يعتبر مؤتمر جنيف3 واحد من أبرز المحاور السياسية المهمة، وبارقة أمل كبيرة في الخروج من النفق المظلم والتوصل إلى حل سياسي يعطي الثقة للشعب السوري في الخلاص، ويساعد على مكافحة الإرهاب، وخطوة مهمة باتجاه فتح الطريق للحوار بين مختلف المكونات السورية، هذا وتنشط الحركة الروسية على خط دمشق للتوصل الى حل سياسي للأزمة وانهاء الصراع، وتبلورت هذه الحركة في اللقاءات التي اجراها وزير الخارجية الروسي مع مختلف الأطياف والتي تساهم في وضع الصورة النهائية لحل محتمل يتم الاتفاق عليه.
وسط غموض يكتنف مستقبل الحل السياسي للأزمة السورية على ضوء الدعوة الأممية لعقد مؤتمر جنيف3 بحثاً عن حل سلمي وسياسي لها ترتفع وتيرة الجدل بين أطراف الأزمة بشأن طروحات كل منها بينما تتباين التوقعات إزاء احتمالات نجاحه من فشله، وفي هذا الإطار تشهد المنطقة سلسلة إتصالات سياسية مكثفة بين الدول المؤثرة بالملف السوري تمهيداً لعقد جنيف3 بين النظام السوري وشريحة واسعة من المعارضة قبل نهاية هذا العام بوساطة روسية، إذ تنوي موسكوعقد مؤتمر موسع على المستوى الوزاري على هامش إجتماع الجمعية العام للأمم المتحدة في أيلول المقبل، لتفعيل مشروع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لتشكيل تحالف ضد الإرهاب بين دول إقليمية ودولية بما في ذلك الجيش العربي السوري
كما تسعى الخارجية الروسية على أن يضم موسكو3
ممثلين من النظام وطيف واسع من المعارضة لإطلاق حوار سوري- سوري يؤدي إلى حكومة
وحدة وطنية إنطلاقاً من بيان جنيف، وهنا تتفق طهران مع موسكو على موضوع الحكومة
الوطنية، ضمن فكرة أن تكون الإنتخابات البرلمانية المقبلة بوجود مراقبين دوليين
والسماح للاجئين والنازحين بالإنتخاب، مدخلاً للحل تحت سقف الرئيس الأسد.
وفي موازاة ذلك تسير الأمور إلى تشكيل مجموعة إتصال من الدول الكبرى وإيران وتركيا
والسعودية مع حرص بعض الول الغربية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا على أن تكونا جزءاً
من هذه المجموعة، ؟ إذ بحث نائب وزير الخارجية الروسي مع رمزي عزالدين نائب المبعوث
الأممي الخاص إلى سورية عقد مؤتمر جنيف3، وشددا على ضرورة تنشيط الجهود من أجل
تحقيق التسوية السياسية الدبلوماسية للأزمة السورية وفق بيان جنيف عام 2012، وكذلك
على ضرورة توحيد الجهود بهدف التصدى الفعال لتنامي الإرهاب الذى يشكل إنتشاره خطرا
أمام الدولة السورية وعلى الأمن فى المنطقة والعالم، وعزموا على تحقيق مبادرة
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا حول تشكيل أربع مجموعات
عمل خاصة بالتنسيق بين مواقف دمشق والمعارضة السورية بشأن المسائل المتعلقة بضمان
السلام المدني في سورية
بالإضافة إلى إنشاء مجموعة اتصال بمشاركة
الجهات الإقليمية والدولية المعنية، وذلك بهدف عقد مؤتمر جنيف3، ولتفعيل ذلك سيصل
السفير رمزي عزالدين رمزي إلى دمشق الأسبوع القادم لإجراء محادثات مع وزارة
الخارجية السورية بشأن إرسال ممثليه إلى اللجان الأربع التي اقترحها دي ميستورا.
وفي سياق متصل أكد سيرجى لافروف ونظيره الأمريكى جون كيرى ضرورة العمل من أجل
استئناف المفاوضات بين كل أطراف الأزمة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل
التمهيد لتنفيذ وثيقة جنيف1، وذلك فى مكالمة هاتفية جرت بين وزيرى الخارجية، وفى
اطار الجهود الرامية الى عقد المشاورات السورية الموسعة موسكو٣ ، واصل ميخائيل
بوجدانوف استقبال وفود الفصائل السورية حيث أجرى لقاءاً مع وفد لجنة المتابعة
لمؤتمر القاهرة ٣، مؤكداً على الإهتمام الصادق لروسيا بمساعدة السوريين فى توحيد
صفوفهم بشأن المهمة المحورية المتمثلة فى الحفاظ على دولتهم وضمان الإستقرار في
سورية والحيلولة دون تحويلها إلى بيئة حاضنة للإرهاب والفوضى.
مجملاً... أن اللقاءات الدولية والإقليمية حول الأزمة السورية تشير الى وجود خطة
معينة سيتم من خلالها التعاون مع النظام السوري بالقضاء على الإرهاب، وبمشاركة جميع
الأطراف كلاً حسب دوره، لذلك سنتوقع في الأيام المقبلة أن يكون هناك تحول كبير
بالساحة السورية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الأزمة السورية، كما أن هناك بعض
الدول على رأسها السعودية وتركيا ستخسر رهانها بالحرب على السورية ويعود ذلك على أن
المعارضة أبدت تراخي ومرونة بالقبول بالحلول السياسية، كون الجميع بشكل عام تعب من
هذه الحرب ويريدون الخروج من هذا الوضع المتأزم والمعقد بأي شكل من الأشكال بعد
قناعتهما وإدراكهما يأن هناك أطراف خارجية تريد أن تحقق مصالها على حساب الشعب
السوري
أما المجموعات المتطرفة تشير الأحداث
والوقائع الميدانية بأن دورها سينحسر ويتشتت، وقد قدمت مراكز بحث غربية متخصصة
تقريراً يؤكد إنهيار القوى المتطرفة في سورية والمدعومة من دول مختلفة، كما أكد
التقرير بأن هناك أعداداً من الإرهابيين من جنسيات أوروبية وأمريكية يبحثون عن طرق
للهرب والعودة الى بلادهم، ومنهم من وصل بالفعل الى دول مجاورة لسورية.
وأخيراً يمكنني القول، الكل يبذل الكثير من الجهود في المشاورات والمباحثات
الإقليمية والدولية لإنجاح هذا المؤتمر المنتظر لتعزيز الحل السياسي بين النظام
وقوى المعارضة، فجنيف3 قد يكون آخر فرصة لإنقاذ سورية والمنطقة بأكملها من الفوضى
والطائفية، ومنع إلتحاقها بـالسيناريو العراقي، ومن أجل أن ينجح المؤتمر في تحقيق
مآربه، يجب إشراك كافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية في فعالياته ومقرراته،
وبالتالي إيصال سورية الى بر الأمان، والحفاظ على وحدة سورية وتعددية مجتمعها،
وتحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews