syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
ابو عنيف .... بقلم : ماجد جاغوب

مخبول جخ بلا مخ وجسد بلا عقل لقبوه منذ صغره بابو عنيف لعصبيته وعدوانيته وصدق نفسه وكان يبحث عن الضعفاء الاصغر منه سنا لممارسة عنفه وبلطجيته عليهم ويصادر ما في جيوبهم من مصروف وكان يرتمي احيانا على قارعة الطريق في رحلة عودته من الخمارات ولا يصحو الا بعد ان تضرب اشعة الشمس دماغه ليغدو سوبر سكران وينجو منه اطفال المدارس ويمروا عنه ويتركوه في غيبوبته حتى لا يصادر منهم ما في جيوبهم


 وقد اعتاد على ان يسحب من جيبه علبة السجاير وعلبة الكبريت ليشعل السيجارة فور شعوره بانه قد استيقظ نسبيا ليس لانتهاء مفعول السكره بل بسبب اشعة الشمس وقد اتفق الاطفال على شراء علبة كبريت وتجميع مادة الكبريت من اعواد الكبريت وتحويلها الى بودره واستغلال غيبوبة ابو عنيف ورش لحيته وشواربه بمادة الكبريت وعندما يشعل عود الثقاب تشتعل لحيته وشواربه ويتخلصوا منه ولكن الماره من الناس ساعدوا ابو عنيف في اطفاء الحريق بعد ان احترق وجهه وفقد بصره وانزوى في بيته لا يغادره ويشفق عليه بعض المحسنين في الطعام والشراب

 

 

اما السجاير والكحول فلا يوجد من يمولها له وانقطع عنها مكرها وتحول الى منجم وفتاح ومفسر احلام بعد اشاعة نشرتها احدى النساء الارامل في الحي عن قدرات غريبه وعجيبه لابوعنيف بعد ان اتفقت معه على ان تتحول الى زوجه وامينة صندوق ومعيله له وهي تجمع اخبار الراغبين في الحضور الى ابوعنيف لكي يشعر من يدخل الى حجرته التي لا تنقطع منها رائحة البخار ودخانه انه في حضرة شيخ جليل ومعلوماته موثوقه لانه ضرير ومن المؤكد ان له تواصل مع مخلوقات من غير البشر وان حرق لحيته ووجهه وفقدانه لبصره كان حادثا مقدرا منحه قدرات خارقه

 

 

 ومع تحسن الدخل من التنجيم وعمل الحجابات اشترت زوجته بيتا ومزرعه وعينت حرس على المزرعه حتى يكون الدخول الى ابو عنيف امر يستحق العناء ومهما كانت الفاتوره فليست خسارة لابوعنيف الجليل ظاهريا ومن المؤسف ان حملة شهادات اكاديميه عليا كانوا من زبائن ابو عنيف ومن السهل تصديق الكذبة حتى من الذي اطلقها نفسه بعد ان يؤمن بها الناس البسطاء وغير البسطاءلتتحول الى حقيقه في نظرهم وليس مستغربا ان يصدق ابو عنيف نفسه للمرة الثانيه بكذبة اخترعتها زوجته كما صدق الكذبة الاولى في صغره وبنى عليها البلطجه

 

 

والحصيلة ان الفاسد فاسد ولن تغيره الظروف ولا الحوادث وروت لي احدى السيدات وهي خريجة علم نفس ان احد مفسري الاحلام من الحزمة التي غزت شاشات الفضائيات وبعد ان حلب جيبها بالف دولار طلب المزيد واثناء مكالمة بينهما على خدمة سكايب كان يخاطبها يا بركه ويا طيبه قال لها ان خاتمك جميل وليتك ترسليه لي هديه لان الخاتم خرزته حجر كريم وغالي الثمن وقالوها قديما الزمار بيموت واصابعه بتلعب والسفيه والتافه والنذل يموت وهو بجوهره الذي لن يتغير والله المستعان


https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2015-07-25
التعليقات