syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
الرّمق الأخير ... بقلم : نسيم الروح

وأعود إلى مكاني ، إلى منزلي وغرفتي ، و فيّ حنينٌ إلى أيّامي .. مغادرة المشفى لانعدام أمل الطبّ من شفائي .. وأعود أعود إلى طاولتي مشتاقةً إلى كُرّاسَتي .. مشتاقةً إلى قلمي ، ورائحة حبره ، وصوت صريره .. وأنا في رمقِ حياتي الأخير ، ولديّ رغبة بالتخليد ..


وتفيض ذاكرتي بالكلمات والحوادث ، ويفيض فكري بالخواطر .. وتتدفق فيّ القدرة والموهبة .. وأكتب وأكتب إلى اللا حدود ..

وقلمي مسروراً بجهده .. وذهني جوّاداً بأفكاره .. والحكمة جيّاشةً بالعِبَر .. ويديّ متعبتان فرحتان .. وحال الصحة مرثيّاً له .. والسهر جميل في النزع الأخير..

 

وينقضي اللليل الطويل ، ليأتي صباح جديد..

و تدخل أختي الغرفة ..

لتراني جسداً عليلاً ، على الأوراق ينام قريراً ..

 

توقظني ..

لكنها اليوم توقظ جسداً لن يفيق .. تهزُّ تحركُ و لكن لا مجيب ..

 

تصرُخُ تبكي تلطُمُ تلكُمُ تهذي ..

وتمتلئ الغرفة بالضجيج .. وينتشر العويل ..

 

وأنا في سكوني العميق .. في راحةٍ طالما تمنّيتها لأتخلّص من عمري الشجين..

تاركةً ورائي ورق ثمين ، يكشف كلّ صغير وكبير ، فيه أمل كثير للبقاء والتخليد..

 

2015-08-20
التعليقات