمال غير إنسانية , وهنا
نذكر بعض الأعمال التي يقوم بها الإنسان ليس من باب الحصر وإنما من باب التذكير فقط
, فكم نرى ونسمع عن حالات الطلاق التي زادت في الأونة الأخيرة وذلك بسبب الفتن التي
تحاك للزوجين فيقطع الرابط الذي ربطه الله بين الزوجين , وكم كثرت حلات القتل
المتعمد بين الناس ولأتفه الأسباب , فنرى القاتل يقتل القتيل دون أن يرف له جفن و
أما الاغتصاب فحدث ولاحرج
فكم من حرة عفيفة طهورة قد انتهك عرضها من
أشخاص بلا أخلاق ولاشرف , أما الكذب فقد تفشى بين الناس بسرعة وبكثرة , فنحن لم نعد
نصدق بعضنا حتى وإن كان المتحدث صادقاً و الغشاشون وما أدراكم ما الغشاشون ؟ , فمن
أبرز صورهم الذين يقومون بالتلاعب بالأوزان لكي يربحوا المال بسرعة حتى ولو كان
الثمن التلاعب بلقمة الفقير .
والآن يحق لنا أن نسأل سؤال : مالسبب الذي جعل الإنسان يغزو عالم الشياطين ؟ , هل
هو الفقر أم الجهل أم كلاهما معاً ؟ .
ربما الفقر وربما الجهل وربما الأثنين معاً , ولكن إذا افترضنا أن السبب يكمن
بالفقر فلماذا نرى هذه الجرائم منتشرة في العالم ( المتحضر ) أكثر من انتشارها في
العالم ( المتخلف ) ؟ .
نعم الفقر والجهل منتشر في العالم ( المتخلف ) ولكن الجرائم المرتكبة فيه أقل من
الجرائم المرتكبة في العالم ( المتحضر ) , هذا العالم الذي سخر التكنولوجيا في نشر
وممارسة الجرائم , فقد شاهدنا الحروب التي شنت على منطقتنا وكيف استخدم العالم (
المتحضر ) السلاح المتطور على الشعوب الفقيرة كما مارس العالم ( المتحضر ) أنواعاً
كثيرةً من العقوبات الاقتصادية على العالم ( المتخلف ) مما زاد من جوع وفقر الشعوب
.
ولم يقتصر دوره على ممارسة الجرائم بل تعداها عبر نشرها في وسائل الاعلام ( الميديا
) , فهناك الكثير من الأفلام التي تحرض على القتل وتعلم طرق للقتل ( الأكشن ) بحجج
واهية , وأفلام التي يمارس بها الجنس بطرق حيوانية لاعلاقة لها بالإنسانية شيئ ,
كما لاننسى البرامج التي تعتمد على الحظ ( اللوتو ) , أما الشابكة العنكبوتية (
الانترنيت ) فهي عالم بذاته - إن صح التعبير - ففيها ينشر ماينشر من أنواع الجرائم
أكثر من التلفاز , وأما عالم المال ففيه الكثير من جرائم السرقة كالتزوير وعملية
غسل الأموال وهو عالم واسع تكثر فيه الجرائم المتعددة كتجارة الأعضاء البشرية والرق
وغيرها من الجرائم التي لاتحصى ولاتعد .
بعد أن عرضنا بعض من صور الجرائم يبرز السؤال التالي أمامنا ما الذي يعالج هذه
الجرائم ؟ , أما الجواب , فنقول : ربما العودة إلى تعاليم الأديان السماوية , فجميع
الأديان دعت إلى نشر المحبة والرحمة بين الناس , المحبة والرحمة هما اللتان تقفان
حاجزاً في وجه الجرائم .
وربما الأخلاق هي التي تعالج الجرائم , لأن الإنسان إذا فقد الأخلاق أصبح وحشاً
كاسراً لايهمه شيء سو اشباع رغباته وتأمين حاجاته حتى ولو كانت على حساب رغبات
وحاجات الغير .
في نهاية المطاف نقول : نعم لقد بنينا المصانع والمعامل , نعم لقد بنينا الجسور
والعمارات الشاهقة في الارتفاع , نعم بنينا المدارس والجامعات , نعم ونعم ... ,
لكننا لم نبنِ الإنسان .
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
يمكن الكلام صحيح